ELIAS PAULUS

ELIAS  PAULUS
ELIAS PAULUS THE BIG LOVE الحب الكبير -اضغط على الصورة-

tisdag 13 december 2011

سؤال وجواب حول "البخور في الكنيسة"

منذ العصور الأولى تستخدم الكنيسة البخور أثناء الصلوات ، وللبخور قيمة عملية فى الصلاة. لذلك أمر الرب موسى أن يعمل مذبحاً للبخور بمواصفات خاصة: “وتصنع مذبحاً لإيقاد البخور. من خشب السنط تصعنه، طوله… وتغشيه بذهب نقى.. وتصنع له إكليلاً من ذهب حواليه.. وتجعله قدام الحجاب.. فيوقد عليه هرون بخوراً عطراً كل صباح… وحين يصعد هرون السرج فى العشية يوقده. بخوراً دائماً أمام الرب فى أجيالكم. لا تصعدوا عليه بخوراً غريباً، ولا محرقة أو تقدمة. ولا تسكبوا عليه سكيباً، ويصنع هرون كفارة على قرونه مرة فى السنة” (خر 1:30-10).
أما البخور المستخدم فى الصلاة والعبادة؛ فأيضاً كانت له مواصفات خاصة وله قدسية خاصة، حتى أنه لا يجوز الإنسان أن يصنع مثله أو يستخدمه فى منزله.. وقال الرب لموسى: “خذ لك أعطاراً. ميعة وأظفاراً وقنة عطرة ولباناً نقياً. تكون أجزاء متساوية؛ فتصنعها بخوراً عطراً صنعة العطار مملحاً نقياً مقدساً، وتسحق منه ناعماً، وتجعل منه قدام الشهادة فى خيمة الاجتماع حيث اجتمع بك. قدس أقداس يكون عندكم. والبخور الذى تصنعه على مقاديره.
لا تصنعوا لأنفسكم مثله بل يكون عندك مقدساً للرب. كل من يصنع مثله ليشمه يقطع من شعبه” (خر 34:30-38).
......................................
س: ما هو البخور, ولماذا يُستعمل في الكنيسة؟
 ج: البخور مادة صمغية تفوح منها، عند احتراقها، رائحة عطرية طيبة. تذكر ان المجوس لمّا أتوا الى بيت لحم ليسجدوا للإله –الإنسان الطفل المولود يسوع قدّموا له ذهباً ولُباناً ومرا. واللبان هو اسم آخر للبخور. لهذه الهدية معنى لأن تقديم البخور ليسوع اعتراف بأنه اله.
.....................................
س:هل منذ ذلك الحين يُحرق البخور في الكنيسة؟
 ج: تقديم البخور لله قديم جدا, نقرأ في سفر الخروج (30: 36 – 37) أن الرب قال لموسى أن البخور الذي يُحرق على المذبح "نقي ومقدَّس, مخصص لله", ونقرأ أيضا أن الله نبّه النبي ارميا (الإصحاح 7) ان تقدم البخور للبعل (أي للأصنام) خيانة للإله الحقيقي. واستمرت الكنيسة تقدّم البخور في كل الصلوات.
 .....................................
س:أرى الكاهن يبخرّ الأيقونات, لماذا؟
 ج: نعم يبخّر الأيقونات لكنّه يبخر كل الموجودين في الكنيسة. الأيقونات حضور الذين ذهبوا, ونحن معهم نؤلف الكنيسة جماعة المؤمنين, شركة القديسين. وجوه المصلّين لها معالم الأيقونة كلّها مشدودة نحو الملكوت. الخلاصة ان تقديم البخور وحرقه في الكنيسة والتبخير كله صلاة وتقدمة وسلام وتسبيح. في اول صلاة السحر في نهاية التبخير يرفع الكاهن المبخرة فوق الانجيل ويقول:"المجد للثالوث القدوس المتساوي في الجوهر المحيي غير المنقسم....", وعندما نرتل المزمور 140 في صلاة الغروب او في بدء القداس السابق تقديسه ونقول "لتستقيم صلاتي كالبخور أمامك وارتفاع يديَّ ذبيحةً مسائية" نفهم معنى البخور والتبخير.

fredag 9 december 2011

غاندي الحكيم

يُحكى أن غانـدي كان يجري بسرعة للحاق بقطار وقد بدأ القطار بالسير
وعند صعوده القطار سقطت من قدمـه إحدى فردتي حذائه
فما كان منه إلا خلع الفردة الثانية وبسرعة رماها بجوار الفردة الأولى على سكة القطار
فتعجب أصدقاؤه وسألوه ماحملك على مافعلت؟ و لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟
فقال غاندي الحكيم:
أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الإنتفاع بهما
فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده ولن أستفيد أنــا منها أيضا

måndag 21 november 2011

طروباوية القديس نكتاريوس



هَلُمْوا أيُّها المُؤمِنُونَ نُكَرِمُ نِكتارِيوس المَولودَ في سيليفريا ورايةَ آيينا، مَنْ ظَهَرَ في الأزْمِنَةِ الأخيرَةْ، ومٌحٍبَّ الفَضِيلَةِ الأصيل. بِما أنَّهُ خَادِمُ المَسيحِ الإلهِي، إذْ يَنْبِعُ الأشْفِيةَ في كُلْ الأحْوال لِلصارِخِينَ إلِيهِ بِإيمانٍ: المَجْدُ لِلمَسِيحِ مَنْ مَجْدِكَ، المَجْدُ لِمَنْ جَعَلَكَ عَجَائِبياً، المَجْدُ لِلفاعِلِ بِكَ الأشْفِيَةَ لِلجَمِيعِ.

måndag 7 november 2011

صوم الميلاد

يبدأ صوم الميلاد نهار الأحد 15/11 وهو صوم يسمح فيه أكل السمك لغاية نهار 12/12 هذا الصوم تهيئة للاحتفال بعيد ميلاد ربنا يسوع المسيح. نتمنى للجميع صوماً مباركاً

حول الصلاة لأجل الراقدين



من كتاب "الأرثوذكسية والبروتستانتية

"للأرشمندريت أمفروسيوس يوراسوف

إن صلة الإنسان المسيحي بسائر أعضاء الكنيسة لا تنقطع أبداً حتى بعد رقاده فيموت الجسد أما الروح فتبقى خالدة. إن جميع المسيحيين يكوّنون جسدا واحدا وهو كنيسة المسيح (أف 23:1؛ 1كو 18:1؛ عب 23-22:12) والتعبير الظاهري عن هذا الارتباط هو صلاة أعضاء الكنيسة الأحياء لأجل الراقدين. فما هي ضرورته لا أظن أن هناك إنسان يتجرأ أن يقول وهو على وشك الموت إنه قد تطهر من الخطايا إلى درجة كافية. من المعروف أنه في الحياة ما بعد الموت لا توجد فرصة للتوبة وليس بإمكان الخطاة تخفيف آلامهم بجهودهم الشخصية. ولا يمكن أن يساعدهم في ذلك إلا صلاة الأحياء أي صلاة
الكنيسة والصدقة عن نفوسهم والأهم من ذلك كله الذبيحة غير الدموية على المذبح. وحسب تعليم الكنيسة الأرثوذكسية تساعد هذه الصلوات على إخراج النفوس من الجحيم وتقودهم إلى القيامة أي من شأنها مساعدة نفوس الراقدين على أن تنال مغفرة الخطايا والانتقال إلى حالة روحية أفضل.تستند الكنيسة على كلمة الله وإرشادات الآباء القديسين ومعلّمي الكنيسة في موضوع الصلاة من أجل الراقدين وهي تولّي أهمية بالغة لهذه المسألة. إن الكتاب المقدس يوصّي المسيحيين: " صَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ" (يع 16:5)؛ صلوا لأجل أخيكم الذي "يُخْطِئُ خَطِيَّةً لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ" (1يو 16:5)؛ "لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ" (أف 18:6) أي جميع المسيحيين و" لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ" (1تي 1:2). ومعنى ذلك أنه لا بد من الصلاة من أجل الراقدين أيضا لأَنَّ الْجَمِيعَ عِنْدَ الله أَحْيَاءٌ (لو 38:20) و "لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ" (رو 8:14). لماذا ينبغي علينا أن نصلي لأجل بعضنا البعض؟ لأننا كلنا أولاد آب واحد وأعضاء جسد المسيح الواحد. يقول الرب: "بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ" (يو 35:13). أما المحبة فحسب قول الرسول "لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا" (1كو 8:13). يقول يوحنا اللاهوتي: "بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ." (1يو 16:3) ويكتب بولس الرسول: " صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ" (أف 15:4). ومعنى هذا كله أن المحبة الحقيقية تساهم في النمو الروحي للمسيحيين وتطهّرهم ومغفرة خطاياهم.تتضح إمكانية هذا النمو والمغفرة حتى بعد الموت من كلمات المخلّص: " كلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ... وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتي" (مت 32-31:12).أي أنه لو لم يكن من الممكن مغفرة الخطايا بعد الموت على الإطلاق لما قال الرب إن التجديف على الروح القدس لن يغفر في الدهر الآتي. عندما كان الرب يصلي من أجل تلاميذه قبل موته على الصليب طلب من الآب أن يمنحهم النعمة الأبدية: " أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي..." (يو 24:17). كان بولس الرسول يطلب من الرب أن يرحم أنيسيفورس بعد موته: " لِيُعْطِهِ الرَّبُّ أَنْ يَجِدَ رَحْمَةً مِنَ الرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ" (2تي 18:1) أي في يوم الدينونة. يخبرنا بطرس الرسول بكرازة الرب " لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ... فَإِنَّهُ لأَجْلِ هذَا بُشِّرَ الْمَوْتى أَيْضًا" (1بط 20-19:3؛ 6:4). أي لو لم يكن هناك مجال للمنو الروحي بعد الموت وإمكان مغفرة الخطايا لما كانت هناك حاجة إلى الكرازة للأموات.نجد في الكتاب المقدس كثيرا من الإشارات المباشرة إلى ذكر الأموات في الصلاة وإعطاء تبرعات عن نفوسهم. جرت العادة في كنيسة العهد القديم أن يتم كسر الخبز عن الأموات وتوزيعه على الفقراء (تث 14:26؛ إر 7:16) وفرض الصوم بمناسبة وفاة الأقرباء (1صم 13:31؛ 2صم 12:1). يخبرنا سفرالقضاة بأن عادة ذكر الأموات كانت منتشرة في إسرائيل (قض 40:11) وهدف ذلك هو طلب مغفرة خطاياهم. كما نجد دليلا على عادة التبرع عن نفوس الأموات في سفر الراعوث: " مُبَارَكٌ هُوَ مِنَ الرَّبِّ لأَنَّهُ لَمْ يَتْرُكِ الْمَعْرُوفَ مَعَ الأَحْيَاءِ وَالْمَوْتَى" (را 20:2).يرفض البروتستانت الصلوات من أجل الراقدين وهم لا يؤمنون بفعاليتها معتبرين إياها باطلة غير مفيدة مستندين إلى قصة الإنجيل عن الرجل الغني الذي تألم في الجحيم ومهما تضرع إلى إبراهيم لم يستطع إقناعه بتخفيف عذابه: " بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ مِنْ ههُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ، وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا" (لو 26:16). إن صلاة الغني وصلت إلى حضن إبراهيم رغم وجود هوة عظيمة لم يستطع أحد عبورها، ولكن هذه الهوة انتهى دورها مع نهاية عصر العهد القديم الذي كان لا بد للناس فيه أن يستمعوا إلى موسى والأنبياء (لو 29:16). أي أن المستحيل بالنسبة لإبراهيم أصبح ممكنا بعد موت ربنا على الصليب.إن الهوة بين الفردوس والجحيم تحطّمت بفداء المسيح إذ أن الرب بآلامه على الصليب فدى ليس الأحياء فقط بل الأموات أي العالم كله. يقول الرسول بولس: " إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا». وَأَمَّا أَنَّهُ «صَعِدَ»، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى" (أف 9-8:4). بعد أن نزل المسيح بروحه إلى الجحيم وانتصر على الشيطان حرر أرواح المتواجدين هناك ومنهم من قام من الأموات في الحال بحسب قول الإنجيل (مت 53-52:27).بعد آلامه على الصليب أعطي للمسيح "كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ" (مت 18:28) وحصل على " مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ" (رؤ 18:1) مما يدلّ على أن هناك مخرج من الجحيم إلى الفردوس. " هذَا يَقُولُهُ الْقُدُّوسُ الْحَقُّ، الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ" (رؤ 7:3). فيستطيع الرب أن يعطي رحمته لكل راقد وفي قدرته أن يخرج أي نفس من الجحيم وينقلها إلى ملكوت السماوات. قال الرب: " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ. إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ" (يو 14-13:14) وبالتالي فإن للرب سلطان أن يستجيب إلى التضرغ من أجل تخفيف مصير الراقد الذي لم يخطئ خطيئة للموت. لذلك لا تذهب صلواتنا من أجل الراقدين هباء وإلا ما معنى كلام بولس الرسول: " أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟" (1كو 55:15). إن نفوس الراقدين تتواجد على درجات مختلفة بناء على حالتهم الروحية وكثرة خطاياهم ومدى صعوبتها. كما أنه توجد في السماوات "منازل كثيرة" (يو 2:14) للأبرار بحسب حالتهم الروحية هكذا تختلف أنواع السجون في الجحيم. تتكدس في بعضها أولئك الذين ارتكبوا "خطيئة للموت" ضد الروح القدس (مت 32-31:12) أي المجدّفون على الله وكنيسته الذين رفضوا عقيدة الفداء الإلهي ولم يتوبوا عن خطاياهم مثل الرجل الغني في القصة الإنجيلية، إضافة إلى الذين انتحروا عن وعي أي قاموا ضد خالقهم، ولا تصلي الكنيسة لأجل هؤلاء (1يو 17-16:5). أما المتواجدون في درجات الجحيم الأخرى فهم أؤلئك الذين كانوا مؤمنين في حياتهم ولم يستطيعوا أو لم يلحقوا أن يتوبوا لأسباب خارجة عن إدارتهم مثلا قُتلوا في الحروب أو ماتوا موتا مفاجئا أو لم يلحقوا بأن يصنعوا أثمارا تليق بالتوبة. فالكنيسة ترفع صلواتها لأجلهم وهي تؤمن أنها تأتيهم بالفائدة وتقدرعلى إخراجهم من الجحيم نهائيا.يقول الكتاب: " كَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ" (عب 27:9) فيعتمد البروتستانت على هذا القول معتبرين أن حكم الله يأني بعد الموت مباشرة وبالتالي لا فائدة من الصلاة لأجل مصير الراقد. أما الكنيسة الأرثوذكسية فحسب تعليمها الذي يستند إلى الكتاب المقدس يواجه الراقدون محاكمتين وهما الحكم الفردي للنفس الذي يأتي بعد رقاد الإنسان والدينونة العامة التي ستأتي بعد القيامة العامة ونهاية العالم والمجيء الثاني للمسيح (مت 30-29:24؛ مر 26-24:13؛ لو 27-25:21). لو كان يتم تقرير مصير النفوس بعد رقاد الناس نهائيا لما كانت هناك حاجة إلى الدينونة العامة. ولكن ما دام الراقدون موجودين قيد الحبس إن صحّ القول وتعتمد مدته وصعوبته على ما اكتسبه الإنسان روحيا في حياته الأرضية فلهم الحق في أن ينالوا الشفاعة من أجلهم من ناس آخرين أعضاء الكنيسة وأن يأملوا في رحمة السيد. لذلك لا بد من أن نصلّي ما دام لدينا وقت لأجل إخوتنا وأخواتنا الراقدين المنتظرين اليوم العظيم الذي يجتمع فيه جميع الشعوب أمام المسيح (مت 32:25).يقول البروتستانت إن الصلاة والصدقة لا يمكن أن تنقذ الإنسان من العقوبة الأبدية: " مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ (مر 37:8). ولكن هذا القول لا ينطبق على الصلاة لأجل الراقدين بل يقصد به ثمن نفس الإنسان التي هي أغلى من كل كنوز العالم ومن خسرها فلا يشتريها بأي أثمان. إننا نؤمن بأن المسيح " يَحْكُمُ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ" وأننا "افْتُدِينا لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ" (1بط 19-17:1). فبعد فداء المسيح لكل واحد الفرصة في التكفير عن ذنوبه بالتوبة والأعمال الصالحة، ولكن مهما كان بارّا فإنه غير قادر على التكفير عن كافة ذنوبه ولذلك يكون بحاجة إلى الصلاة لأجله عندما ليس في استطاعته عمل أي شيء. إن الله يحبّ كل إنسان و"يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ" (1تي 4:2) ولكننا مع ذلك لا نعرف من سيخلص لأن الرحمة "لَيْسَ لِمَنْ يَشَاءُ وَلاَ لِمَنْ يَسْعَى، بَلْ ِللهِ الَّذِي يَرْحَمُ" (رو 16:9) فبالتالي ينبغي لنا أن نتضرع بإيمان وباجتهاد إلى الله لأجل إخوتنا الراقدين. يجب أن نصلي لأجلهم كما أنهم أيضا بصلّون لأجلنا، فهذه الصلاة تأتي بالفائدة والتعزية لكل من الأحياء والراقدين، إنها تخفف على الأحياء ألم فقدان الأقرباء ولكن حتى بعد مرور الوقت ومداواة الجروح لا تزال صلاتنا ترتفع من أجلهم وهي دليل على حبّنا لهم، فإذا كان أحد لا يصلّي لأجل أقربائه الراقدين فمعنى ذلك أنه ميّت روحيا ولا يحبّهم ولا ينفّذ وصية المحبة التي تركها المسيح: "منْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ" (1يو 14:3).

أكــل الفاكـهــة Eating fruit

أكــل الفاكـهــة

 

 

 

We all think eating fruits means just buying fruits, cutting it and just popping it into our mouths. It's not as easy as you think. It's important to know how and when to eat.

 

نعتقد جميعا أن تناول الفاكهة يعني: شرائها ، تقطيعها ،  ثم وضعها في أفواهنا. ولكن في الحقيقة الأمر ليس بهذه السهولة فمن المهم معرفه  كيف ومتى نتناول الفواكه.

 

 

 

What is the correct way of eating fruits?

 

ما هي الطريقة الصحيحة لتناول الفاكهة؟

 

 

 

It means not eating fruits after your meals! *Fruits should be eaten on an empty stomach.

 

أكل الفاكهة لا يعني تناولها بعد الطعام !

*  بل ينبغي تناولها على معدة فارغة.

 

 

 

If you eat fruit like that, it will play a major role to detoxify your system, supplying you with a great deal of energy for weight loss and other life activities. 

 

إذا كنت تأكل الفاكهة بتلك الطريقة فذلك سيؤدي بدور رئيسي وفعال لإزالة سمية جهازك الهضمي، وفي نفس الوقت سوف يمد الجسم بقدر كبير من الطاقة اللازمة  لإنقاص الوزن وغيرها من أنشطة الحياة المتعددة.

Fruit is the most important food.

 

الفاكهة هي أهم غذاء

Let's say you eat two slices of bread and then a slice of fruit. The slice of fruit is ready to go straight through the stomach into the intestines, but it is prevented from doing so.
In the meantime the whole meal rots and ferments and turns to acid. The minute the fruit comes into contact with the food in the stomach and digestive juices, the entire mass of food begins to spoil.... 
So please eat your fruits on an empty stomach or before your meals! You have heard people complaining — every time I eat watermelon I burp, when I eat durian my stomach bloats up, when I eat a banana I feel like running to the toilet, etc — actually all this will not arise if you eat the fruit on an empty stomach. The fruit mixes with the putrefying other food and produces gas and hence you will bloat!
 

 

لنفترض انك تناولت شريحتين من الخبز وبعد ذلك أكلت شريحة  فاكهة.  شريحة الفاكهة على استعداد للذهاب مباشرة من المعدة إلى الأمعاء، ولكنها منعت من القيام بذلك.
وفي هذه الأثناء الوجبة بكاملها( شريحتي الخبز) ستتعفن  وتتخمر وتتحول إلى حامض. في اللحظة التي تلامس بها  الثمرة الطعام في المعدة والعصارة  الهضمية فان كتله الطعام تبدأ بالفساد ....
لذا رجاءا تناول الفاكهة على معدة فارغة أو قبل وجبات الطعام!

لابد انك سمعت الناس يتذمرون قائلين " في كل مرة كنت أتناول بها  البطيخ   أتجشأ" ،أو "عندما أكل فاكهه محدده  فان معدتي تنتفخ"  ، " بمجرد تناولي الموز أشعر بحاجه ملحه للذهاب إلى المرحاض"  ،... الخ  في الواقع كل هذه المشاكل لن تحدث إذا أكلت الفاكهة على معدة فارغة. ثمرة الفاكهة ستختلط مع غيرها من المواد الغذائية المتعفنة وتنتج الغاز، وبالتالي سوف تشعر بالانتفاخ !

 

 

 

Graying hair, balding, nervous outburst, and dark circles under the eyes all these will NOT happen if you take fruits on an empty stomach.

 

الشيب   ، الصلع ، الغضب ، والدوائر السوداء  تحت العين  كل  ذلك لن يحدث  إذا كنت تتناول الفاكهة ومعدتك فارغة .

 

 

 

There is no such thing as some fruits, like orange and lemon are acidic, because all fruits become alkaline in our body, according to Dr. Herbert Shelton who did research on this matter. If you have mastered the correct way of eating fruits, you have the Secret of beauty, longevity, health, energy, happiness and normal weight.

 

ووفقا لما ذكره الدكتور {هربرت شيلتون}  الذي اجري مجموعه من البحوث حول هذه المسألة :-" لا يوجد ما يسمى بفواكهه حمضيه مثل البرتقال والليمون ، وذلك لأن جميع الفواكه تصبح قلوية داخل أجسامنا  .إن كنت تتحكم بالطريقة الصحيحة لتناول الفواكه ، فأنك ستملك كل من  سر الجمال ، طول العمر ،الصحة والطاقة والسعادة والحصول على الوزن الطبيعي.

 

 

 

When you need to drink fruit juice - drink only fresh fruit juice, NOT from the cans. Don't even drink juice that has been heated up. Don't eat cooked fruits because you don't get the nutrients at all. You only get to taste. Cooking destroys all the vitamins.

 

عندما ترغب بشرب عصير الفاكهة   فأشرب عصير الفاكهة الطازجة فقط وليس المعلب،ولا تشرب العصير الذي تم تسخينه.

لا تأكل الفواكه المطبوخة  لأنك لن تحصل على المواد المغذية المفيدة على الإطلاق. كل ما ستحصل عليه هو  الطعم . فالطبخ يدمر الفيتامينات.

 

 

 

But eating a whole fruit is better than drinking the juice. If you should drink the juice, drink it mouthful by mouthful slowly, because you must let it mix with your saliva before swallowing it.

 

والأفضل تناول الفاكهة بكاملها بدلا من شرب العصير. ولكن  إن كان لا بد أن تشرب العصير فاشربه عن طريق الفم و ببطء، وهكذا ستسمح باختلاط  العصير مع اللعاب قبل بلعه.

 

 

 

You can go on a 3-day fruit fast to cleanse your body. Just eat fruits and drink fruit juice throughout the 3 days and you will be surprised when your friends tell you how radiant you look!

 

عمل حميه الفاكهة وذلك-  بالصيام لمده 3 أيام  خلالها لا تتناول أي طعام  غير الفواكه  وبذلك تطهر وتنظف الجسم.- بمعنى "مجرد أكل الفاكهة وشرب عصير الفواكه طوال 3 أيام " ، وسوف تفاجأ عندما يقول لك  أصدقائك كم تبدو مشرقا ومبتهجا !

 

 

 

KIWITiny but mighty. This is a good source of potassium, magnesium, vitamin E & fiber. Its vitamin C content is twice that of an orange.

 

الكيوي

الكيوي ثمره صغيرة ولكن قوية. فهي مصدر جيد للبوتاسيوم  والمغنيسوم وفيتامين  E بالاضافه للألياف .كما أنها تحتوي على ضعفي كميه فيتامين C الموجودة في البرتقال.

 

 

 

APPLEAn apple a day keeps the doctor away?Although an apple has a low vitamin C content, it has antioxidants   & flavonoids which enhances the activity of vitamin C thereby helping to lower the risks of colon cancer, heart attack & stroke

 

التفاح

تفاحة يوميا تغنيك عن الطبيب؟

على الرغم من إن  التفاح يحتوي على نسبة منخفضة من فيتامين C، ولكنه يحتوى  على المواد المضادة للأكسدة  التي تعزز من نشاط فيتامين (C) مما يساعد على خفض مخاطر الإصابة بسرطان القولون ، أو الإصابة  بنوبة قلبية والسكتة الدماغية.

 

 

 

STRAWBERRYProtective Fruit. Strawberries have the highest total antioxidant power among major fruits & protect the body from cancer-causing, blood vessel-clogging free radicals.

 

الفراولة

تعتبر الفراولة فاكهه الحماية والوقاية. وتحتوي على أعلى نسبه مضاد للأكسدة بين أهم أنواع الفاكهة.كما تحمي و الجسم من مسببات السرطان ،ومن  انسداد الأوعية الدموية.

 

 

 

ORANGESweetest medicine. Taking 2-4 oranges a day may help keep colds away, lower cholesterol, prevent & dissolve kidney stones as well as lessens the risk of colon cancer.

 

البرتقال

أحلى دواء. فان تناولت مابين 2-4 من البرتقال يوميا فستبعد عنك نزلات البرد وسيخفض نسبة الكولسترول ، كما ستعمل على الحيلولة دون الإصابة بحصى الكلى وأذابه حصى الكلى  ، وكذلك يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان القولون.

 

 

 

WATERMELONCoolest thirst quencher. Composed of 92% water, it is also packed with a giant dose of glutathione, which helps boost our immune system. They are also a key source of lycopene — the cancer fighting oxidant. Other nutrients found in watermelon are vitamin C & Potassium.

 

البطيخ

أفضل  وأروع فاكهه  تقضي على العطش. تتألف من 92 ٪ من المياه ، كما أنها محملة بجرعة عملاقة من الجلوتاثيون(نوع من الأحماض الامينية ) ، والتي تساعد على تعزيز جهاز المناعة لدينا. كما أنها تشكل مصدرا رئيسيا للالليكوبين – مكافح عامل أكسده  السرطان. كما يحتوي على  فيتامين (C) و للبوتاسيوم.

 

 

 

GUAVA & PAPAYATop awards for vitamin C. They are the clear winners for their high vitamin C content.. Guava is also rich in fiber, which helps prevent constipation. Papaya is rich in carotene; this is good for your eyes.

 

الجوافة والبابايا

تستحقان أفضل الجوائز لاحتوائهما على اعلي نسبه من فيتامين  (C) و الجوافة غنية أيضا بالألياف ، مما يساعد على منع الإمساك. البابايا غنية بالكاروتين ، وهذا جيد لعينيك.

 

 

 

Drinking Cold water after a meal = Cancer!

 

شرب الماء البارد بعد تناول الوجبة يعني السرطان!

 

 

 

Can u believe this?? For those who like to drink cold water, this article is applicable to you. It is nice to have a cup of cold drink after a meal. However, the cold water will solidify the oily stuff that you have just consumed. It will slow down the digestion. Once this 'sludge' reacts with the acid, it will break down and be absorbed by the intestine faster than the solid food. It will line the intestine. Very soon, this will turn into fats and lead to cancer. It is best to drink hot soup or warm water after a meal.

 

هل يمكنك تصديق هذا؟

بالنسبة لأولئك  الذين يحبون شرب الماء البارد ، هذا المقال مناسب  لهم  . وسيكون لطيفا  تناول قدحا من المشروب البارد بعد الوجبة الغذائية. ومع ذلك ، فإن الماء البارد  سوف يعمل على  تجميد  المادة الزيتية التي استهلكتها توا. و سيبطئ عملية الهضم. وعندما   يتفاعل هذا الراسب مع الحامض ، فسوف يتكسر وتمتصه الأمعاء أسرع من الطعام الصلب. وسوف يبطن الأمعاء. وسريعا  ، يتحول إلى دهون  التي ستودي إلى السرطان. فمن الأفضل شرب شوربة ساخنة أو ماء دافئ بعد وجبة طعام.

 

 

 

 

A serious note about heart attacks(THIS IS NOT A JOKE) !

 

ملاحظة مهمة وجدية حول نمط النوبات القلبية

(هذه ليست مزحة) !

 

 

 

Women should know that not every heart attack symptom is going to be the left arm hurting. Be aware of intense pain in the jaw line. You may never have the first chest pain during the course of a heart attack. Nausea and intense sweating are also common symptoms.. Sixty percent of people who have a heart attack while they are asleep do not wake up. Pain in the jaw can wake you from a sound sleep. Let's be careful and be aware. The more we know the better chance we could survive.

 

على النساء أن يعلموا أن الألم الذي نشعر به  في الذراع الأيسر والمعروف كعرض من أعراض الأزمة القلبية.  ليس هو الوحيد بل يجب الانتباه للألم  الحاد في خط الفك السفلي فهو عمن أهم أعراض النوبة القلبية ذلك انك قد لا تشعر أبدا  بألم الصدر أثناء أول  نوبة قلبية. الغثيان و العرق الشديد أيضا من الأعراض.. ستين في المائة من الأشخاص الذين يصابون بنوبة قلبية بينما هم نائمون لا يستيقظون. بينما يوقظك ألم الفك من نوم عميق.   لنكن حذرين . وبذلك تكون لدينا  فرص نجاة أفضل بإذن الله.

fredag 28 oktober 2011

السيد اردوغان هل يقرأ

بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت 09/24/2011
في الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على وزراء الخارجية العرب في القاهرة أقف عند جملتين منه أولاهما ان “تركيا والعرب يشتركون في العقيدة والثقافة والقيم”. العقيدة، بلا منازع، هي الاسلام. هنا كلام يتضمن ان دولته لا يرى وجود اثني عشر مليون مسيحي عربي على الأقل وهؤلاء لا ينتظرون من اجنبي تحديد هويتهم القومية. في ما يختص بالثقافة اللغة التي كان لها أثر كبير في الأناضول هي اللغة الفارسية. بعد محمد الفاتح صارت القسطنطينية قطب جذب للشعراء العرب والفرس حتى تأصل التركي البسيط. ولكن بعامة لم يبقَ من تأثير عربي غير مختلط بالأثر الفارسي حول القرنين الخامس عشر والسادس عشر.
بظهور التنظيمات في القرن التاسع عشر اتجهت تركيا أدبيا نحو الغرب. ثم مع حرب الاستقلال وإعلان الجمهورية التركية السنة الـ 1923 تصلّب الشعور التركي حتى جاء ناظم حكمت الثوري (1902-1963) ثم اتسع الأفق بدءًا بالسنة 1939 بالترجمات والاتجاه نحو الفكر المجتمعي والسياسي. ما هو حي الآن في الأدب لا علاقة له بالعروبة. أما القيم التي يشير إليها السيد اردوغان على انها مشتركة بيننا وبينهم فمنها القديم والحديث، فما من شك ان القديم غير ضاغط علينا واننا تواقون الى الحداثة وذائقون اوروبا بعمق في حين ان الأتراك متعلقون بالعتيق بشدة وأوروبا عندهم أمل في الانصهار السياسي بها استكمالا لحلف شمال الأطلسي الذي يجمعهما ويجعل تركيا قوية في دنيا العرب على رجاء عثمانية ما العرب فيها حليف صغير لا شريك كبير.
أما الأكثر مخافة مما سبق فقول السيد اردوغان: “كان في التاريخ التركي شاب تولى إنهاء حضارة سوداء وتدشين حضارة جديدة عريقة عندما فتح اسطنبول وهو محمد الفاتح”. أنا لا أناقش عراقة الحضارة التركية وعظمتها. ولكن ابدأ بسؤال للسيد اردوغان لا ينبغي أن يصدمه وهو هل قرأ الحضارة البيزنطية التي يسميها سوداء. الأتراك عسكر أقوياء استطاعوا مع مؤامرة الأساطيل الغربية التي كانت تربض هناك أن يغلبوا أعظم فكر حضاري السنة الـ1453. ولكن كيف يريد السيد اردوغان ان يقنعنا ان الحضارة المتكاملة العناصر والخلاقة والسامية روحيا حتى السماء كانت سوداء. كيف لا يرى أن نهضة أوروبا ما أخذت تظهر إلا بهجرة العقول البيزنطية إلى الغرب الذي اقتبس منهم العقل الإغريقي وانشأ الفكر الحديث؟
الحضارة البيزنطية اهم ما فيها الثقافة. عرفت الخط مكتوبا باليونانية واللاتينية في اعمال المؤرخين القدامى ورسائل في الزراعة والفن العسكري، في الطب والطب البيطري، في تأويل الأحلام، كل هذا الف مكتبة كبيرة. اليها كانت مكتبة البطريركية المسكونية التي كانت تحوي أعمال المجامع وكتب الآباء. الى هذا مكتبات خاصة. هنا وهناك كتب طقوسية. ندرة الكتب نابعة من كونها غالية.الوصول الى الكتاب يسهل في العائلات الغنية. المدرسة الابتدائية يشرف عليها الأسقف، يتعلّم الولد فيها القراءة والكتابة والحساب. الكتاب الرئيس هو المزامير. في المدرسة علم الجمل حيث لكل حرف قيمته في الرقم كما في العالم العربي. الترتيل متقن في المدارس.
كل الأولاد كانوا يتبعون المدارس الوسطى. تعلم الناس كل ما في الحضارة القديمة: هوميروس، الهندسة، البلاغة، الرياضيات. كانت الفلسفة تتضمن اللاهوت والرياضيات، الموسيقى، علم الفلك، الطبيعيات. في القرن الثالث عشر ظهر في الترجمة اعمال لاتينية وفارسية وعربية. أخذ القوم عن اللاتينية مفردات الحياة الإدارية وعن العربية تلك المتعلقة بالنسيج. كانت الكنيسة متعلقة باللغة القديمة. عرفت القسطنطينية غير مؤسسة جامعية، ثم كان للبطريركية تعليم جامعي.
المعرفة العالية كان لا بد ان تتضمن تفسير الكتاب المقدس، وبعد تحديد العقيدة ظهرت المفردات اللاهوتية. لقد اثر النسك والتصوف في التعليم وتركزت العقيدة على كتب يوحنا الدمشقي. الصوفيون الكبار كانوا سمعان اللاهوتي الحديث وغريغوريوس بالاماس ونيقولاوس كبازيلاس. هنا تظهر سير القديسين. الكتب الطقوسية وضعت بين القرن الرابع والقرن الخامس عشر وعليها يعيش الارثوذكسيون حتى اليوم. جزء اساسي من الثقافة البيزنطية ان تعرف استعمال كتب العبادات ولا سيما حسب الأعياد والمواسم.
ثم تأتي الأعمال الأدبية الموضوعة بلغة العلماء. وتعالج التاريخ والجغرافية والفن العسكري والبلاغة والقصة، والفلسفة والألسنية وقواعد اللغة.
التاريخ يبدأ من بدء الخليقة وينتهي عند زمن الكاتب. الى هذا الفلسفة اليونانية التي أظهرت اباء الكنيسة. وقد استعار الفكر المسيحي مصطلحات الفلسفة لينتقل ورأى انه يكمل الفكر القديم بالوحي. غير انها بقيت مستقرة في جوهرها. استعملت أساليب مختلفة في بناء اللاهوت غير ان عدد الفلاسفة الأصيلين كان قليلا ولكن كثر العالمون بالآداب اليونانية الكلاسيكية والنقاد وعلماء اللغة وبرز شعراء مسرحيات.
لعل اجمل ما كتب الشعر الديني. كل ما يسمى في الصلوات القنداق والقانون شعر. الى هذا عرفت بيزنطية الشعر الشعبي والقصة بالفصحى وبالعامية. كذلك عرف علماء رياضيات وفيزياء وبصريات.
عرف البيزنطيون علم الحيوان من الناحية التطبيقية وعلم النبات التطبيقي اي استعمال النبات في الطب والصيدلة. اخذوا الخيمياء عن سترابون وطبقوها في المعادن والصبغة والأدوية والزجاج.
على الصعيد الطبي في التنظيم الصحي. أسست مستشفيات وصار للأطباء تعليم نظامي وعززت مواردهم. اشتهروا في علم العين: بولس من ايجينا كان دارس الجراحة والتوليد وأثر في الطب العربي. ميخائيل بسيلوس وضع قاموسا في الأمراض. خصصوا كتبا في طب الأسنان والتمعوا في البيطرة وفي طعام الحيوان. الصيدلة كانت عندهم جزءا من تعليم الطب وأخذوا في الصيدلة شيئا من العرب والفرس.
عظمت الخطابة وسيلة للدعوة السياسية او الدينية. ومن الخطابة الوعظ الذي اشتهر فيه يوحنا الذهبي الفم في القرن الرابع ومطلع الخامس في أنطاكية والقسطنطينية ولدينا مواعظه في اللغة اليونانية مترجمة الى معظم اللغات الأوروبية وبعضها الى العربية.
ظهرت الأيقونة الخشبية او الجدارية في الامبراطورية ولا سيما لتعليم الأميين. منذ القرن الرابع بدأ الرسم كما الفسيفساء. اقدم الفسيفساء (العذراء، القديس جاورجيوس) في سالونيك. القليل حفظ في ايا صوفيا وبقيت ايقونات كشف عنها من عهد أتاتورك. القليل في قبرص والأكثر في رافينا (ايطاليا). وبسبب غلاء الفسيفساء استعيض عنها بالرسم الجداري الذي عرف كثيرا في ما هو الآن المشرق العربي وهو في حال التجدد اليوم في كل انحاء سوريا ولبنان. كذلك زينت المخطوطات بالتصاوير ولا سيما كتب الأناجيل. وارتبطت الصور بصناعة الصياغة والتطريز.
انتبهت الكنيسة الى ضرورة الأيقونة في المجمع المسكوني السابع وحددت تكريمها تحديدا عقديا في السنة الـ787 ملأت الكنائس والبيوت في الدنيا الارثوذكسية وكان بادئ التنظير لها القديس يوحنا الدمشقي الذي عاش راهبا في فلسطين وتبنت الكنيسة رأيه في الأيقونة وهو القائل ان التجسد الإلهي يفرضها. ان روحانية الايقونة في كل بيت ارثوذكسي في العالم الى جانب استلهامها في الكنائس كان من العوامل التي حفظت الايمان.
كل البيزنطيين، كما يؤكد المؤرخون، كانوا مؤمنين. اذا وجدوا راهبا في الطريق يطلبون بركته. في هذا الجو لك ان تفهم اهتمامهم بالمرضى والفقراء.
لقد ظلم بعض الأباطرة لكن بعضهم تركوا الملك ودخلوا الديورة رهبانا. كان هذا المجتمع على خطاياه يريد ان يدشن في الأرض ملكوت الله في استقامة الرأي وطهارة السيرة. علامتها البكاء على الخطايا واللطف والتسامح والسلام والتعاطف والزهد بالمال والتقشف. هذه كلها مجتمعة بكلمة واحدة هي محبة الرب.
الأمر كله ان يهتدي الانسان من الامور الخارجية الى الامور الداخلية. بكلام آخر كل المؤمنين في وسط هذه الحضارة كان نهجهم صوفيا، بحيث تقيم في سر الله ولا تعلم حواسك شيئا مما تأخذ من إلهك وتصلي دعاء الرب يسوع في داخل قلبك مرددا اسمه مئات المرات في اليوم او ألوفا حتى تنطفئ الكلمات ويصبح قلبك كلمة.
من عرف العبادات البيزنطية التي تكونت اصلا من بلادنا يرى فيها غنى لا يتجاوزه غنى آخر. كل صلاة من الصباح الى الغروب الى نصف الليل تحمل هذه القناعة التي نعبر عنها يوم الفصح بقولنا: “المسيح قام من بين الأموات” انت في القداس ترجو الله بعد ان يأتيك جسد الرب ودمه ان يجعلك في “كمال ملكوت السماوات”، متحررا من المحاكمة في اليوم الأخير ومن الدينونة. كل هذه الصلوات الكثيفة، العميقة، البلورية وجسدك ساجد او منتصب ونفسك بلورية نابعة من الكتاب الإلهي او هي نظم له لتصبح شعرا إلهيا مع الجماعة.
اذا قرأ السيد اردوغان كل هذا هل يقدر ان يقول ان كل هذا البهاء الذي وصفناه ما قدر لنا هو حضارة سوداء؟ انت لست معذورا ان قرأتنا وفهمتنا خطأ. انت لست معذورًا ان رأيت النور ظلاما. أجدادك اقتحموا المدينة التي كانت تعرف انها وحدها آنذاك مقر الحضارة في العالم. انصف ما كان قبلك جميلا واقرأ لأنك مسؤول.
بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت 09/24/2011

onsdag 19 oktober 2011

القديس لوقا الطبيب وأسلوبه الطبي

ربما يكون من المناسب في هذا الصدد أيضاً أن نتعرض للقديس لوقا الطبيب.. فله أسلوب طبي رائع.. وهو الوحيد بين البشيرين الذي وصف لنا معجزات السيد المسيح وصفاً طبياً.مصدر موقع القديس مارلوقا الانجيلي
وقد أجمع المؤرخون والناقدون مثل السير وليام رامزي الأسكتلندي Sir William Ramsay والأستاذ أدولف فون هرنك الألماني Harnack والدكتور هوبارت الأيرلاندي Hobart وعشرات غيرهم –أجمعوا- على الاعتراف بدقة القديس لوقا الإنجيلي والطبيب كمؤرخ، وأثبتوا بصفة قاطعة –استنادا إلى دراستهم لأسلوبه اللغوي- أنه كان طبيباً من المتعمقين في فنهم، وأنه استخدم عشرات من الاصطلاحات الطبية التي لا نجد لها أي أثر خارج المؤلفات الطبية اليونانية.www.marloka.net

وقد أوضح لنا معلمنا بولس الرسول أن القديس لوقا كان طبيباً (كو14:4). وقيل أنه قبل تلمذته للسيد المسيح كان تلميذاً لأكبر علماء الطب في زمانه. ومن المعروف أنه لم يكن مسموحاً لأحد أن يمارس مهنة الطب في عهد الرومان قبل أن يجتاز عدة امتحانات صعبة جداً.

ولعل القديس لوقا كان وراء بعض النصائح الطبية التي ذكرها معلمنا بولس لتلميذه تيموثاوس مثل:- "لا تكن في ما بعد شرَّاب ماء، بل استعمل خمرا قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (1تي23:5).

2- "لأن الرياضة الجسدية نافعة لقليل" (1تي8:4).

إذ أن القديس بولس الرسول يشير إلى وجود لوقا معه في قوله: "لوقا وحده معي" (2تي11:4).

* وصف القديس لوقا لبعض الأمراض:

1- مرض حماة سمعان (لوة39،38:4).

2- الرجل الذي به روح يصرعه (لو38:9-43).

3- المرأة المنحنية التي بها روح ضعف (لو11:13-17).

4- المرأه نازفة الدم (لو43:8-49).
مصدر موقع القديس مارلوقا الانجيلي
5- الرجل الذي كان فيه شياطين (لو27:8).

* بعض الكلمات والعبارات الطبية في كتاباته فقط:

1- صرعه.. ولم يضره بشيء.. (لو35:4) meson exhlqen ap autou mhden blayan auton.

2- حمى شديدة.. (لو38:4؛ أع8:28) puretw megalw
مصدر موقع القديس مارلوقا الانجيلي
3- المفلوج (لو24،15:5؛ أع57:8؛ 33:9) paralelumenoV.

* كلمات مشتركة مع الأطباء اليونانيين:

1- في مثل السامري الصالح (لو30:10-35):

أ) بين حي وميت hmiqanh

ب) جراح traumata

ج) ضمد katedhsen
مصدر موقع القديس مارلوقا الانجيلي
د) صب زيتاً وخمراً epicewn elaion kai oinon

2- في مثل الغني ولعازر (لو20:16-25):

أ) مضروباً بالقروح hlkwmenos

ب) معذب odunwmai

3- الجدع (لو13:14) anapeirouV

4- الصحة (أع16:3) oloklhrian
مصدر موقع القديس مارلوقا الانجيلي
5- يبرد (لساني) (لو24:16) katayuxh

6- ويُغشى (لو26:21) apoyucontwn

7- الهذيان (لو 24:26) manian peritrepei

tisdag 18 oktober 2011

القديس لوقا الإنجيلي الرسول

القديس لوقا هو أحد التلميذين اللذين التقيا بالرب يسوع بعد قيامته من بين الأموات وهما في طريقهما إلى القرية التي تسمى عمواس، وقد تناول الطعام معهما وتحدث إليهما في أقوال الكتب المقدسة التي أشارت إليه وأنبأت عنه.

وقيل في سبب اهتدائه إلى المسيح أنه سمع بأنباء ظهوره في بلاد فلسطين وبأنه يشفي جميع الأمراض بغير دواء أو عقار، فظن في بادئ الأمر أن ذلك وهم وخداع، فقصد إلى حيث المسيح ليتحقق الخبر بنفسه، فرأى السيد المسيح وآمن به وتتلمذ عليه وصار واحداً من السبعين تلميذاً.

كان القديس لوقا من أصل أممي وثني، وقال أوسابيوس القيصري أنه كان من مدينة أنطاكية سورية وكذلك قال القديس إيرونيموس.

وأيَّاً كان القول فهو من أصل يوناني لا يهودي، ويشهد اسمه اليوناني عن أصله، فهو باليونانية لوكاس وهو الاسم المختصر للاسم الكامل لوكانوس، فقد وُجد بهذه الصورة الأخيرة في عنوان الإنجيل الثالث في النصوص الاتينية القديمة، وعلى توابيت من القرن الخامس في آرليس.


وبعد صعود السيد المسيح له المجد، لازم لوقا القديس بولس الرسول وصار مرافقاً له في أسفاره ورحلاته كما يتضح من سفر أعمال الرسل، فقد صحبه في رحلته الثانية من ترواس إلى ساموثراكي ونيابوليس، ثم إلى فيليبي في مقاطعة مكدونية وهي كولونية (أع10:16-17). ثم لازمه من فيلبي ولكن بعد خروج القديس بولس الرسول من فيليبي بقى فيها القديس لوقا يبشر ويعلم نحو سبع سنين، بدليل أنه في الإصحاح السادس عشر من سفر أعمال الرسل كان القديس لوقا وهو كاتب هذا السفر يتكلم بصيغة الغائب إلى أن عاد القديس بولس إلى فيليبي، ومن ثم رافقه القديس لوقا في رحلته الثالثة إلى أسوس وميتيليني وساموس وميليتس (أع5:20-16) وكوس ورودس وباترا وصور وبتولمايس وقيصرية وأورشليم (أع1:21-15، 17، 18)، ثم ذهب معه أيضاً إلى روما (أع1:27، 16:28)، وبقى معه كل المدة التي كان فيها القديس بولس مسجوناً سجنه الأول (كو14:4، 2تيمو 11:4).

ولقد ذكره القديس بولس الرسول في عدة مواضع من رسائله فوصفه مرة بأنه (الأخ) (2كو18:8، 19 – 2كو18:12) ووصفه مرة أخرى في إحدى رسائله بأنه لوقا الطبيب الحبيب (كو14:4)، ووصفه كذلك بأنه الرفيق الوحيد وذلك في رسالته الثانية إلى تيموثاوس حيث قال "لوقا وحده معي" (2تيمو11:4) وقال عنه رسالته إلى فيلمون بأنه وآخرون العاملون معه (فيلمون14).

وقد اشتهر القديس لوقا الإنجيلي بأنه كان طبيباً وقيل عنه أنه قبل تلمذته للمسيح كان تلميذاً لأكبر علماء الطب في زمانه، ومن المعروف أنه لم يكن يُسمح لأحد أن يمارس مهنة الطب في عهد الرومان قبل أن يجتاز امتحانات على جانب كبير من الصعوبة والدقة، وبعد أن صار رسولاً وتلميذاً للمسيح ورفيقاً للقديس بولس الرسول في خدمته وأسفاره لم يحرمه الرسول بولس من لقبه كطبيب فقد ذكره صراحة في رسالته إلى كولوسي بأنه (لوقا الطبيب الحبيب) (كو14:4)، بل إننا نرى أنه لابد أن يكون القديس لوقا الطبيب وراء النصائح الطبية التي أوردها الرسول بولس في بعض رسائله، ومنها قوله إلى القديس يتموثاوس "لا تكن فيما بعد شراب ماء، بل اشرب قليلاً من الخمر من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (1تيمو8:4). . وكان هو الطبيب الخاص للقديس بولس الرسول صاحب الأمراض الكثيرة.

ولم يكن القديس لوقا طبيباً فقط بل كان مصوراً أيضاً كما يقول كثير من المؤرخين المسيحيين ومنهم نيكوفورس. ولذلك فإنه يُصور عادة وإلى جانبه الثور من جهة وأدوات التصوير من جهة أخرى، ولقد ذكر تاودروس القارئ في الفصل الأول من الجزء الأول من كتابه في تاريخ الكنيسة أن الملكة أفدوكسية أرسلت من أورشليم نحو سنة 400م إلى بولخيريا في القسطنطينية صورة للقديسة العذراء مرسم من عمل القديس لوقا.

والقديس لوقا هو بعينه كاتب سفر أعمال الرسل وقد كتبه بعد الإنجيل ووجهه إلى "العزيز ثاؤفيس" الذي كتب إليه الإنجيل.

وقد رافق لوقا الإنجيلي القديس بولس في أسفاره ورحلاته إلى أن استشهد الرسولان بطرس وبولس في رومية في عهد الإمبراطور نيرون في سنة 68م، وبعد استشهادهما ظل القديس لوقا يبشر في نواحي رومية.

ويقول بعض آباء الكنيسة أنه بشر في دلماتية وغالية وإيتالية ومكدونية، فأبلغوا أمره إلى نيرون إمبراطور الرومان ووصفوه بأنه ساحر فاستدعاه نيرون وعندما بلغه أمر الإمبراطور سلم ما عنده من الكتب إلى رجل صياد وقال له (احتفظ بهذه الكتب فإنها تنفعك وتهديك إلى طريق الله) فلما مّثُلَ أمام الإمبراطور قال له هذا غاضباً (إلى متى تضل الناس بسحرك؟) أجاب القديس لوقا (إني لست بساحر لكني رسول سيدي يسوع المسيح ابن الله الحي) وعندئذ أمر نيرون بأن يقطعوا ساعده الأيمن قائلاً (اقطعوا هذه اليد التي كان يكتب بها) فلما قطعوا يده قال القديس وهو صابر (نحن لا نكره موت هذا العالم، ولكن لكي تعلم أيها الملك قوة سيدي يسوع المسيح) ثم تناول يده وألصقها في مكانها فالتصقت، ثم فصلها فانفصلت فتعجب الحاضرون وآمن وزير الملك وزوجته وجمع كثير فأمر الملك فقطعوا رؤوسهم جميعاً.

وأما القديس لوقا فبعد أن قطعوا رأسه جعلوا جسده في كيس من شعر ثم ألقوه في البحر وبتدبير من الله قذفت به الأمواج إلى جزيرة فوجده أحد المؤمنين فأخذه وكفنه بما يليق.


ويروي التاريخ أن الإمبراطور قسطنطينوس الثاني أمر بنقل رفات القديس لوقا من طيبة في بيثينية إلى القسطنطينية حيث حُفظت في كنيسة الرسل التي بُنيت بعد ذلك مباشرة.

ومن التقليد نعلم أن القديس لوقا الإنجيلي عاش بتولاً وأنه عندما استشهد كان ابن 84 عاماً.

بركة صلواته فلتكن معنا آمين.

fredag 14 oktober 2011

حياة القديس يعقوب الحمطوري

القديس يعقوب الحمطوري ورفاقه


القديس يعقوب الحمطوري ورفاقه
يذكره السنكسار الانطاكي بايجاز في مخطوطة بلمندية تحت رقم 149، في اليوم الثالث عشر من شهر تشرين الاول ، لكنَ القديس بعد ان نسي بسبب استبدال المخطوطات المحلية بالترجمات عن اليونانية ،التي اغفلت القديسين المحليين. فكان دوما حاضرا مع المصلين ، فمنهم من يظهر لهم ويباركهم، ومنهم من يشفي.وكان مرارا يرتل في الكنيسة فيسمعه الرهبان والزوار، ويتشددوا في جهادهم . وقد اوصى احدى المؤمنات باخبار الرهبان ان سيكشف لهم قبره، فلم يكترث الرهبان لهذا الامر ، لكنه في الثالث من تموز 2008 ، فيما كانت اعمال تجديد البلاط جارية ، وجدت عظام انسانية تحت تراب ارض الكنيسة وبان قبر صغير يحوي هيكلين عظميَين ، تظهر عليهما آثار التعذيب والضرب ، وبعض الدم المتجمد ، وبعض عظامه ، وهيكلين آخرين تبيَن بعد الفحوصات المخبرية الحديثة التي اجراها الدكتور ناجي صعيبي، المتخصص بالطب الشرعي، ان الهيكلين يعودان الى 650 سنة على احدهما آثار حريق وقد قطعت هامته وفقدت الفقرة الثانية من رقبته . مما يدل حسب المواصفات التي يذكرها مخطوط السنكسار البلمندي ، انها للقديس يعقوب الحمطوري الذي كان في الخمسين من عمره ، وكذلك رفيقه في الاربعين .اما الهياكل الاخرى فترجع الى 450 سنة تقريبا .
اعتبر الاقدمون هذه الرفات مقدسة ، فلم يدفنوها في مدافن عادية، بل في وسط الكنيسة وبطريقة سريعة نتجية الضغوطات والاضطهادات . كذلك وجدت تحت المائدة المقدسة بعض عظام جمجمة الطفل : مما يدل على ان الاقدمين قد اعتبروهم شهداء. حين تعرضت الكنيسة للتخريب ، أعادوا تكريسها في 16 تشرين الثاني سنة 1894 اي قبل مئة واربعة عشر سنة . ان عددا كبيرا من المؤمنين يزور الدير ويتبارك بصلاة والدة الاله القديسة والقديس يعقوب الحمطوري .
واليوم بات تكريمه اكثر شيوعا من ذي قبل ، فكيثرون ممن يباركهم القديس ورفاقه يرجعون الى الدير ، ليدلول بشهادة بسيطة مسجلين شكرهم زمحبتهم للرب القدوس، الذي اعطانا اياه ورفاقه منارات ترشد الى طاعة الله ومحبة القريب بما يغدق من اشفية ونعم .
وبعد بركة سيادة راعينا الجليل المتربوليت جاورجيوس الكلي الطوبى، بات بامكاننا ان نضيف الى طلباتنا وتذكاراتنا عبارة " الآباء شهداء حمطورة " الذين وجدت عظامهم في كنيسة الدير . وسنعيَد لهم بالاضافة الى القديس يعقوب في ذكرى العثور على بقاياهم الشريفة في الثالث من تموز .
فلتنفعنا صلواتهم ، وليتمجد الرب في قديسيه ، آمين
الارشمندريت بندلايمون
رئيس دير السيدة في حمطورة
والاخوة الذين معي


lördag 8 oktober 2011

القديس نكتاريوس أسقف المدن الخمس

ابينا البار نكتاريوس، أسقف المدن الخمس، الصانع العجائب ومؤسس دير الثالوث القدّوس في جزيرة آيينا اليونانية

وُلد أنسطاسيوس (القدّيس نكتاريوس) سنة 1846 م في "سيليفْريا – SILIVRIA" في منطقة "ثْراكي - "THRAKI في بلاد اليونان، من أبويين تقيَّين: "ذيموس" و "فاسيليكي" .

تلقَّى انسطاسيوس دروسه الأولى في بلدة سيليفْريا إلاّ أنَّه لم يستطع متابعة علومه بسبب فقر عائلته.

أبدى أنسطاسيوس منذ طفولته ميلاً شديداً كي يصبح لاهوتيّاً يكرِزُ بالإنجيل. فكان عندما يردّد مع جدَّته المزمور الخمسين" ارحمني يا الله بعظيم رحمتك..." وعندما يصلان إلى "فأُعلِّم الأثمة طرُقَك، والكفرةُ إليك يرجعون" كان يضع يده على فم جدَّته قائلاً لها: "جدتي دعيني أقوله أنا، أنا سوف أُعلّم الناس". وفي إحدى المرات عندما ناهز السابعة من عمره، اشترى مجموعةً من الأوراق وأخذ يجمعها ككتاب، فسألته أمُّه: "ماذا تفعل يا بنيّ؟!" فأجابها: "سأصنع من هذه الأوراق كتاباً أكتبُ عليه كلام الّله". وكم من المرات بعد عودته من الكنيسة كان يجمع الأولاد الذين من عمره ويتلو عليهم العِظة التي سمعها. أمَّا أهله وأقرباؤه فعندما كانوا يرون حماسه هذا كانوا يقولون: "تُرى ماذا سيصبح هذا الصبي؟!".

عندما أصبح في الرابعة عشرة من عمره ذهب إلى القسطنطينية بهدف العمل. وهناك بعد جهدٍ جهيدٍ تمكّن من الحصول على عمل عند أحد أقربائه في معمل للدخّان. إلاّ أن أجره كان قليلاً جدا ممّا اضطره لأن يمضي أيامه جائعاً مَعُوزاً. كان يزورُ الكنيسة بشكلٍ متواصل مستمداً تعزيته من الصلاة الدائمة.

في أحد الأيام كتب رسالةً على المسيح طالباً منه المعونة جاء فيها ما يلي:

"يا ربّي يسوع، تسألني لماذا أبكي. ثيابي اهترأت وحذائي تخرَّق، وأنا حافي القدمين، موجوعٌ متضايق. نحن في فصل الشتاء وأنا بردان. البارحة مساءً أعلمت صاحب المحل بحالي فسبَّني وطردني. قال لي أن اكتب رسالةً إلى القرية حتى يبعثوا لي بما أحتاج إليه. ولكني، يا ربّي يسوع، منذ أن بدأتُ بالعمل لم أُرسٍلْ لوالدتي قرشاً واحداً...ماذا تريدني أن أعمل الآن؟... كيف أعيش بلا ثياب؟... ثيابي أَرتيها فتعود وتتمزَّق من جديد. سامحني على إزعاجي. أسجد لكَ وأمجِّدُك.

خادمُك أنسطاسيوس"

ثم طوى الرسالة ووضعها في ظرفٍ وكتب العنوان التالي: "إلى ربّنا يسوع المسيح في السماوات".

لكن موظف البريد عندما رأى هذا العنوان الغريب فتح الرسالة وقرأها وكان لها وقعٌ كبيرٌ في نفسه، فأعطى أنسطاسيوس مبلغاً لا بأس به من المال، فأخذه أنسطاسيوس شاكراً واشترى له ثياباً وحذاءً وبعض الحاجيّات الأخرى، إلاّ أنّ صاحب العمل عندما رأى ثيابه جديدة طرده متّهماً إيّاه بالسرقة، فذهب وعمل في أحد المحال.

كان أنسطاسيوس يتوقُ دوماً لزيارة الأماكن المقدّسة، وهكذا في أحد الأيام عزم على السفر بحراً إلى المدينة المقدّسة، لكن المركب في مسيرته الطويلة واجه عاصفةً هائلةً وأشرف على الغرق، فصرخ القبطان بالمسافرين كي يلجأوا إلى قوارب النجاة. إلاّ أن أنسطاسيوس صرخ إلى ربّه قائلاً: "كيف تسمح بهذا؟! لا أريد أن أموت، أريد أن أحيا كي أكرز بك". وأخرج صليبه، الذي قد أعطته إيّاه جدّته، من عنقه وربطه بزناره ودلاّه إلى البحر ثلاث مرات، ويا للعجب! إذا بالعاصفة تهدا وأخذ الجميع يمجّدون الله وعمّ الفرح. لكن أنسطاسيوس أضاع صليبه إذ أفلت من يده في مياه البحر... وأثناء مسيرتهم أخذوا يسمعون ضرباتٍ في أسفل المركب. فأرسل القبطان بحّارة كي يروا الأمر، لكنهم لم يجدوا شيئاً. وعند وصولهم إلى الميناء عادوا فسمعوا هذه الضربات. فأرسل القبطان قارباً كي يبحث خارج المركب عن السبب. وعندما توجّهوا إلى مكان الصوت فإذا بهم يجدون صليباً صغيرا، وكان صليب أنسطاسيوس! ومنذ ذلك الحين لبس أنسطاسيوس صليبه الصغير هذا طوال حياته. إنّه الصليب الذي يظهر في إحدى صوره مع اسكوفّتِهِ الرهبانية.

هناك في مدينة القدس توظّف في مدرسة القبر المقدّس حيث اخذ يعلّم في الصفوف الابتدائية بينما يتلقّى الدروس في الصفوف العليا في الوقت ذاته، وكان يعكف على مطالعة كتب الآباء وخاصة حياة القدّيسين. هذه الفترة من حياته كانت ذهبية لأنه عمل في حقل الكنيسة. لم يفتٍنْه العالم في شيء، بل المصلوب والكنيسة الأرثوذكسية المصلوبة التي أغنت وتُغني الكثيرين.

في العشرين من عمره ذهب إلى جزيرة "خيوس"، في بلاد اليونان، وسكن في قرية "ليثي" حيث عمل فيها كمدرس لمدة سبع سنوات. ترسّخت في نفسه خلال هذه السنوات بديهيّتان:

أولاهما: أن كلّ إنسان مولودٌ خاطئاً، شاءَ أم أبى، وأنّ هذا العالم موضع السقطات الذي علينا فيه أن نصارع الخطيئة. وثانيهما: أنّ الربّ يسوع المسيح، كلمة الله، الأقنوم الثاني من الثالوث القدُّوس، المصلوب والناهض من بين الأموات، الذي لمسه توما، هو إيّاه المخلّص الأوحد.

هاتان البديهيّتان كانتا بالنسبة إليه بداية الطريق إلى السماء ونهايته. كان همّه الأول والأكبر أن يضيء شعلة الأرثوذكسية في النفوس من جديد. كان معروفاً ببساطته وصدقه وأمانته. ففي المدرسة كان يسهر على تلامذته معتنياً بهم. وعندما يعود إلى بيته كان يغلق على نفسه عاكفاً على الصلاة والصوم.

لكن شوقه للحياة الملائكية وغلى تقديم ذاته كليّاً للرب كان يزداد يوماً بعد يوم، فذهب إلى دير جزيرة "خيوس" وترهّب فيه. وبقي في الدير ثلاث سنوات مُجاهداً وعاكفاً على الصلاة ومطالعة الكتب المقدّسة والآباء، فأحبّه جميع الرهبان وقدّسوا جهاده.

وفي عام 1877م سامه ميتروبوليت الجزيرة شمّاساً باسم "نكتاريوس" في كنيسة القدّيس مينا العجائبي.

أراد أحد سكان الجزيرة ويدعى "خورميس" أن يقوم بمساعدةٍ لبلده، وذلك بأن يدرّس أحد شبّانها على نفقته. وعندما سمع بالشمّاس الجديد أرسله بإذن الميتروبوليت إلى أثينا حيث أنهى دراسته الثانوية هناك، وبعد ذلك أرسله خورميس إلى بطريرك الإسكندرية "صوفروينوس" مع رسالةٍ يطلب فيها من البطريرك مساعدة الشمّاس نكتاريوس. فقبله البطريرك بفرح، وعندما تحقّق من فضيلته أرسله من جديد إلى أثينا كي يدرس اللاهوت. فنال إجازة اللاهوت عام 1885 م. وبعد عودته إلى الإسكندرية سامه البطريرك كاهناً عام 1886 م، وعيّنه واعظاً وأميناً لسرّ البطريركية، فضلاً عن كونه الوكيل البطريركي في القاهرة، فأخذ القدّيس نكتاريوس يقوم بعمله بكل جدّ ونشاط.

مضت على هذه الحالة خمس سنوات، حيث سيِمَ بعدها ميتروبوليتاً على "المدن الخمس - PENDAPOLEOS"، وقد أحبّه الجميع وتعلّقوا به لتواضعه وبساطته وسعة قلبه. فقد فهم الكهنوت لا تسلّطاً وزعامة بل خدمة وتواضعاً وبذلاً للذات. وكان يصلّي إلى الربّ قائلاً: "ربّي، لماذا رفعتني إلى هذه المرتبة العالية؟ لقد طلبت منك أن أصبح لاهوتياً فقط وليس أسقفاً. منذ صباي كنت أطلب إليك أن تؤهلّني لأصير واحداً من عمالك البسطاء، أمّا أنت يا ربّ فإنك تختبرني الآن بأمور كثيرة، لكني أخضع لمشيئتك وأطلب إليك أن تجعل فيّ التواضع دائماً، وأن تغرس فيّ بذور الفضائل الأخرى، وأن تؤهّلني لأن أعيش بقية زمان حياتي حسب قول الرسول بولس الإلهي: لست أنا أحيا بل المسيح يحيا فيّ".

ولكن للأسف، وشى به بعض الغيورين إلى البطريرك على أنّه يسعى لأن يصير بطريركاً، فصدّق البطريرك الوشاية الكاذبة وغضب على نكتاريوس وطرده خارج مصر. أما القدّيس فقد قبل ما قد حلّ به بشكرٍ ودون أيّ تذمّر واعتبره امتحاناً إلهياً.

وهكذا وجد نكتاريوس نفسه مقطوعاً، مُبعَداً، مشوّه السمعة. ومنذ تلك اللحظة أضحت حياته سلسلة من المحن كأنها لا تنتهي، فلا يكاد يمرّ نهارٌ من دون شقاء ومرارة وهموم وفخاخ تُنصَب له هنا وهناك، ومؤامرات صغيرة وكبيرة تُحاك ضدّه كما لو كان إنساناً خطيراً. والحقّ أنه هكذا كان خطيراً ولكن، بوداعته وصبره. لقد لاحقه عدّوه في كل مكانٍ لاسيّما من خلال ذوي النفوس الصغيرة، وعدوّه كان إبليس، ولإبليس في العالم ألف عميل وعميل.

أتى نكتاريوس إلى أثينا عام 1889م ولم يكن يملك شيئاً، لا مال ولا ممتلكات. ولحقت به الوشاية الكاذبة إلى أثينا، ووصِم اسم نكتاريوس بالعار والزنى واللاأخلاقية، فبقي سنة كاملة دون أي عمل عابرا أيامه باتكاله على الله ومعونته الإلهية.

وأخيراً تمّ تعيينه في "خلكيذة" - منطقة قرب أثينا - فشكر الرب واستلم مهمّته وأخذ يعمل كعادته بكل جدّ ونشاط بالرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهها من خصومه والواشين به. بقي في مركزه هذا مدة سنتين ونصف، إلى أن انكشف الأمر على حقيقته عندما أرسل سكان الإسكندرية رسالة إلى أثينا يوضحون فيها محبّتهم وتعلّقهم بالقدّيس وأنّ ما لحق به لم يكن سوى وشايات كاذبة.

وهكذا تغيّرت الأمور وانقلبت لصالح القدّيس، فنقلوه إلى "لاكونية" ومن ثمّ إلى "افثيوتيذة"، ومن هناك تمّ تعيينه مديراً للمدرسة الإكليريكيّة، مدرسة "روزاريو"، في أثينا، وذلك في عام 1894م.

أمّا هو فكان كعادته يبذل كلّ طاقاته وجهوده كي يخدم بالطريقة الأفضل، فكان يعطي نفسه دون حسبان في سبيل الآخرين وخلاص نفوسهم. كان مديراً وأباً في الوقت ذاته ممّا جعل الطلاب يتعلقون به ويرجعون إليه في أمورهم. لقد بلغت مدرسة "روزاريو" أوجّها في أيام القدّيس نكتاريوس.

بقي القدّيس مديراً للمدرسة 14 سنة، وإنّ نشاطه خلال هذه المدّة لم ينحصر في المدرسة فقط، بل كان يعِظ في كنائس عديدة في أثينا، كما كان يلجأ إليه العديد من الشبان والشابات للاسترشاد والاعتراف. وأعطى من وقته أيضاً للكتابة، فترك لنا مؤلفات مفيدة جداً.

كان القدّيس نكتاريوس مثالاً لمشاركة الآخرين في آلامهم وأفراحهم. فعندما كان مديراً للمدرسة مرض الموظف المسؤول عن مهام التنظيفات، وأوصاه الأطبّاء ألاّ يعمل لفترة شهرين. لكن هذا المسكين كيف سيعيش؟ إذ لم تكن موجودة بعد التأمينات الاجتماعية لمساعدة الموظفين، فكان من الطبيعي أن يعيّنوا شخصاً آخر مكانه. لكن القدّيس قال له: "انتبه أنت إلى صحتك وكلّ الأمور سوف تتدبر". وهكذا ففي كل صباح، وقبل أن يستيقظ التلاميذ، كان ينهض القدّيس وينظف الساحات والممرات والمراحيض، دون أن يعيّن شخصاً آخر مكان ذاك، وكان يدفع الأجر المعتاد للموظف المريض.

وحدث في أحد الأيام أن أتى هذا الموظف إلى المدرسة بدافع الفضول، وإذ به يشاهد القدّيس ماسكاً بالمكنسة ينظف الساحات، فبُهت ووقف متأملاً وقال له: "أأنت يا سيّدنا تنظّف عني؟ لن أقبل هذا أبداً" فقال له القدّيس: "أنت يا ولدي اذهب إلى بيتك وانتبه إلى صحتك ولا تهتم الآن بنظافة المدرسة، لأننا إن عينّا آخر سواك فسوف نخسرك، وهكذا عليّ أن أساعدك في شدّتك هذه، لكن انتبه ألاّ تقول لأحد عمّا شاهدت".

أحبّ القدّيس نكتاريوس حياة الرهبنة كثيراً، فكان يؤمن أنّها العظة الأكبر للناس، وهكذا كان مسعاه أن يؤسّس ديراً ما، وقد تحقّق حلمه، إذ أنّ ثمانية بنات من أولاده الروحيّين أردن الترهّب، فأتى بهنّ إلى دير الثالوث الأقدس، الكائن في جزيرة صغيرة بالقرب من أثينا تدعى "آيينا- AIGINA". حيث أرسل في البداية ثلاثة منهن، ومن ثمّ رويداً رويداً التحقت الأُخريات بالدير. كان يتردّد عليهن من المدرسة التي يديرها من أثينا كي يرعاهن ويدبّر أمورهن الروحيّة والماديّة.

ويروى أنّه عندما أتى القدّيس نكتاريوس إلى "آيينا" للمرة الأولى حدث ما يلي:

كان يوجد في الجزيرة شابٌّ يدعى اسبيرو وفيه شيطان، هذا كثيراً ما كان يتنبأ بأمور، أحياناً صحيحة وأحياناً كاذبة. وفي ذلك اليوم الذي أتى به القدّيس إلى الجزيرة، أغلق اسبيرو عينيه وأخذ يصرخ ويقول: "إنّ نكتاريوس آتٍ، هذا سوف يخلّص الجزيرة. القدّيس يأتي، هذا سوف يخلّصنا، فاستعدّوا لاستقباله". وكان الناس يسمعونه دون أن يفهموا شيئاً، فنادوا الكاهن ميخائيل من الكنيسة، الذي أتى وسمع بنفسه ما يقوله اسبيرو، فاحتار في الأمر وما كان منه إلاّ أن ذهب مباشرةً إلى الميناء، وإذا بسفينة تصل في ذلك الوقت وكان عليها القدّيس نكتاريوس، فاستقبله الأب ميخائيل وقال له: "سيّدنا، هناك شابٌ قريبٌ من ههنا قال إنّك سوف تأتي وهو يتنبأ عنك دون أن نفهم شيئاً" فقال القدّيس: "أين هو هذا الشاب؟" فأخذه إلى الموضع الذي كان فيه اسبيرو، فلمّا رآه القدّيس رسم بعصاه إشارة الصليب على فمه، وإذا بالشاب يقوم ويقبّل يد القدّيس. ومنذ ذلك الحين أصبح صحيحاً ودخل المدرسة وأنهى دروسه ومن ثمّ تزوج وأنجب أولاداً. وهذه الحادثة جعلت أهل الجزيرة جميعاً يحترمون القدّيس.

وحدث أيضاً أنّه انحبس المطر وجفّت المياه وعطشت الأرض في الجزيرة، فأتى محافظ الجزيرة مع بعض المسؤولين إلى القدّيس متوسّلين إليه أن يتضرّع إلى الله كي يهطل المطر. فقال لهم القدّيس: "سيتم هذا،لكن ليس الآن، بل في الأحد المقبل، أمّا أنتم فصوموا وكونوا مستعدّين للقدّاس الإلهي والمناولة". وبالفعل، فقد أتى القدّيس في الأحد المقبل وأقام الذبيحة الإلهية وتضرّع إلى الرب، ومنذ الظهيرة ملأت الغيوم السماء وأخذ المطر بالنزول، واستمرّ مدّة شهرين حتى فاضت الينابيع، فأخذ أهل الجزيرة يتوسّلون إلى القدّيس كي يصلّي إلى الله ليتوقّف المطر، فقال لهم القدّيس: "يا أولادي، إن الله يعرف أكثر منّا ماذا يفعل" وبعد وقت قليل توقّف المطر!...

في بداية مجيئه إلى الجزيرة وتأسيس الدير ساعده كثيراً الأب ثيودوسيوس بابا كونسطنطينو رئيس دير رقاد السيدة - في آيينا - حيث كان يساعد الأخوات مادياً وكان يؤمن لهم كاهناً للقيام بالخدمة الإلهيّة، إلى الوقت الذي أتى فيه القدّيس وسكن نهائياً في الدير.

استقال القدّيس من عمله في المدرسة لأسباب صحيّة، وأقام في الدير الذي أسّسه حيث أمضى بقية عمره فيه. عاش القدّيس نكتاريوس في الدير راهباً حقيقياً، وكان شديداً ودقيقاً في كلّ الأمور، وديعاً متواضعاً، يشعر مع الآخرين ويتعاطف معهم فلم يسمعه أحدٌ في الدير يصرخ أو يشتم، بل كان يبارك دوماً.

كان هو كاهن الدير أيضاً وكان يقوم بجميع الخدمات من الاهتمام بالحقل وجلب المياه إلى الدير...الخ. وكثيراً ما كان يساعد العمال.

وإنّ الأب فيلوثيوس زورفاكوس يذكر أنّه ذهب مرة إلى الدير كي يرى القدّيس، وقبل أن يصل إلى البوابة شاهد راهباً يعمل خارج الدير، وكانت الساعة حوالي الثانية عشرة ظهراً في شهر آب، فصرخ إليه قائلاً: "أيّها الأب أريد أن أرى سيّدنا المطران" فقال له الراهب: "ادخل إلى الدير وهناك سوف تراه"، ويقول الأب فيلوثيوس: "لقد دخلت الدير وانتظرت، وإذا بي أرى الراهب الذي كان يعمل في الحقل آتياً. لقد دخل إلى الغرفة وغيّر ملابسه وأتى لعندي. كان هو المطران".

أحبّ القدّيس نكتاريوس كثيراً القدّيس مينا، ولا ننسى أنّه شُرطِن شماسّاً في كنيسة القدّيس مينا في جزيرة "خيوس", وكان يظهر له القديس مينا بشكل متواصل.

ففي مساء أحد الأيام ذهبت الراهبات إلى غرفته لتُعلمه أنّ المائدة جاهزة، لكنها رأته جالساً مع جنديّ، فعادت أدراجها دون أن تقول له شيئا، لأنه كان قد أوصى بألاّ يزعجه أحدٌ عندما يكون جالساً مع شخص ما. إلاّ أنّ الراهبات أرسلْنها من جديد لتعلًمه أنّ المائدة جاهزة، فذهبت ورأت الغريب يغادر الدير فسألت القدّيس: "آه يا سيّدنا من كان هذا الجندي؟" فقال لها: "أشاهدته؟" ووضع يده على فمها مشيراً ألاّ تقول لأحد عمّا رأت. وقال لها: "إنّه القدّيس مينا".

وحدث أنّه عندما باشروا ببناء الدير، كانوا يأخذون المياه من نبعٍ لأحد جيرانهم، ولكن بما أن الماء كان قليلاً امتنع صاحب النبع عن إعطائهم مياه من نبعه. فلجأ القدّيس إلى الصلاة، وكانت النتيجة أن فاض النبع بشكل ملحوظ ممّا جعل صاحب النبع لا يكتفي بإعطاء الدير ماءً منه بل وهب نبعه للدير. وهكذا كان القدّيس باتكاله على الربّ يعبر كلّ الصعوبات التي تواجهه.

اهتم القدّيس نكتاريوس بالكتابة أيضاً، فكان يُمضي الليالي ساهراً، مصلّياً مواظباً على المطالعة والكتابة. وترك لنا العديد من المؤلّفات المفيدة جداً، منها: (حول الانشقاق - الخريستولوجية - الإعلان الإلهي في العالم - أهمية المجامع المسكونيّة السبعة - المعرفة الحقّة والمعرفة الكاذبة - الأخلاق المسيحيّة - خلود النفس - الاعتراف - سر الشكر الإلهي - دراسة حول التوبة - كنيسة واحدة جامعة مقدّسة رسوليّة - حول الأسرار الإلهيّة - تاريخ الصوم المحدّد من قبل الكنيسة....الخ) وهناك العديد من كتبه لم تنشر بعد.

كان يملك موهبة معرفة المستقبل، فكان يحذر الكثيرين من أمور ستحدث معهم ويساعدهم على خلاص نفوسهم:

v عندما أنهى الأب فيلوثيوس زورفاكس الخدمة العسكرية أراد الذهاب إلى جبل آثوس كي يترهّب هناك، لكن القدّيس نصحه بأن يذهب إلى دير "لونغوفارذة" في "باروس - PAROS "، إلاّ أنّ! الأب فيلوثيوس أبدى تحفظاً تجاه كلام القدّيس الذي قال له: "إن شئت اذهب إلى الجبل، لكنك في هذا الدير ستنتهي، وفيه ستقضي حياتك". وبالفعل قرّر الأب الذهاب إلى الجبل مع أحد أصدقائه للترهّب هناك، وعندما وصلا إلى تسالونيك - وكان الأتراك ما زالوا فيها - أراد السجود للقدّيس ديمتريوس في كنيسته، لكن الأتراك قبضوا عليهما وقادوهما إلى المحاكمة، حيث حكم عليهما نائب الباشا بالسجن، فقيّدوهما وساقوهما إلى السجن. وفي طرقهم إليه صادفوا الباشا الذي أطلق سراحهما، فتذكّر آنئذٍ الأب فيلوثيوس قول القدّيس له: "اذهب، لكنك في أحد الأيام سوف تعود" فعاد أدراجه وذهب إلى دير"لونغوفارذة" وأمضى بقية حياته فيه.

v وحدث أيضاً أنّ ابنة عم إحدى الراهبات حضرت لزيارة الدير لعدة أيام ثمّ عادت إلى بيتها، وبعد فترة تزوّجت. فأخبرت الراهبات القدّيس بأن (فلانة) قد تزوّجت. فقال لهنّ: "هذه سوف تصبح راهبة" فقلن له: " كيف ستصبح راهبة وها نحن نقول لك إنّها تزوجّت؟" فأجابهن: "ستصبح راهبة، إنّي أراها أمامي لابسة الجبّة" وفعلاً، بعد عدّة سنواتٍ توفي زوجها، فترهّبت وأصبحت رئيسة دير القدّيس مينا في الجزيرة نفسها.

عرف الجميع القديس نكتاريوس رجل صلاة. فكان يشفي بصلاته المرضى ويُخرج الشياطين من نفوس الكثيرين. وبالرغم من هذا كلّه فقد واجه صعوبات كثيرة ووشايات كاذبة، هكذا شاء له الله أن تكون حياته جهاداً مستمراً مع شدائد وضيقات.

اتّهمه البعض بالكبرياء والفريسيّة، وأن كلّ ما يقوم به ليس إلاّ تكبّراً، وأنّه إنسان كاذب مرائي. كما اتّهمه البعض الآخر باللاأخلاقية حتى توصّل البعض لأن يتّهموه بالزنى وأنّه ينجب أولاداً ويرميهم في البئر.

وحدث مرة أن امرأة تدعى " كيرو" كان لها ابنة في السادسة عشر من عمرها، وهذه الأمّ لم تكن طبيعيّة، وقد حاولت عدة مرات أن تُميت ابنتها. فهربت الابنة المسكينة أخيراً ولجأت إلى الدير، فقبلها القدّيس وحماها. لكن الأم حنقت على تصرّف القدّيس وأخذت تشيع عنه أنّه رجل زانٍ، وذهبت إلى المحكمة في "بيرية - PIREA" (ميناء أثينا) وقالت أنّ نكتاريوس الذي يدّعي نفسه أنّه راهب أخذ ابنتي إلى ديره، مع العلم أنه رجل لا أخلاقي... وأخذت تبكي طالبة أن يعيد لها ابنتها. فأخذ النائب العام جنديّين وتوجّه إلى جزيرة "آيينا" وقصد الدير، وعندما وصله دخل دون استئذان، وتوجّه نحو الشيخ القدّيس الذي بلغ آنذاك من العمر السبعين سنة، قائلاً له: "أيّها الراهب المرائي، أين تضع الأولاد الذين تُنجبهم؟ أهذا ما تفعله هنا؟" ثم أمسك به من جبّته وقال له ساخراً: "سوف أنتف لك لحيتك شعرةً شعرة" أمّا القدّيس فبقي صامتاً ولم يجبه بشيء سوى أنّه رفع عينيه إلى السماء وقال: "الله يرى ويعرف كلّ شيء". وبعد مضي أسبوع أصابت النائب العام آلام قاسية جدّاً، أمّا يده التي شدّ بها القدّيس فقد أُصيبت بغرغرينا قوية جداً أخذت تتفشّى بسرعة كبيرة في جسمه، ممّا أذهل الأطباء الذين عجزوا عن علاجه ومعرفة سبب ذلك. وبعد شهرين أتت زوجته إلى الدير طالبة مقابلة القدّيس، وعندما دخلت إليه ركعت أمامه متوسلة إليه أن يغفر لزوجها المهدّد بالموت، فأجابها القدّيس: "لم يكن في قلبي أيّ حقد تجاه زوجك لا بل وقد سامحته من اللحظة الأولى، كما أنّي سوف أتضرّع الآن إلى الربّ من أجله". لكن إرادة الرب كانت أن توفي ذاك الرجل بعد أيام قليلة جزاء عمّا فعله.

عاش القدّيس نكتاريوس في ديره مدة /12/ سنة، وفي عام 1920م أُصيب بآلام وأوجاع شديدة فذهب إلى دير للسيدة العذراء- في الجزيرة ذاتها - كي يتضرّع إلى أيقونة والدة الإله من أجله. وقضى ساعات طويلة أمام الأيقونة راكعاً يصلّي، ومن ثمّ عاد إلى ديره، وأثناء عودته قال للراهبة نكتاريّة التي كانت ترافقه: "هذه آخر مرة أبارك فيها الدير، لأنّي أرحل" فسألته الراهبة: "إلى أين ستذهب يا أبي؟" "إلى السماوات" "ونحن ماذا سيحلّ بنا بدونك؟" " أنتم سوف يأتون كثيرون ليهتمّوا بكم، لا تقلقي". ومنذ ذلك الوقت أصبحت آلامه قويّة جداً، فنقلته الراهبات إلى المستشفى في أثينا. وهناك سأل الممرض الراهبة: "أراهب هو؟" أجابته: "إنه مطران!" قال لها: "دَعي المزاح الآن، ما اسمه ومن هو؟" أجابته: "إنه مطران المدن الخمس. إنّه نكتاريوس!" فقال منذهلاً: "مطران هو، ولا يحمل ذهباً على صدره! ولا يملك دراهماً!" . فحقاً لم يملك القدّيس نكتاريوس دراهماً البتّة، بل عاش كأحد الفقراء المتواضعين!".

وبقي في المستشفى مدة شهرين تقريباً معانياً الآلام والأوجاع القاسية، ومن ثمّ غادر هذه الدنيا في التاسع من تشرين الثاني عام 1920م بعد أن تناول الأسرار الإلهية. وبينما يلفظ القدّيس أنفاسه الأخيرة ألبسته الراهبات ثياباً جديدة. وعندما ألبسوه القميص، وضعوا قميصه القديم على السرير المجاور، الذي صدف أن كان عليه شخصٌ أعرج، فإذا به يصحّ ويقوم ماشياً ممجّداً الله. أمّا الغرفة فقد امتلأت برائحة زكيّة فاضت من جسد القدّيس.

وفي اليوم التالي نقلوه إلى ديره في "آيينا" حيث رافقه جمع غفير من الكهنة والناس، واستقبله أهل الجزيرة بالبكاء بينما كانت الأجراس تدق، ووضعوه في كنيسة الدير. وعند المساء أُقيمت صلاة الجناز، وأثناءها عرق كتف القدّيس وكثيرون أخذوا من عرقه بواسطة مناديلهم بركة منه. ثمّ دفنوه في قبره في الدير.

أما قصة هذا القبر فهي كالتالية:

v قبل أن يذهب القدّيس إلى دير الثالوث الأقدس كانت تقيم فيه راهبة بسيطة. أرادت هذه الراهبة في إحدى المرات أن تزرع شجرة حور، فأخذت الشتلة وذهبت إلى المكان الذي تريد زرعها فيه، فسمعت صوتاً يقول لها: "لا تزرعيها هنا، ابتعدي قليلاً اتركي مكاناً لقبرٍ في هذا المكان" فلم تردّ على الصوت. فعادت وسمعت الصوت ثانيةً، إلاّ أنها لم تصغ أيضاً. عندئذٍ شعرت بيد خفيّة تدفعها إلى الوراء...وهكذا زرعتها في المكان الذي حدّده لها الصوت، وهذا كان قبر القدّيس.

v الراهبات كنّ قد وضعن القدّيس في قبر آخر، إذ لم يكن قد أُعدّ قبره بعد. وبعد خمسة أشهر إذ أردن نقله إلى قبره المعدّ له فكّرت الرئيسة قائلة في نفسها، كيف سيفتحن القبر إذ لا بدّ وأن جسده قد أنتن. ففي تلك الليلة ظهر القدّيس لإحدى الراهبات وقال لها: "كيف حالك؟ فأجابت الراهبة: "حسنةٌ بصلواتك" "اقتربي منّي كي أباركك" وباركها كعادته، ثمّ قال لها: "هل تخرج منّي رائحة؟" " لا !" "هل أنت متأكدة أنّه لا تخرج مني رائحة كريهة؟" "نعم يا أبتِ، من يقول عنك أنك لست نظيفاً؟" "الرئيسة، هي تقول هكذا، انظري إليّ حسناً، ألستُ كاملاً؟" "نعم يا أبتِ". وبالفعل عندما أخرجوه لم يكن جسده قد اعتراه أيّ فسادٍ بل كان يشحّ برائحة زكيّة. فأزالت الراهبات عنه التراب ووضعنه في قبره.

وقد أتى رئيس أساقفة أثينا وتحقّق من الأمر وأعلن أنّ هذا دليل قداسة الأب نكتاريوس. ومن ثمّ أعلنته البطريركية قدّيساً بشكل رسميّ عام 1961م. وأُقيم زياح ٌ كبيرٌ في "آيينا" حضره جمع من المؤمنين، الذين طافوا شوارع المدينة احتفالاً وطلباً لشفاعة القدّيس. وفي عام 1963م وضعوا بقاياه في آنية فضيّة ووضعوها في كنيسة الدير كي يسجد لها المؤمنون ويتباركون منها.

لقد صنع القدّيس نكتاريوس آلاف العجائب بعد رقاده وحتى الآن، وبدون توقّف وبلا حدود، فلم يعجز أمامه مرضٌ أو شدّةٌ من الذين طلبوا منه بإيمان:

v إنّ السيد ديمتريوس باناغوبوس - من أثينا - كان رجلاً متزوجاً من /16/ سنة ولم ينجب أولاداً. وإذ سمع بعجائب القدّيس أخذ يصلي ويطلب إليه أن يرحمه. فظهر له القدّيس وقال له: "زوجتك ستحبل وتلد ابناً" وأثناء الولادة قال الطبيب أنّه لا يوجد أمل فالولد سيموت حتماً. أمّا حياة الأم فهي 80 % مهدّدة بالخطر. عندئذٍ ذهب ديمتريوس إلى الكنيسة فوجدها مغلقة، فصلّى من الخارج وقبّل الباب، وعاد مؤمناً بأن القدّيس لن يتركه.وفعلاً أنجبت الأم الولد وسمّوه نكتاريوس وعمّدوه في دير القدّيس في آيينا.

v عندما كان القدّيس في آيينا، كان يوجد فيها حارس غير مؤمن ولا مبالٍ. وكان القدّيس يعظه دوماً محاولاً تشجيعه على التوبة والاعتراف والمناولة، إلاّ أن الحارس تجاوزه وأكمل طريقه إلى القهوة، وهناك أثناء الحديث قال للجالسين معه: "التقيت الآن الرئيس، وقد دُهشتُ كيف أنّه ما زال حيّاً حتى هذه الأيام" فسألوه: "أيّ رئيس؟" فقال: "نكتاريوس، رئيس دير الثالوث الأقدس" فقالوا: "ماذا تقول؟ لقد توفّي منذ ثلاث سنوات!" فتعجّب الحارس وأخذ يقصّ عليهم كيف كلّمه. وعلم أنّ القدّيس قد ظهر له من أجل خلاصه، فذهب إلى الدير وتضرّع إلى الرب و إلى القدّيس كي تُرحم نفسه.

v في عام 1952م كان الطفل هرقل مفاكيس وعمره /6/ سنوات يعرُج، وبعد الفحوصات في المشفى تأكّد الطبيب من وجود سرطان قويّ جداً في رجله، وبأنّ ساعات حياته أصبحت معدودة. لكن إحدى قريبات هرقل طلبت من الطبيب أن يكتب له وصفة طبيّة كي تتعزّى أمّه قليلاً، وأخذت الوصفة. ولكن عوضاً أن تذهب إلى الصيدلية لشرائها ذهبت إلى بيت أحد معارفها كي تجلب من عندهم أيقونة القدّيس نكتاريوس. وأثناءها صرخ الولد لأهله: "لا تبكوا، فأنا سوف أُشفى" "كيف تعرف هذا؟!" "لقد قال لي القدّيس نكتاريوس إنّي سوف أشفى" "متى؟ كيف؟!" "لقد أتى وظهر لي بلحيته البيضاء الكبيرة ودغدغ وجهي قائلاً: "قل لجدّتك ووالدتك بألاّ يبكين، فأنا سوف أجعلك معافى" وقبل أن تصل عمّته إلى الباب قال لهم ثانية: "عمّتي قد جلبت لي معها القدّيس نكتاريوس" "كيف تعرف هذا يا بنيّ؟!" "لقد قال لي القدّيس ذلك". وبالفعل دخلت عمّته ومعها أيقونة القدّيس نكتاريوس، ورسمت بالأيقونة شكل صليب على الصبي ووضعتها على صدره، فإذا به يقوم ويمشي معافى!

وعندما حضر الطبيب ليتفقّد حالة الصبي، سألهم عنه ظانّاً أنّه قد مات. فأجابه الصبيّ: "أنا هنا، لقد تعافيت". وقام الطبيب بفحوصاته وانذهل من الأمر إذ لم يعد يشكو الصبي من أيّ شيء. فتعجّب الجميع ومجّدوا الله وشكروا القدّيس.

عُرف القدّيس نكتاريوس العجائبي لكثرة ما قام به من معجزات في حياته وبعد رقاده، فقد أعطاه الربّ هذه الموهبة والقوّة على الشفاء.

لقد ظلّلت النعمة الإلهيّة حياة القداسة والطهارة التي عاشها من جهادٍ، واحتمال للشدائد والصبر عليها، وطول الأناة، والسهر، والصلوات، وبذل الذات من أجل الآخرين.

وها إنّ بقاياهُ ما زالت محفوظة في دير الثالوث الأقدس في آيينا تعزيةً وبركةً لنا.

طروبارية باللحن الأول
هَلُمْوا أيُّها المُؤمِنُونَ نُكَرِمُ نِكتارِيوس المَولودَ في سيليفريا ورايةَ آيينا, مَنْ ظَهَرَ في الأزْمِنَةِ الأخيرَةْ, ومٌحٍبَّ الفَضِيلَةِ الأصيل. بِما أنَّهُ خَادِمُ المَسيحِ الإلهِي, إذْ يَنْبِعُ الأشْفِيةَ في كُلْ الأحْوال لِلصارِخِينَ إلِيهِ بِإيمانٍ: المَجْدُ لِلمَسِيحِ مَنْ مَجْدِكَ، المَجْدُ لِمَنْ جَعَلَكَ عَجَائِبياً, المَجْدُ لِلفاعِلِ بِكَ الأشْفِيَةَ لِلجَمِيعِ.

قنداق باللحن الثامن بالتسابيح، وبفرح قلب, لنمدح نجم استقامة الرأي الجديد وحصن الكنيسة المشاد حديثاً, إذ قد تمجد بقدرة الروح, فهو يسكب مواهب الأشفية بغزارة على الذين يصرخون: أفرح أيها الأب نكتاريوس.

تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 5 / تشرين الثاني من كل عام