ELIAS PAULUS

ELIAS  PAULUS
ELIAS PAULUS THE BIG LOVE الحب الكبير -اضغط على الصورة-

torsdag 30 september 2010

القديس ايليان الحمصي


وُلِدَ القديس  ايليان     في مدينة حمص في القرن الثالث الميلادي من أب يُدعى( كنداكيوس) (1) من عباد للأصنام ومن أعيان وذو مركز كبير في المدينة ومن أم تُدعى ( أخثسترا ) يُقال أنها من أصل يوناني حيث يعني اسمها ( سمكة النجوم ) وكانت على درجة عالية من الوداعة وحُسْن التربية .وكان ابنهم يُدعى ( يوليان ) واعتنت بتربيته مربيّة تُدعى ( مطرونة ) وكانت مسيحية وبدأت تعطيه مبادىء المسيحية سِرّاً دون علم أهله . وعن طريقها كان يزور الناسك القس الطبيب ( إيباتيوس ) عند نبع الهرمل ـ شمال غرب حمص ـ وكان يُسَمّى ناسك (الأورانتس ) الذي يعني نهر العاصي ويحفظ منه أسرار الدين المسيحي وأيضاً يجتمع مع أسقف حمص ( سلوانس ) (2) وتلميذه لوقا والقارىء موكيوس .كان إليان مسروراً جداً بالحياة العسكرية التي أكسبته بنية قوية ومتانة عضل وشجاعة قلب ، وقد رأى في زياراته المتكررة للناسك أن يكتب لوالده كي يسمح له باعتزال الأعمال العسكرية ليتفرّغ لتحصيل العلوم الطبية ، فسمح له بذلك فتفهّم معلومات طبية جديرة بالتقدير بفترة قصيرة فمارس الطب بمهارة فائقة وكان يحرص على شفاء المرضى ومعالجتهم بمحبة المسيح وإيمان الرسل وهذا ماتدل عليه أيقونته الرسمية وهو بلباس الفرسان الرومانيين يمتطي الخيل ويحمل في يده اليسرى رمحاً وبجانبه الهاون والمطرقة الذي يدل على انه طبيب . فاشتكى أطباء حمص إلى والده وقالوا له : ( إن إبنك يُبَشِّرْ باسم إله النصارى ويهزأ بآلهتنا فكيف ترضى بذلك ولو علم الإمبراطور لغضب عليك.

كان   ايليان  رجلاً مؤمناً يضع كل رجائه بالسيد المسيح غير مكترث بمغريات هذا العالم الفاني وكان يصلّي ليلاً ونهاراً ويتمسّك بالصوم ويقوم بأعمال الخير فيعالج المساكين ويوزع عليهم كل ما يقع بيده من مال أبيه .

وفي عام 284 عندما أمر الإمبراطور ( نوميريان ) باضطهاد المسيحيين في جميع أرجاء الإمبراطورية . اضطر معظم أهالي حمص إلى ترك عبادة الإله الحقيقي واتبعوا الديانة الوثنية غير أن   ايليان   كان من القلائل الذين لم يخفهم الاضطهاد فبقي محافظاً على إيمانه المستقيم وكان من بين الذين لم يحيدوا عن عقيدتهم الأسقف سلوانس وتلميذاه لوقا وموكيوس .وعرف والد إليان بأنهم يبشرون بدين المسيح فألقى بهم فريسة للوحوش فاستشـهدوا بتاريخ

10/آذار / 284 .

بدأ   ايليان   بعد استشهاد رفاقه يُظهِر علانية احترامه لهم ويجهر بإيمانه ويهاجم الأصنام ، فأمر والده الجنود بالقبض عليه . بقي إليان في السجن أحد عشر شهرا ًكان خلالها يحث كل الذين يأتون اليه على ترك عبادة الأصنام واللحاق بالسيد المسيح . فأغاظ هذا التصرف والده فنفذ صبره وقرّر تعذيبه وقتله ، فسلّمه إلى الجلاّدين فقادوه إلى شرقي المدينة وقيدوه بالحبال وحلقوا شعره ثم غرزوا اثني عشر مسماراً طويلاً في رأسه ويديه وقدميه . وعندها صـرخ: ( اسبّحك يا إلهي الساكن في السماء والأرض ..... اعطني القوة لأتحمّل مرارة هذا العذاب وأغمي عليه ، فتركه الجلادون وانصرفوا ظنّاً منهم انه مات . أما    ايليان   فكان حياً وما لبث أن جمع قواه وتمكّن من جرّ نفسه إلى مغارة قريبة كانت مصنعاً لفخّاري مسيحي وعندما دخلها مجّد الله قائلاً " أشكرك يا إلهي الذي أهّلتني لهذا العذاب من أجل اسمك القدّوس " ثم أسلم الروح وكان ذلك في 6/ شباط /285 . وبعد يومين أخذ الفخّاري جسد القديس ووضعه في كنيسة ( الرسل والقديسة بربارة ) .

تعيّــد له الكنيسة الأرثوذكسية في السادس من شهر شباط .

fredag 24 september 2010

Τής μετανοίας ο κήρυξ

Τής μετανοίας ο κήρυξ...


Τή Κθ' τού αυτού μηνός, μνήμη τής αποτομής τής τιμίας κεφαλής τού αγίου ενδόξου Προφήτου Προδρόμου καί Βαπτιστού Ιωάννου.

Στίχοι
• Τέμνει κεφαλήν χείρ μιαιφόνος ξίφει,
• Τού χείρα θέντος εις κεφαλήν Κυρίου.
• Εικάδι αμφ' ενάτη Προδρόμου τάμεν αυχένα χαλκός.

Ήχος β'

Τής μετανοίας ο κήρυξ, Ιωάννη Βαπτιστά, εκτμηθείς σου τήν κάραν, τήν, γήν ηγίασας, ότι τόν νόμον τού Θεού τοίς πιστοίς ετράνωσας, καί παρανομίαν εξηφάνισας, Ως παρεστηκώς τώ θρόνω τού επουρανίου Βασιλέως Χριστού, αυτόν ικέτευε, ελεηθήναι τάς ψυχάς ημών.

torsdag 23 september 2010

أول الشهيدات تقلا (24 أيلول)

القديسة تقلا

أولى الشهيدات والمعادلة الرسل

 


وُلدت القديسة تقلا في مدينة أنطاكية في تركيا، من والدين وثنيين في سنة/20/م،
وكان والدها والياً على إنطاكية وأمها سيدة فاضلة ومتمسكين بدين آبائهما الوثنية،
ونشأت القديسة في هذا البيت وترعرعت فيه وتنعمت بالجاه والثراء ورفاه العيش،
وكانت ذات حسن وجمال حتى أن طالبيها للزواج أصبحوا لا يحصون عدداً وتقدم منها شاب اسمه ناماريوس إلى خطبتها وهو أمير وثني ومن أعيان وشرفاء البلاد ووصل بحبه لها حتى العبادة،
وكانت ذات عقل ثاقب وشديدة الرغبة في تحصيل العلوم والمعارف، فانكبت على الدراسة وكانت فصيحة اللسان.

أثناء ذلك جاء القديسان بولس وبرنابا الى إنطاكية يبشران بإنجيل الرب يسوع ويعلما الناس داعيان إياهم إلى المسيحية ونبذ الوثنية،
فسمعت القديسة تعاليم القديس بولس واستهوتها تعاليمه فآمنت بالرب يسوع وأشرق في قلبها نور لم تألفه من قبل، نور المسيح المضيء للجميع،
غير أن اليهود أثاروا الوثنيين ضد القديس بولس ورفيقه برنابا لأنهما كانا جريئين في دعوتهما ويدعمان تعاليمهما بالعجائب، وقبضوا عليهما وقرروا رجمهما،
فما أن حل الظلام حتى نزلت القديسة إلى السجن بعد أن رشت حارسه بالمال بعد أن باعت كل ذهبها وحليها الخاص لهذه الغاية،
وتلقنت من بولس التعاليم السماوية وغادروا ثلاثتهم السجن إلى مكان أكثر أماناً، وكانت تقضي أوقاتها بالصلاة إلى الله وتتأمل كلام الرسول بولس وتعمل به.

رافقت بولس إلى مدينة أثينا التي كانت عاصمة الفكر والفن الإغريقي، حيث تلاطمت فيها العبادات للآلهة العديدة فثار بولس وراح يخاطب اليهود في كل مكان، ح
تى أن الوثنيين أصبحوا يصغون إليه بكل انتباه وقبول، وكان كل ذلك على مرأى ومسمع من القديسة تقلا فازداد قلبها إيماناً بيسوع المسيح ابن الله الوحيد.

سمع الأبوان عن ابنتهما كل شيء، وحاولا إقناعها بجميع الوسائل الممكنة ولكن دون جدوى، وعندما عجز والدها من إقناعها،
وخوف والدها على مركزه وبتحريض الآخرين له سلمها إلى الحاكم 
الذي زجها إلى الأسود التي تراجعت وهدأت عندما شاهدت القديسة،

ثم أمر بأن تُحرق بالنار وساعة تنفيذ الحكم أبرقت السماء وأرعدت وانهمر المطر الغزير مما جعل تنفيذ الحكم مستحيلاً،

ولما لم تفلح النار بها، ربطها إلى طرفي ثورين جانحين ليشطراها شطرين إلا أن الثيران رفضت تنفيذ المهمة مما حيَّر الحاكم بأمرها،

فأراد أن يتخلص منها فألقاها في حفرة عميقة مليئة بالثعابين السامة، فنزلت نار من السماء وأحرقت الثعابين ونجت القديسة من الحكم،

فدهش الوالي من تلك المعجزات المتكررة وخاف من هياج الشعب ضده، فاستدعى القديسة وسألها: "مَنْ أنتِ أيتها الفتاة، وما الذي يرد عنكِ هذه الوحوش والحيوانات المفترسة ويحميكِ من تنفيذه أوامري"؟..

فأجابته:
"أنا تقلا أمَةُ يسوع المسيح ابن الله الحي وهو نجاة المأسورين وتعزية الحزانى،
وهو الذي أنقذني من الوحوش والموت، ويحفظني بنعمته وله لمجد والكرامة".

حينئذٍ أعلن الوالي أمام الشعب وقال:
"إن تقلا أمَةٌ يسوع المسيح هي طليقة حرة"،

فتعالت أصوات الفرح وخرجت البتول من بينهم وذهبت إلى بيت السيدة الشريفة طروفينا التي كانت تعطف عليها، فاتجهت القديسة من أنطاكية إلى سوريا إلى منطقة معلولا
ووجدت فيها الحقل الخصب لتعبدها والتبشير بالرب يسوع،
http://files.arabchurch.com/upload/images/403457930.jpg
وذاع صيتها في كل المنطقة وانتقلت شهرتها حتى إلى بلاد الغرب،
وكانت تسافر بين الحين والآخر إلى بلاد الغرب وخاصة اسبانيا لتبشر بالرب يسوع، فاعتمد الكثيرون منهم على اسم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ,وأهدتدوا إلى الإيمان بالإله الحقيقي، تاركين الوثنية و عبادة الاصنام.
وشيدت لها الكنائس الكثيرة باسمها، ودُعيت فتيات كثيرات باسمها لينالن شفاعتها.
عاشت القديسة تقلا /90/ سنة، ورقدت بالرب بأمان في قرية معلولا ودُفنت فيها وبُني بجانب قبرها الذي أصبح مزاراً ومحجاً للجميع ديراً للراهبات يؤمه الآلاف المؤلفة من السياح والزائرين من كل أرجاء الدنيا،

http://www.sahnaya.com/data/thum/1238690720.jpg


http://img.rian.ru/images/8959/98/89599823.jpg

وقد دعتها الكنيسة "الأولى في الشهيدات" حيث تعرضت لعذابات شتى، ولأسفار مضنية وقاسية قضت حياتها كلها للتبشير بالإنجيل،
وكما ألقت الكنيسة عليها لقب "المعادلة الرسل"، إكراماً وإجلالاً لها.
 
معلــولا:
كانت رحلتها من أنطاكية إلى معلولا شاقة وطويلة، فلا طعام ولا ماء ونوم في العراء مع الحر والبرد، وحيثما حلت كانت تزرع الفرح والسعادة في نفوس سامعيها،

إلى أن وصلت إلى بلدة معلولا فلجأت إلى احد الكهوف واختارته مسكناً لها، وما زال موجوداً حتى الآن، وفي رحابه بُني الدير للرهبنة النسائية حاملاً اسمها المقدس،

ولم تكتفِ بالتبشير في أنحاء سوريا إنما وصلت في جهاداتها التبشيرية إلى اسبانيا لتي استقبلتها وآمنت بالرب يسوع وبُنيت الكنائس فيها حاملة اسمها، واتخذت الفتيات اسمها شفيعة لهن وتبركاً به.
 
للقديسة عجائب لا تعد ولا تحصى في تاريخ الدير الذي يعود إلى بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، وأرشيف الدير عامر بأخبار هذه المعجزات حتى يومنا هذا.
 
وكم يحلو للإنسان أن يرى جماهير المؤمنين تحتشد في يوم عيدها المقدس في 24/أيلول من كل عام حيث يتحول الدير إلى مكان للصلاة والابتهاج والفرح،
يقدمون فيه للقديسة الابتهالات ولله الشكر الذي انعم عليهم بالسلام والطمأنينة وقد دُعيت القديسة تقلا الأولى في الشهيدات لأنها أول فتاة تؤمن بالرب يسوع وتنال العذاب على أيدي والدها وجلاديها وتنجو منها،

وقد رقدت القديسة تقلا بسلام في 24/أيلول عن عمر ناهز التسعين، ودُفنت في نفس الكهف الذي كانت تقيم وتعيش فيه، والذي كان قاعدة الانطلاق لتبشيرها، والذي أصبح مقاماً مقدساً يحج إليه المؤمنون والزائرون من كل حدب وصوب حتى يومنا هذا.


fredag 3 september 2010

تمارين رياضية للرضع


تمارين من عمر يوم ولغاية 8 أشهر :

التمرين الأول :

مددي طفلك على ظهره وامسكي باحدي يديه . حركيها ببطء صوب عينيه ثم أرجعيها إلى مكانها . كرري هذا التمرين مرتين أو ثلاث مرات وافعلي المثل مع اليد الاخري ثم اليدين معا هذا التمرين يساعد طفلك على تطوير قدرته على الرؤية عن قرب وعن بعد من خلال تعلمه ملاحقة حركه يده ومتابعها .

التمرين الثاني :

مددي طفلك على ظهره وامسكي احدي ذراعية ، ثم بيدك الاخري قومي بضرب ذراعه ضربات خفيفة جدا من الكتف في اتجاه الكف . هذه الحركة تعتبر أسلوبا رائعا لمساعدة طفلك في فتح كف يده تدريجياً..

يمكنك أيضا استخدام حركه الضرب الخفيف بالأصابع لتدليك أجزاء أخرى من جسم الطفل، انه تمرين مفيد ويساعد طفلك على تطوير وعيه تجاه جسده، إضافة إلى حواسه لاسيما حاسة اللمس ..

التمرين الثالث :

أجلسي طفلك على الأرض وأسنديه بوسادة ، ثم اركعي أمامه وأمسكي أصابع يديه ، وقومي بأرجحته يمينا ويسارا والى الأمام والوراء مرات عديدة . إذا شعرت بأن طفلك يستمتع بهذا التمرين يمكنك أن تضيفي حركة الدائرة ، هذا التمرين يساعده على تقوية توازنه الجسدي ما يسهل عليه عملية الحبو أو المشي في فترة لاحقة إذا كان طفلك صغير جداً ، وغير قادر على السيطرة على حركة رأسه ضعي يدك خلف رأسه أثناء التمارين ..

التمرين الرابع :

مددي طفلك على ثم ظهره ثم ضعي لعبة ما إلى واحرصي على إلا يتمكن من التقاطها . بعد ذلك قومي بثني رجليه بلطف وساعديه نحو اللعبة في محاولة للامساك بها , كرري الحركة للجانب الأخر يساعد هذا التمرين على تجهيز الطفل لمرحلة الحبو إضافة إلى تحسين وقفته أو جلسته…

ثلاثة تمارين إضافية للأطفال القادرين على الجلوس و السيطرة على حركة الرأس:

ركوب الدراجة:
مددي طفلك على ظهره و اركعي أمامه ثم ارفعي رجليه،واسندي مؤخرته بركبتيك،بعد ذلك،امسكي أسفل قدمي طفلك و ارفعي ركبتيه نحو صدره ثم مديهما في اتجاهك.
كرري هذه الحركات للرجل الأخرى ثم الرجلين معا، يساعد هذا التمرين على تقوية عضلات قدمي طفلك.

الطفل الطائر :

مددي طفلك على بطنه ثم اركعي بجانبه ومدي يدك تحت جسمه بشكل يتيح حمله في صدرك بعد ذلك ، ارفعي ببطء الجزء الأعلى من جسمه ثم أنزليه ، كرري الحركة مرات عديدة . فهي تقوي عضلات رقبته وتنمي قدرته على السيطرة على حركة رأسه .

الحبو:

مدديه على بطنه ثم شجعيه على التقاط اللعبة التي وضعيتها في الجانب الأخر من الغرفة ، ساعديه على الحركة من خلال تسنيد قدميه ، هذا التمرين يحفز طفلك على الحبو ويساعده على تحسين قدرته على التنسيق ما بين حركة يديه وما يراه أيضا تطوير حاسة النظر عن بعد وقرب …

الشرّ الذي فيك القديس باسيليوس الكبير

لا يمكنّا أن نقول، دون أن نخطئ ضد الإيمان، إن الشرّ يأتي من الله. فلا الحياة تلدُ الموت، ولا الليل يخلقُ النور، ولا المرضُ يمنح الصحة، ولا الله الكلي الصلاح يمكن أن يخلق ما هو ضدَّه.
فاذا لم يكن الشرُّ أبديّاً ولا آتياً من الله، فمن أين اتخذ طبيعته؟ فالشر موجود، ونحن نراه كل يوم.
فما الجواب؟ إن الشر ليس حقيقةً حيةً ولكنه ارتياح في روحنا يخالف الفضيلة، وهو نتيجة رفضنا للخير، تساهلاً وتهاوناً منا. فلا نبحثْ عن أصل الشر، خارجاً عنا، متصوِّرين فينا طبيعةً أولى فاسدة؛ فعلى كلٍّ منا أن يقرّ أنه أصل الرداءَة التي فينا. ثم إنَّ بين ما يحدث لنا من الأمور ما هو طبيعي كالشيخوخة والأمراض؛ وما قد يحدث صدفةً كالأحداث غير المنتظرة، فبعضها يحزننا، وبعضها يُفرحنا (كاكتشاف كنزٍ أو عضَّةِ كلب)؛ وثم أمور أخرى تتعلق بنا كالتسلُّط على أهوائنا، وقمْع دواعي اللذة فينا، وكبح الغضب، وتهديد من شَتمَنا، وقول الصدق أو الكذب، وحسنِ الخلق وهدوئه، أو الكِبَر والإعجاب بالنفس. فعلى قدْر ما تكون متسلِّطاً على نفسك، لا تبحث عن سبب الشرّ خارجاً عنك، بل اعلمْ أن أصلَ الخباثة الحقيقي هو استسلامُك لضعفك بحريَّتِك. ولو لم يكن الأمر كذلك، لما أمكن سنُّ شرائع، ولا جاز إقامة محاكم، ومعاقبة مجرمين.
ولا حاجة إلى أن نقول أكثر من هذا عن الشرِّ نفسه. أما المرض، والفقر، وضعةُ المقام، وكل ما يمكن أن يحلَّ بنا من المزعجات، فليس من الصواب أن نَعُدَّهُ شرّاً جوهريّاً، لأن الخير الكامل لا يقوم في ضده. ثم أن بعض المحن متعلِّقٌ بمزاج طبعِنا العارض، والبعض الآخر فيه مصلحة حقيقية لنا.

الحبّ والدين

الحبّ
إذا أومأ الحبّ إليكم اتبعوه،
وإن كان وعر، كثير المزالق..
وإذا بسط عليكم جناحيه فأسلموا له القيادة، وإن جرحكم سيفه المستور بين قوادمه..
وإذا حدثكم فصدقوه، وإن كان لصوته أن يعصف بأحلامكم كما تعصف ريح الشمال بالبستان.
 إن الحبّ إذ يكلٌل هاماتكم، فكذلك يشدّكم على الصليب،
وهو كما يشد عودكم يشذب منكم الأغصان.
وإذا أحببت فلا تقل: "لقد وسع قلبي الله"،
و لكن قل: "وسعني قلب الله"
الحبّ لا يعطي إلا ذاته،
ولا يأخذ إلا من ذاته.
الحبّ لا يملك
ولا يملكه أحد،
فالحب حسبه أنه الحب..
الدين
وقال المصطفى: وهل حدثتكم اليوم عن شيء سواه؟
أليس الدين هو كلّ عمل وكلّ تفكير؟
ثم هو أيضاً ما ليس بعمل ولا تفكير،
بل تعجّبٌ ودهشة،
ينبعثان من النفس دوماً،
حتى حين تنحت اليد الصخر أو تدير النول.
ومن ذا الذي يستطيع أن يفصل إيمانه عن عمله، أو عقيدته عن شواغله؟
ومن ذا الذي يستطيع أن ينشر أوقاته بين يديه.. ويقول:
"هذه لله وهذه لي، هذي لروحي، ولجسدي هذي"..
إن أوقاتكم جميعاً لأجنحةً تضرب في الفضاء،
منتقلةً من نفس إلى نفس.

مفهوم الألم في البوذيّة .

كثيراً ما يشغلنا التفكير بالألم ومدى ارتباطه بتفاصيل حياتنا حتى عند الفرح, فأضحت المعاناة المستمرة الصفة المميزة لهذا العالم, وبات السؤال الذي يشغل كل إنسان:
§        لماذا الألم؟..
§        ما هي أسبابه؟
§        كيف نتخلص منه؟
إن موضوع تخفيف الألم أو التخلص منه بحثٌ يجمع الإنسانية كلها.... غير أن هذا البحث كان محور تأمل بوذا منذ آلاف السنين هذا التأمل الذي قاده للغوص بأعماق النفس البشرية و ما فيها من تناقضات بالرغم من قدم العصر الذي عاش فيه, محاولاً بذلك البحث عن أسباب هذا الألم المرافق للإنسان للوصول إلى الخلاص منه.
وما يثير الإعجاب هو هذه الإرادة الطيبة من وراء بحثه بموضوع الألم, فكان همّه تخفيف المعاناة التي كان يشهدها في مجتمعه , وتكرّست هذه الإرادة الطيبة بمشاركته لغيره بتأملاته وكل ما وصل إليه من حكمة, و كذلك بما أعطاه من تعاليم أخلاقية مميزة اتسم بها أتباعه.
حيث ارتكزت تعاليمه على الامتناع عن الشر وكل ما يسبب الألم  لجميع الكائنات ليس فقط الإنسان.
من خلال هذه النظرة إلى العالم و ضرورة تخفيف الألم عن كل الكائنات ظهر مبدأ "اللاعنف"، الذي حملته البوذية كدعوة لعيش الاستقامة والسيطرة على الأهواء, انطلاقاً من تعليمها أن فعل الشر والتلذذ به ومن ثم تراكم الأعمال الشريرة يسبب الألم, وهو أمر يظهر جلياً في واقع العالم الذي يتجه لمزيد من العنف وإلى الاستغراق في الأهواء والملذات والكثير من المظالم بين الناس وبالتالي الكثير من المتألمين.
فالتعطش الدائم والشهوة الموجودة في الإنسان تعتبرها البوذية أصل الألم وتتخذ التأمل سبيلاً للوصول إلى الحكمة والتخلص من الألم، وهي طريقة نافعة يمكن من خلالها الولوج إلى عمق النفس و محاولة اكتشاف الذات ما يؤدي إلى معرفة ما يؤلمنا وكيف نتحرر منه .
لكن هل التأمل وعيش طريقة حياة معينة تكفي للتخلص من الألم الذي هو واقع هذا العالم؟
فعلى أهمية التأمل الذي يمكن أن نلجأ إليه من أوقات لأخرى لكي نستطيع عيش واقع الألم بسلام وانسجام أفضل مع الذات, إلا أن الخلاص من هذا الواقع المؤلم لا يقوم فقط على المجهود الشخصي للإنسان بالغوص بذاته أو على الاتسام بأخلاقية جيدة, لأن الألم يبقى واقع لا يمكن الهروب منه في هذا العالم, لكن يمكن التخفيف منه وإعطاءه المعنى وذلك لا يستطيعه الإنسان بقوته الشخصية فقط؟!!
فطرق التفكير والعيش التي تطرحها البوذية كطرق للخلاص من الألم. وللوصول لحالة "النيرفانا" (و هي حالة اللا ألم واللاهوى, حيث انتفاء كل شيء) مفيدة, ليس للتخلص من الألم, لكن على الأقل لتخفيفه في هذا العالم, وخاصة بوجود هذه الدّقة والتفصيل بالتعاليم الأخلاقية وفي الولوج إلى أدق المشاعر الإنسانية في محاولة صادقة لمداواة واقع المعاناة الذي يمس كل إنسان .
وهو أمر لا بدّ من احترامه في البوذية, فهذه الروح الطيبة التي انطلق منها بوذا في تأمله بموضوع الألم وفي بحثه عن الحقيقة تملأ القلب بغبطة و فرح, هي غبطة تغذيها روح التضامن الإنساني من أجل عالمٍ أقل ألماً, حيث تتشارك كل الإرادات الطيبة في بحثها عن الحقيقة.
يقول بوذا: "أن هبة الحقيقة تفوق كل هبة أخرى وطعم الحقيقة يفوق أي طعم آخر والفرح بالحقيقة يفوق أي فرح آخر وإطفاء الشهوة يقهر الألم".

onsdag 1 september 2010

الصليب المحيي

الاب باسيليوس محفوض - النهار
مع بداية السنة الكنسية الجديدة في اول شهر ايلول تضع الكنيسة الارثوذكسية أمام اعيينا الهدف الذي يسعى اليه كل مؤمن وهو الوصول الى الخلاص الذي تحقق بالصليب. لذلك تهتم الكنيسة بالصليب اهتماماً عظيماً اذ تعيّد في الرابع عشر من ايلول لرفع وظهور الصليب الذي صلب عليه رب المجد. كذلك خصصت الكنيسة له احدين: "الاحد قبل رفع الصليب" و"الاحد بعد رفع الصليب".
لذلك تعتبر الكنيسة عيد رفع الصليب "المحيي" من اكبر اعيادها ولهذا كان يعرض الصليب المقدس على المؤمنين للسجود له قبل العيد بثلاثة ايام، ولم تكتف الكنيسة بتعييده ليوم واحد بل خصصت له يومين آخرين بالسجود للصليب، وهو الأحد الثالث من الصوم الكبير، والاول من شهر آب، دفعاً للأمراض.
يعود سبب نشوء عيد رفع الصليب الى اكتشاف الصليب المقدس على يد الملكة القديسة هيلانة والدة الامبراطور القديس قسطنطين وتكريس بناء كنيسة القيامة. السبب الثاني هو ظهور علامة الصليب في السماء مع عبارة "بهذه العلامة ستنتصر" التي ظهرت للامبراطور قسطنطين عندما كان يحارب خصومه. والسبب الثالث هو استرجاع خشبة الصليب من الفرس على يد الامبراطور هرقل حيث رفع الصليب في مكانه الأصلي.
أول من اشار الى حادثة اكتشاف خشبة الصليب بواسطة القديسة هيلانة، القديس امبرسيوس اسقف ميلان (339-397 م)، وقد ذكرها في احدى عظاته عن (انتقال ثيوذوسيوس) سنة (395 م)، وايضاً نقل قصة اكتشاف خشبة الصليب عن القديس امبرسيوس كل من القديس يوحنا الذهبي الفم (347 - 407م)، والقديس يولينوس (353 - 431 م). لكن الأسقف كيرلس الاورشليمي، هو اكثر من استفاض في ذكر اكتشاف خشبة الصليب في عظاته التي القاها سنة (348 م)، وكان يخاطب المؤمنين وهو داخل كنيسة القيامة مشيراً الى التابوت الموضوع فيه الصليب وكان قد مرّ على اكتشافه ما يقرب 25 سنة، اذ قال في إحدى عظاته: "لقد صلب المسيح حقاً، ونحن ان كنا ننكر ذلك فهذه الجلجلة تناقضني، التي نحن مجتمعون حولها الآن. وها هي خشبة الصليب ايضاً تناقضني التي وزّع منها على كل العالم".
لقبت الكنيسة الصليب بلقب "المحيي" لأنه صليب ربنا هو قوة حقيقية للخلاص. كما ان كلمة "قوة" تأتي في اللغة اليونانية من الأصل "ديناموس" ومنها كلمة "دينامو" Dynamo ومن المعروف ان الدينامو هو مولد الطاقة، والصليب بهذا المعنى هو مصدر ومولد الطاقة لحياتنا المسيحية. كذلك كلمة "ديناموس" اليونانية والتي تُترجم قوة، تأتي منها الكلمة Dynamite ديناميت"؛ وجميعنا يعرف ما للديناميت من قوة، وهنا يستخدم الرسول بولس لكلمة قوة الله، الكلمة اليونانية "ديناموس"، فيقول: "فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلّصين فهي قوة الله".
مما ساعد في تصوير المسيح مصلوباً هو المجمع الخلقيدوني (451م) الذي اراد مقاومة اليعاقبة الذين ينكرون الطبيعة البشرية في المسيح، ويجحدون حقيقة ذبيحته على الصليب، لهذا تصدّوا لهم واكثروا من تصوير المصلوب ليقرروا الطبيعة البشرية في الرب، من هنا نستنتج ان صورة المصلوب كثرت في الشرق بعكس الغرب، ولم تدخل صورة المصلوب الى الغرب إلا في القرن الثامن الميلادي، على يد الرهبان الشرقيين عند دخولهم الى ايطاليا.
في نصوصنا الليتورجية نقول: "لصليبك يا سيد نسجد ولقيامتك المقدسة نمجد" هذا ليس معناه إطلاقاً عبادة أوثان... هناك فرق بين عبادة الأوثان والعبادة المسيحية (السجود للصليب...) عندما ينفصل الله عن المادة تصير المادة وثناً وعندما يتحد الله بالمادة تصير المادة مقدسة. عباد الأوثان كانوا يسجدون للأوثان (حيوانات - كواكب... الخ) بمعزل عن الله لذلك كانت عبادتهم نجسة... وهذا يعلن إيماننا بالتجسد، وأن التجسد ليس قصة وهمية إنما في نظر الله مقدسة وأنه يمكن أن يتحد بها... وهذا يعلن إيماننا بالتجسد، وأن التجسد ليس قصة وهمية إنما واقع يومي وبرهانه أن الله فينا... وأن المادة صارت مقدسة... وأن الله يتحد بالمادة لذلك فأنا أتقدم للمادة بكل وقار... وأتلاقى مع الله خلال هذه المواد...
أن كنا نؤمن ان الله خلق المادة كما هو خلق الروح... تصير المادة مقدسة، وإن كنا نؤمن ان الله تجسد فإن المادة بالأحرى أكثر قداسة لذلك يمكنني ان أسجد للصليب، وعندما نسجد للصليب فنحن نسجد للمصلوب لذلك يقول القديس بولس لرسول "عاملا الصلح بدم صليبه" المقصود هنا بدم الذي صلب على الصليب أي المصلوب بقصد الاتحاد بين الصليب والمصلوب صار كأنه اتحاد مطلق.
بالصليب ترسم وتبدأ صلواتنا وتنتهي، لذلك لا تنفك الكنيسة المرتبطة بصليب النور والخلاص تذكر في كل صلواتها الليتورجية الصليب على مدار السنة وخاصة يوم الاربعاء والجمعة وفي الايام الاعياد التي تختص بالصليب "المحيي". ولأهمية يوم عيد رفع الصليب "المحيي" تصوم الكنيسة هذا النهار وتصلي بحرارة الى الصليب" متذكرة آلام وصلب المسيح وقيامته.
ولأهمية هذه الحقيقة الايمانية نظم رهبان دير رقاد السيدة في حمطورة (الجبل المقدس) صلاة ابتهال (براكليسي) الى الصليب "المحيي"، باعتبار الصليب استأصل الشر من جذوره وصار الصليب "اصل حياتنا" حياة جديدة في المسيح.