ELIAS PAULUS

ELIAS  PAULUS
ELIAS PAULUS THE BIG LOVE الحب الكبير -اضغط على الصورة-

السبت، 21 أغسطس 2010

اوريجينوس العلامة

تبقى شخصيته محيّرة فإن كان بعض الدارسين مثل كواستين وغيره يشهدون لدوره الفعّال في الاهتمام بالكتاب المقدس، وقد تأثر به حتى مقاوموه، لكن الكنيسة القبطية وقد شعرت بخطورة تعاليمه حرمته في حياته بينما الكنائس الخلقيدونية حرمته في أشخاص تابعيه سنة 553م وذلك لما وجد في كتاباتهم عن وجود النفس السابق للجسد، وإن جميع الخليقة العاقلة حتى الشياطين ستخلص الخ... لقب العلامة أوريجينوس بـ "أدمانتيوس" أي "الرجل الفولاذي"، إشارة إلى قوة حجته التي لا تقاوم وإلى مثابرته. طفولته يعتبر أوريجينوس ابن مصر الأصيل، يبدو أنه ولد في الإسكندرية حوالي عام 185م. اهتم به والده ليونيدس Leonides فهذبه بمعرفة الكتاب المقدس، وقد أظهر الابن شغفاً عجيباً في هذا الأمر. يُقال إن والده كثيراً ما كان يقف بجوار الصبي وهو نائم، ويكشف صدره كأن روح الله قد استقر في داخله، ويقبله بوقار معتبراً نفسه أنه قد تبارك بذريته الصالحة. استشهاد ليونيدس عاصر الاضطهاد الذي أثاره سبتيموس ساويرس عام 202م، والذي كان أكثر عنفاً على الكنيسة المصرية، حتى ظن كثيرون أن هذا الاضطهاد هو علامة على مجيء "ضد المسيح". أُلقيّ القبض على ليونيدس ووضع في السجن، أما أوريجينوس الذي لم يكن بعد قد بلغ السابعة عشر من عمره فكان يتوق بشغف إلى إكليل الاستشهاد مع والده. وفي اللحظة الحاسمة منعته أمه من تحقيق رغبته بإخفاء كل ملابسه حتى يلتزم البقاء في المنزل ليرعى شئون أخوته الستة. فأرسل إلى أبيه يحثه على الاستشهاد، قائلا له: "أحذر أن تغير قلبك بسببنا". معلم الأدب إذ صودرت ممتلكات ليونيدس بعد استشهاده صار أوريجينوس وعائلته في عوز، لهذا التجأ إلى سيدة غنية رحبت به، لكنه لم يحتمل البقاء كثيراً، لأن معلماً هرطوقياً يدعى بولس الإنطاكي استطاع أن يؤثر عليها ببلاغته فضمته إلى بيتها، وتبنته، وأقامته فيلسوفاً خاصاً بها، وسمحت له أن ينشر هرطقته بإلقاء محاضرات في بيتها. لم يستطع أوريجينوس ـ وهو بعد صغير السن ـ أن يشترك في الصلاة مع هذا الهرطوقي متمسكاً بقوانين الكنيسة، فترك البيت وعكف على تدريس الأدب الدنيوي والنحو لينفق على نفسه وعلى عائلته. وجد أوريجينوس في تدريسه للوثنيين الأدب والنحو فرصته للشهادة للإيمان المسيحي قدر ما تسمح الظروف، فكان يعلن عن مركز اللاهوتيات بين الكتابات اليونانية، وبهذا اجتذب أوريجينوس بعض الوثنيين الذين جاءوا يطلبون أن يسمعوا منه عن التعاليم المسيحية من بينهم بلوتارخس الذي نال إكليل الاستشهاد وأخوه هيراقليس (ياروكلاس) الذي صار بطريركاً على الإسكندرية. أوريجانوس ومدرسة إسكندرية إذ تركت مدرسة الإسكندرية بلا معلم بسبب الاضطهاد، ورحيل القديس أكليمنضس، عين البابا ديمتريوس أوريجينوس رئيساً للمدرسة وهو بعد في الثامنة عشرة من عمره. أوقف أوريجينوس كل نشاط له وباع كل كتبه الثمينة المحبوبة لديه، ليكرس حياته بالكامل للعمل الجديد الذي أوكل إليه كمعلم للموعوظين. تتلمذ على يديه كثيرون نذكر على سبيل المثال القديس الكسندروس أسقف أورشليم الذي كان يتطلع إلى أوريجينوس كمعلمه وصديقه. وإني أود أن أشير هنا إلى دور العلامة أوريجينوس في تطور المدرسة: 1. ألقى العلامة أوريجينوس بنفسه بكل طاقاته لا لدراسة الكتاب المقدس والتعليم به فحسب، بل وفي تقديم حياته مثلاً للحياة الإنجيلية. في هذا يقول القديس غريغوريوس العجائبي: "لقد جذبنا بأعماله التي فعلها أكثر من تعاليمه التي علمنا إياها". اتسم أيضا بالحياة النسكية مع ممارسة الصلاة بكونها جزءاً لا يتجزأ من الحياة النسكية، تسنده في تحرير النفس ودخوله إلى الاتحاد مع الله بطريقة أعمق. يرى في الصلوات أمراً ضرورياً لنوال نعمة خاصة من قبل الله لفهم كلمة الله. رأى أن الإنسان يطلب الاتحاد مع الله خلال حفظ البتولية، فينسحب عن العالم وهو بعد يعيش فيه، مقدماً تضحية في أمور الترف قدر ما يستطيع، محتقراً المجد البشري. وبسبب حضور النسوة يستمعن محاضراته، ولكي لا تحدث عثرة رأى أن ينفذ حرفياً ما ورد في الإنجيل أن أناساً خصوا أنفسهم من أجل ملكوت الله (مت12:19)، لكنه يبدو أنه قدم توبة على هذا الفعل. وقد استخدمها البابا ديمتريوس ضده. 2. في البداية ركز أوريجينوس على إعداد الموعوظين وتهيئتهم للعماد، لا بتعليمهم الإيمان المسيحي فحسب، وإنما بتقديم التعاليم الخاصة بالحياة المسيحية العملية أيضاً. 3. لم يقف عمل العلامة أوريجينوس عند تهيئة الأعداد الضخمة المتزايدة الجالسة عند قدميه لنوال سر العماد وإنما كان عليه بالحري أن يهيئهم لقبول إكليل الاستشهاد. فكل من يقترب إليه إنما بالحري يجري نحو خطر الاستشهاد. 4. اهتم أوريجينوس بتعميق الفكر الدراسي؛ فإذ كان جمهور تلاميذه يلتفون حوله من الصباح حتى المساء رأى أوريجينوس أن يقسمهم إلى فصلين، واختار تلميذه هيراقليس- المتحدث اللبق- ليدرس المبتدئين المبادئ الأولى للتعاليم المسيحية، أما هو فكَّرس وقته في تعليم المتقدمين اللاهوت والفلسفة معطياً اهتماماً خاصاً بالكتاب المقدس. 5. لعل أعظم أثر لأوريجينوس على مدرسة الإسكندرية هو إبرازه التفسير الرمزي للكتاب المقدس. فقد كَّرس حياته كلها لهذا العمل، حتى نسب هذا المنهج التفسيري لمدرسة الإسكندرية ولأوريجينوس. رحلات أوريجينوس 1. حوالي عام 212م زار أوريجينوس روما في أثناء أسقفية زفيرينوس Zephyrinus، وفي حضرته ألقى القديس هيبوليتس مقالا عن كرامة المخلص، وبعد إقامة قصيرة هناك عاد إلى الإسكندرية. 2. قام بعدة رحلات إلى بلاد العرب، أولها حوالي عام 214م، حيث ذهب إليها بناء على دعوة من حاكم تلك البلاد الذي كان يرغب في التعرف على تعاليمه، كما دُعيّ إلى العربية عدة مرات ليتناقش مع الأساقفة وقد أشار المؤرخ يوسابيوس إلى اثنتين من هذه المناقشات، نذكر منهما أنه في عام 244م انعقد مجمع عربي لمناقشة وجهة نظر الأسقف بريلوس في شخص السيد المسيح. انعقد هذا المجمع على مستوى واسع أدان الأسقف بسبب قوله إن الله أقنوم واحد، وقد حاولوا باطلا إقناعه أن يعود إلى الإيمان المستقيم. أسرع أوريجينوس إلى العربية ونجح في إقناع الأسقف الذي يبدو أنه بعث إليه برسالة شكر، وصار من أكبر المدافعين عنه. على أي الأحوال هذا الارتباط بين أوريجينوس والعربية إنما هو امتداد لارتباط العلامة بنتينوس بها. 3. حوالي عام 216م، إذ نهب الإمبراطور كاركلا Caracalla مدينة الإسكندرية وأغلق مدارسها واضطهد معلميها وذبحهم، قرر أوريجينوس أن يذهب إلى فلسطين. هناك رحب به صديقه القديم الكسندر أسقف أورشليم كما رحب به ثيؤكتستوس Theoctistus أسقف فلسطين، اللذان دعياه ليشرح الكتاب المقدس للشعب في حضرتهما. غضب البابا ديمتريوس الإسكندري جداً، لأنه حسب عادة الكنيسة المصرية لا يستطيع غير الكاهن أن يعظ في حضرة الأسقف، فأمره بعودته إلى الإسكندرية سريعاً، فأطاع وعاد، وبدت الأمور تسير كما كانت عليه قبلاً. 4- مع بداية حكم اسكندر ساويرس (222- 225م) أرسلت مامسيا Mammaca والدة الإمبراطور حامية حربية تستدعي أوريجينوس لإنطاكيا يشرح لها بعض الأسئلة، وقد استجاب للدعوة ثم عاد إلى مدرسته. 5. أرسل العلامة أوريجينوس إلى اليونان لضرورة ملحة تتعلق ببعض الشئون الكنسية، وبقيّ غائباً عن الإسكندرية. ذهب إلى آخائية ليعمل صلحاً، وكان يحمل تفويضاً كتابياً من بطريركه. وفي طريقه عبر بفلسطين، وفي قيصرية سيم قساً بواسطة أسقفها. فقد بدا للأساقفة أنه لا يليق بمرشد روحي مثل أوريجينوس بلغ أعلى المستويات الروحية والدراسية يبقى غير كاهن. هذا وقد أرادوا أن يتجنبوا المخاطر التي يثيرها البابا ديمتريوس بسماحهم له أن يعظ وهو "علماني" في حضرتهم. وقد اعتبر البابا هذه السيامة أكثر خطأ من التصرف السابق، حاسباً إياها سيامة باطلة لسببين: أ. أن أوريجينوس قد قبل السيامة من أسقف آخر غير أسقفه، دون أخذ تصريح من الأسقف التابع له. ب. إذ كان أوريجينوس قد خصى نفسه، فهذا يحرمه من نوال درجة كهنوتية، فإنه حتى اليوم لا يجوز سيامة من يخصي نفسه. إدانته لم يحتمل البابا ديمتريوس هذا الموقف فدعا لانعقاد مجمع من الأساقفة والكهنة بالإسكندرية. رفض المجمع القرار السابق مكتفين باستبعاده عن الإسكندرية. لم يرض البابا بهذا القرار فدعا مجمعاً من الأساقفة وحدهم عام 232م، قام بإعلان بطلان كهنوته واعتباره لا يصلح بعد للتعليم، كما أعلن عن وجود بعض أخطاء لاهوتية في كتاباته. كتب البابا الإسكندري القرار إلى كل الإيبارشيات، فدعا Pontias أسقف روما مجمعاً أيّد القرار، وهكذا فعل كثير من الأساقفة، فيما عدا أساقفة فلسطين والعربية وآخائية وفينيقية وكبدوكيا الذين رفضوا القرار. اضطر أوريجينوس أن يدافع عن نفسه ضد الاتهامات الخطيرة التي وجهت ضده. فقد أورد روفينوس في كتابه De Adulteratione نبذة طويلة من خطاب كان قد وجّهه أوريجينوس إلى أصدقاء له في الإسكندرية يشكو فيه من الملفقين الذين غيروا بعض فقرات من كتبه وشوهوها، ومن الذين نشروا في العالم المسيحي كتباً مزورة ليس من العسير أن نجد فيها ما يستحق السخط. كذلك يعرفنا القديس جيروم بوجود خطاب آخر كتبه أوريجينوس إلى فابيانوس أسقف روما يتهم فيه صديقه إمبروسيوس بأنه تسرع ونشر أحد كتبه في وقت غير مناسب وقبل أن يكمله، لعله قصد بهذا الكتاب "المباديء De Peincipiis" الذي أثار سخط الكثيرين ضده حتى بعد وفاته. وجاء في ميمره الخامس والعشرين على إنجيل لوقا: "إنه من دواعي سرور أعدائي أن ينسبوا لي آراء لم أكن أتصورها ولا خطرت ببالي". مدرسة جديدة حثه أسقف قيصرية على إنشاء مدرسة للاهوت هناك، رأسها قرابة عشرين عاماً، فيها تتلمذ القديس غريغوريوس العجائبي لمدة خمسة أعوام. اضطهاد مكسيميان خلال الاضطهاد الذي أثاره مكسيميان التجأ أوريجينوس إلى كبادوكية قيصرية، في هذا الاضطهاد أُلقيّ القبض على صديقيه القديمين: إمبروسيوس وبروتوكتيتوس كاهن قيصرية، ووضعا في السجن. كتب أوريجينوس إليهما مقالا: "الحث على الاستشهاد"، نظر فيه إلى الاستشهاد كأحد البراهين على صحة الحق المسيحي، وكاستمرار لعمل الخلاص. أطلق سراح صديقيه وعاد أوريجينوس إلى قيصرية فلسطين. سافر أوريجينوس إلى أثينا عن طريق بيلينية، حيث قضى عدة أيام في نيقوميديا، وهناك تسلم رسالة من يوليوس أفريقانيوس، يسأله فيها عن قصة سوسنة إن كانت جزءاً أصيلا من سفر دانيال، وأجابه أوريجينوس برسالة مطولة بعثها إليه من نيقوديمية. وفي أيام داكيوس (ديسيوس) Decius (249- 251)، ثار الاضطهاد مرة أخرى، أُلقى القبض على أوريجينوس. تعذب جسده، ووضع في طوق حديدي ثقيل وأُلقيّ في السجن الداخلي، وربطت قدماه في المقطرة أياماً كثيرة، وهدد أن يعدم حرقاً. احتمل أوريجينوس هذه العذابات بشجاعة، وإن كان لم يمت أثناءها، لكنه مات بعد فترة قصيرة، ربما كان متأثراً بالآلام التي لحقت به. قبل أن يموت أرسل إليه البابا الإسكندري ديونسيوس الذي خلف هيراقليس، رسالة "عن الاستشهاد"، لعله بذلك أراد أن يجدد العلاقة بين العلامة الإسكندري أوريجينوس وكنيسة الإسكندرية. وفي عام 254م رقد أوريجينوس في مدينة صور بفلسطين وكان عمره في ذلك الحين 69 عاماً، وقد اهتم مسيحيو صور بجسده اهتماماً عظيماً فدفنوه إزاء المذبح وغطوا قبره بباب من الرخام نقشوا عليه: "هنا يرقد العظيم أوريجينوس"، تاركاً تراثاً ضخما من تفاسير الكتاب لمقدس، مقدماً منهجه الرمزي في التفسير، وإن كان قد ترك أيضا بلبلة شديدة في الكنيسة بسببه حتى بين الرهبان سببت انقسامات ومتاعب لا حصر لها.


مفهوم علم الباترولوجي


موضوع علم الباترولوجي :

كلمه patrologia ماخوذه من الكلمة اللاتينية pater إي أب ،

فعلم الباترولوجي هو العلم الذي يبحث في حياه الإباء الأولين وإعمالهم (أقوالهم وكتاباتهم) وأفكارهم .


دراسة سيره الإباء أو حياتهم أمر حيوي ، يسندنا في تفهم شخصياتهم ومعرفه الظروف المحيطة بهم، والتي من خلالها سجلوا لنا كتابتهم ..

إما أعمالهم سواء كانت أقوالهم او كتاباتهم أو رسائلهم، فهي جزء لا يتجزأ من تاريخ حياتهم ..

إما الجانب الرئيسي في هذا العلم، فهو الكشف عن فكر الإباء وعقائدهم وتعاليمهم، بالدخول إلي روح الإباء والتعرف علي النقاط التي ركز عليها كل أب، ودراسة أرائه علي ضوء الصراعات المعاصرة له .

يلزم دراسة تعاليم كل أب وشروحاته وتعليقاته علي ضوء صوت الكنيسة الجامعة، بكونه عضوا في الجسد الواحد .


يلقب إبراهيم واسحق ويعقوب بطاركة (آباء) إسرائيل، وكان اللقب الرسمي للكتبة في التقليد اليهودي هو (آباء)


وفي كنيسة العهد الجديد

نسمع في استشهاد القديس بوليكاربوس جماعات من اليهود والوثنين يصرخون (هذا هو اب المسيحين)

وحين دافع القديس اثناسيوس عن استخدام تعبير (امونسيوس) ذكر إن الآباء استخدموها، قاصدا بتعبير (الآباء) القديسين ديونيسيوس السكندري وديونيسيوس الروماني وغيرهما ..


" عندما يتعلم انسان من فم اخر يقال عنه انه ابن ذاك الذي علمه ويحسب الاخر اباه "
القديس ايريانوس

" الكلام ابن النفس لهذا ندعو الذين يعلمونا اباء لنا ....ويحسب الذي يتعلم في خضوع الابن "
القديس اكليميندس السكندري


في علم الإباء لا يحصر تعبير (آباء) علي الاساقفه والكهنة والشمامسة الذين لهم تراث أدبي وروحي أو لاهوتي وإنما يضم المدافعين عن الأيمان المسيحي في القرون الأولي كما يضم الرهبان الذين هربوا من الكهنوت لكنهم تلمذوا كثيرين بفكر نسكي إنجيلي ..

يشترط في الأب الأتي :

1- إن يكون له مقالات أو كتب أو رسائل أو أقوال سجلها له أبناؤه .


2-أن يكون ارثوزكسي - مستقيم المعتقد - يعيش بروح الكنيسة هذا وتستفيد الكنيسة بتراث بعض الشخصيات التي عرفت بخصوبة إنتاجها مع ارتباطهم بالكنيسة، وان كانوا قد سقطوا في بعض الانحرافات مثل العلامة ترتليان وتاتيان واوريجينوس الخ

كما يعطي علم الباترولوجي اهتماما بكتابات الهراطقه أيضا والكتب الابوكريفا (المزورة) لنتفهم جو الكنيسة الأولي ، ونعترف كيف شهدت الكنيسة الحق بالرغم من مقاومه الهراطقه ..

3- قداسه الحياة : فنحن ندرس هذا العلم من اجل التمتع بالحياة الكنسية الانجيليه الاصيله .

4- يضع بعض علماء الباترولوجي شرط (الزمن) بمعني إن يكون الأب منتميا إلي الكنيسة حتى زمن معين، حددها البعض بالقرن السادس وآخرون بالقرن الثامن ، ويري آخرون إن عصر الإباء ممتد مادام روح الرب يرافق الكنيسة ويعمل فيها،لهذا لا ينقطع عنها أباء قديسون معلمون .

5- يضع الكاثوليك شرط القبول الكنسي للأب ، لكننا بروح الكنيسة الارثوزكسية لا تقوم الكنيسة بتقنين(اللاهوت الابائي) في كل كلمه، ولا تقدم فهرسا إلزاميا عن الإباء وتراثهم، وإنما تكتفي في مجامعها بفرز الكتابات والآراء المنحرفة إيمانيا وتحذر منها كما تحرم الهراطقه من شركتها حتى يرجعوا عن ضلالهم .

سلطان الآباء :


يمثل الآباء القديسون فكر الكنيسة الجامعة الذي تسلمته من الرسل بفعل الروح القدس الذي يعمل بلا انقطاع في حياه الكنيسة


يتحدث عنهم القديس اغسطينوس قائلا :

( تمسكوا بما وجدوه في الكنيسة، عملوا بما تعلموه ، وما تسلموه من الآباء واودعوه في أيدي الأبناء)

( من يحتقر الإباء القديسين ليعرف انه يحتقر الكنيسة كلها )

يقوم هذا السلطان علي عاملين

عامل طبيعي :

إذا اتسم الآباء بالحياة القدسية والامانه في استلام وديعة الأيمان الحي من أيدي الرسل لذلك فهم اقدر علي الشهادة للحياة الكنسية من كل جوانبها، خاصة وأنهم يحملون الفكر الواحد، بالرغم من اختلاف الثقافات والمواهب والظروف، مع بعد المسافات بين الكراسي الرسولية وصعوبة الاتصالات في ذلك الحين .

والعامل الثاني الهي :

حيث عاش الإباء منحصرين بالروح القدس ، قائد الكنيسة ومرشدها إلي كل الحق، يحفظها داخل دائرة صليب المسيح .
هذا لا يعني عصمه الإباء كإفراد، وإنما تعيش الكنيسة الجامعة ككل محفوظة بروح الرب .

كيف تستخدم كتاتبات الاباء :

1- لا يقدر احد من الإباء بمفرده آن يتعرف علي (الحق) كله كما تعرف الكنيسة في كليتها، لهذا لا يليق بنا آن نقبل رأي أب ما بطريقه مطلقه بغير تحفظ ، إنما يجب آن يكون رأيه أنجيليا يحمل روح الكتاب المقدس ومطابقا لفكر الكنيسة الجامعة .

2- يلزمنا أن لا تبتر بعض فقرات من تراث الإباء لتأكيد فكره مسبقة في أذهاننا .

3- دراسة معاني بعض التعبيرات التي يستخدمها الأب، إذ توجد عبارات أو كلمات كانت تحمل مفاهيم فلسفيه أو شعبيه في ذلك الحين .

4- يمكننا فهم بعض العبارات الصعبة الواردة في كتابات احد الإباء بمقارنتها بما ورد في كتابات واعمال الإباء المعاصرين له

الالتجاء الي تراث الاباء :

اعتمد القديس اثناسيوس علي تراث الآباء في دفاعه ، كما اعتمد القديس باسيليوس علي كثير من التقاليد الكنسية خلال أقوال الإباء السابقين له .

تزايد هذا الاتجاه ، إي الالتجاء إلي أقوال الإباء السابقين ، في القرن الرابع ، ونما جدا في القرن الخامس

فالقديس كيرلس السكندري كمثال ،، في كتاباته إلي الرهبان المصريين دفاعا عن لقب القديسة مريم ثيؤطوكوس - لتاكيد أن المولود هو كلمه الله المتانس دون انفصال اللاهوت عن الناسوت - أشار إليهم آن يقتفوا اثار القديسين وفي حديثه ضد نسطور التجأ الي تعليم الكنيسة المقدسة الممتدة في كل العالم والي الآباء المكرمين أنفسهم ، معلنا ان الروح القدس تحدث فيه. ولتدعيم حديثه عن السيد المسيح استند إلي بعض مقتطفات ابائيه في كتابتهم الجدلية، قدمها إلي مجمع افسس .

اهتمام الأقباط منذ نشاه الكنيسة علي صله وثيقة بالفكر الابائي للكنيسة الجامعة ،فقد قاموا بترجمته إلي لغة الشعب حتى في صعيد مصر، والدليل علي ذلك وجود مخطوطات قبطية قديمة لكتابات الإباء الرسوليين ، بكر الكتابات الابائيه .






الأربعاء، 11 أغسطس 2010

هام من أجل رضاعة طبيعية ناجحة:

إذا كانت المرأة أم حديثة العهد، فبالطبع سيكون لديها تساؤلات بخصوص الرضاعة الطبيعية. وكما يعلم الجميع أن لبن الثدي هو الطعام الأفضل للطفل لأنه يحميه من الأمراض كما يساعد مخ الطفل على النمو .. لكن مازالت الأمهات تفكر "هل من السهل القيام بعملية الرضاعة" و"هل سيحصل طفلي على ما يكفيه من الغذاء".

فى ظل وجود بعض الإرشادات التي تُقدم للأم، التخطيط المسبق لعملية الرضاعة، الصبر والممارسة المستمرة من السهل على المرأة أن تنجح فى هذه المهمة غير السهلة.


- الخطوة الأولى، متى يرضع الطفل؟

تتوافر سهولة الرضاعة الطبيعية للأم ولطفلها عندما يكون الطفل مستمتعاً بعملية الرضاعة وهذا لا يتحقق مع الجوع الشديد، فعلى الأم أن تبدأ فى تقديم الغذاء لطفلها (لبن الثدي) قبل أن يدخل فى الصراخ والبكاء طلباً للطعام. وهناك علامات إنذراية يمكن للأم ملاحظتها عندما يبدى الطفل رغبته فى تناول الطعام:

- فتح الفم.

- إصدار حركات بيديه ولسانه.

- إصدار إيماءات وجهية بالبدء فى التبرم.

فكل هذا يعكس أن الطفل مستعد لتناول الطعام.



- الخطوة الثانية، ما العمل فى حالة نوم الطفل لساعات طويلة؟

بعض الأطفال تنام كثيراً ولساعات طويلة بعد ولادتهن، والحل مع هذه الأطفال لتناول احتياجاتها الغذائية هو الملاطفة الرقيقة من أجل إيقاظها. ولكي يصبح الطفل مستعداً لإتمام عملية الرضاعة بإيقاظه يتم خلع ملابس الطفل باستثناء الحفاضة وحمله من قبل الأب أو الأم فى وضع رأسي (وضع التجشؤ) بإسناد صدره على الكتف والبدء فى تدليك جسده برفق شديد على الظهر والتحدث بهمس له. وبهذه الطريقة يصبح الطفل متيقظاً ومنتبهاً مستعداً للرضاعة ومستمتعاً بها .. وإذا شعرت ببرودة جلد الطفل لابد من تغطيته على الفور بغطاء خفيف حتى لا يصاب بالبرد.


- الخطوة الثالثة، ماذا عن استعداد الأم؟

على الأم جمع كل احتياجاتها للرضاعة قبل البدء فيها حتى تشعر بالارتياح والاسترخاء، ثم أخذ نفس ببطء وارتشاف بعض الماء (الحرص على وجود كوب بجانب الأم أثناء قيامها بالرضاعة).

لا يوجد وضع واحد يُوصف بأنه أفضل وضع أثناء رضاعة الطفل بالنسبة للأم، فيمكن لها الجلوس على كرسي أو أريكة أو سرير أو اتخاذ وضع الاستلقاء وليس الجلوس فقط. الوسادات مفيدة لتدعيم ظهر الأم وقدمها أثناء الرضاعة .. والمقصود من الوضع المريح كقاعدة عامة، هو قدرة الأم على حمل طفلها بدون أن تضع حملاً على ظهرها أو رقبتها أو ذراعيها وكتفيها.


- الخطوة الرابعة، ماذا عن وضع الطفل أثناء الرضاعة؟

أوضع الطفل فى الرضاعة الطبيعية- الوضع المستقيم للطفل:

بمجرد أن تشعر الأم بارتياح فى وضعها .. عليها بإراحة طفلها بالمثل، يمكن للأم الاستعانة بوسادة تحت جسم الطفل لكي تجعله فى ارتفاع ملائم لا يسبب إجهاداً لها أو لطفلها .. فلابد أن يكون الطفل قريباً من جسد الأم لتتم الرضاعة بسهولة.

تدعيم جسم الطفل بدءاً من الرأس حتى مؤخرته، ينبغي أن يكون الطفل فى وضع مستقيم بحيث يكون الرأس والظهر والمؤخرة على خط واحد. استخدام الأم للذراع ناحية الثدي لتدعيم الثدي ولضغط عليه، أما الذراع العكسية (عكس الثدي الذي ترضع منه) لتدعيم جسد الطفل.


وضع الطفل فى الرضاعة الطبيعيةب- الوضع الجانبي للطفل:

وهذا ما يُطلق عليه وضع "الإمساك بكرة القدم"، وهنا يتم تدعيم الثدي بالذراع العكسية وجسد الطفل ورأسه باليد الخارجية. ومن أجل تدعيم الثدي بطريقة صحيحة، يتم وضع أربعة أصابع على منطقة الضلوع مع استقرار إصبع الإبهام فوق الثدي من أعلى بعد المنطقة الداكنة التي تحيط بالحلمة .. فى الأسابيع الأولى القليلة قد يساعد تدعيم المرأة لثديها الطفل أثناء رضاعته لكن بعد مرور هذه المدة من الممكن أن تفعل المرأة ما يريحها ويريح طفلها لاعتيادها على عملية الرضاعة.


الوضع الصحيح للرضاعة الطبيعية- الخطوة الخامسة، أنف الطفل فى مقابل الحلمة (الوضع الصحيح لفم الطفل على الثدي):

 وهذا هو الوضع الصحيح لفم الطفل على الثدي، عندما يكون فم الطفل مغلق ينبغي أن يكون مستوى أنفه فى مستوى حلمة ثدي الأم. وعندما يقوم بفتح فمه تبدأ الأم بتحريكه ناحية الصدر وبالتالي سيستقر فمه على الحلمة بشكل سليم لا يؤلم الأم وستكون لثته على المنطقة الداكنة التي توجد حول الحلمة.


الوضع الصحيح للطفل أثناء الرضاعة الطبيعية- الخطوة السادسة، متى تضع الأم طفلها على الثدي للرضاعة؟

لا تقوم الأم بوضع طفلها على الثدي إلا بعد أن يقوم بفتح فمه أولاً وكأنه يتثاءب وحينها تبدأ بحمله ناحية الثدي، مع تدعيم الرأس والجسم بذراعها أثناء تقريب الطفل لها من أجل الرضاعة. ويحتاج هذا الأمر إلى الصبر والممارسة، قد يكون المص فى البداية غير مريح لمدة دقيقة أو دقيقتين لكن مع الاستمرار فى الرضاعة يختلف الأمر ويزول الألم .. لكن إذا استمر عدم الشعور بالارتياح فهذا معناه أن الطفل ليس فى الوضع السليم على الثدي، وحينئذ تقوم الأم بإيقاف الرضاعة باستخدام إصبع اليد لإخراج الحلمة من فم الطفل ثم تسترخي لمدة دقيقة  وتعاود المحاولة مرة أخرى.


الوضع الصحيح للطفل أثناء الرضاعة- الخطوة السابعة، ما هي معايير نجاح الرضاعة؟

 بمجرد أن يصبح فم الطفل مستقراً على ثدي الأم فى الوضع الصحيح، ستلاحظ الأم العلامات التالية التي تخبرها بنجاحها فى إتمام عملية الرضاعة لطفلها: الفم مفتوح عن آخره واستمتاع الطفل بعملية الرضاعة، الذقن فى مقابل الجزء السفلى من الثدي، فتحتي الأنف بالقرب من الثدي لكن غير ملتصقتين به لضمان تنفس الطفل على نحو صحيح، الشفاه مفتوحة ومسطحة والفم مليء باللبن .. وقد تشعر المرأة بإحساس تنميل فى الثدي ووخز وهذه علامة تخبرها بقدوم اللبن (Let-down reflex).


- الخطوة الثامنة، ما هو دور الأب فى الرضاعة الطبيعية؟

إذا كانت الأم هي من تقوم بفعل الرضاعة، إلا أن للأب دور هام للغاية أيضاً من مساعدته للأم أثناء القيام بإرضاع الطفل، مساعدته للطفل على التجشؤ بعد إتمام الرضاعة ... الخ.

- هام عن التجشؤ:

هو مساعدة الطفل على التخلص من الهواء الذى قام بابتلاعه أثناء الرضاعة وحتى لا يتعرض للانتفاخ والتعب، ويتم بإحدى الطريقتين الآتيتين:

1- أن يكون الطفل فى وضع عمودى مستنداً على الكتف مع الربت على ظهره برفق.

2- بوضع الطفل جالساً على فخذ الأم وإمالته إلى الأمام قليلاً وإسناده بيد عند صدره، والربت برفق باليد الأخرى على ظهره.


* معلومات إضافية:

- عندما يبدأ الطفل فى الرضاعة الصحيحة، يقوم بالمص السريع فى البداية وبعدها يبطأ من معدل المص، كما يتوقف كلية بين فترة والأخرى عن المص لكنه يستكمل الرضاعة بعد فترة التوقف هذه حتى يتوقف كلية لإعلانه الشبع.

- قد يحتاج الطفل إلى الرضاعة من كلا الثديين فى المرة الواحدة، وهناك بعض الأطفال التي ترضع من ثدي واحد فقط. بعد أن ينتهي الطفل من الرضاعة من الثدي الأول ينبغي إعطائه دقائق للراحة ثم تعرض الأم عليه الثدي الآخر لكن مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل من الممكن أن يكون ممتلئاً ولا يحتاج الثدي الآخر.

- كل طفل يختلف عن الآخر، لكن غالبية الأطفال حديثي الولادة تحتاج إلى الرضاعة مرات عديدة على مدار اليوم، عادة ما يكون من 9-12 مرة فى أول أسبوعين بعد الولادة.

- على الأم أن تحاول إرضاع طفلها كل ساعتين على مدار اليوم، وليست الأم بحاجة إلى إيقاظ طفلها من أجل الرضاعة إلا إذا كان ينام لساعات طويلة (لأكثر من 4-5 ساعات) بشكل متواصل.


* متى تعرف أن الطفل أخذ كفايته من الرضاعة؟

1- تغيير (6) حفاضات أو أكثر فى اليوم (لون البول أصفر فاتح).

2- زيادة وزن الطفل من 120- 240 جرام فى الأسبوع على مدار أشهر قليلة (يظل وزن الطفل ثابتاً لمدة أسبوع بعد ولادته).

- أوقات رضاء الطفل وسعادته تستمر لساعة أو ساعتين من آخر غذاء تناوله من ثدي أمه.

- تيقظ الطفل وحيويته، كما يظهر جسده صحياً ولون جلده طبيعياً وطوله ينمو بشكل طبيعي ومحيط رأسه مثالياً.

- عملية الإخراج لديه مرتين على الأقل فى اليوم (2-5 مرات أمرا طبيعياً).

- استماع الأم لصوت الطفل من أنه يقوم ببلع اللبن أثناء الرضاعة.


المصدر feedo.net

السبت، 31 يوليو 2010

عيد رقاد العذراء

( صوم السيدة )
صوم السيدة العذراء هو من الاصوام المهمة والمحبوبة لدى فئة كبيرة من المسيحيين الممارسين مسيحيتهم ويكاد يقال أن لشعب المؤمن هو الذي وضعه وفرضه على روزنامة الكنيسة لانه حتى القرن الحادي عشر لم يكن ضمن الاصوام المعمول بها بحكم القانون الكنسي ، كما لا نجده في أي قانون من قوانين الصوم وكان هذا الصوم معروفا بالصوم العذراى ويعتبرونه كسند للطهارة والتبتل لهذا اكثر ما يصومه هم المتنسكون والرهبان وهكذا بات الشعب يمارسه على كافة المستويات جاعلا منه مناسبة للتجديد الحياة الروحية وفرصة للتوبة وجعل مريم العذراء من هذا الصوم ليس المثل الحي للطهارة والتبتل بل الشفيع المؤتمن لنوال القوة والنعمة من الله لسلوك هذه الحياة 0
إذا سر هذا الصوم يكون في شفيعته فالعذراء شفيعة مقتدرة لكل من يلتجئ اليها لجؤ الايمان والرجاء والمحبة وهذا ما يبرز في كنيستي صورة من أروع الصور الروحية على إمكانية التزام الشعب بهذا الصوم دون التزام أو توجيه يكاد يوحي لنا أن هذا الصوم دخل إلى قلب الشعب من مدخل صحيح وعن حب واقتناع 0
للعذراء في كنيستي مكانة رفيعة ومميزة في الليتورجيا ولذا لها خمسة أعياد تتعلق بها مباشرة : عيد ميلادها ( 8 أيلول ) عيد دخولها ( 21 ت2 ) عيد دخول السيد إلى الهيكل ( 2 شباط )عيد بشارتها 0 25 آذار ) عيد رقادها ( 15 آب ) الرئيسية عدد آخر من الأعياد المرتبطة بمريم العذراء


تاريخية العيد :
لم يذكر الكتاب المقدس شيئا عن انتقال العذراء بالجسد والنفس ولا عن تقديم العبادة الدينية إلى مريم العذراء ، نعم أنها دعيت من الملاك ممتلئة نعمة الرب ومباركة في النساء وهي نفسها إذ حل عليها روح الله ولكن لا ينتج من هذه العبارات أن تكون موضوع العبادة لكن من حيث هي والدة ربنا يسوع المسيح وقد وجدت نعمة الرب تستحق منا كل الإكرام والتمجيد لان التكريم ليس هو العبادة ، العبادة هي لله الرب يسوع المسيح 0
إلا أن الآباء في ميامرهم ( عظاتهم ) كثيرا من آيات الكتاب المقدس تدل على انتقال العذراء مثلا كقول داود : " قم يارب إلى راحتك أنت وتابوت قدسك " ( المزامير 131 8 ) أن تفسير الآباء يذهب إلى أن المسيح قد ادخل إلى السماء الجسم الذي منه ولد ولادة زمنية ، أيضا " قامت الملكة من عن يمينك بألبسة مزخرفة منسوجة بخيوط مذهبة " ( المزامير 44 10 ) نرى في هذه الآية مريم موشاة بحلة ملوكية قائمة على يمين السيد وأيضا هناك آية من رؤية يوحنا : " وظهرت علامة في السماء امرأة ملتحفة بالشمس وتحت قدميها القمر وعلى رأسها إكليل من اثني كوكبا " ( 10 1 )
أن تلك الآيات لا تنطبق على انتقال مريم العذراء إلى السماء إلا بالمعنى الرمزي أما المصدر الذي استقى منه الآباء خبر صعود مريم العذراء إلى السماء فهو الكتاب الذي كان متداولا لدى جماعة الغنوصيين في القرن الثالث الذي يورد خبر رقادها وصعودها وهو من جملة كتب الابوكريفا التي تحمل سيرة مريم العذراء والتي أخذت عنها الكنيسة فهكذا بدأت الكنيسة تتداول هذه الرواية في السنين الأولى بتحفظ شديد ما بين القبول والرفض حتى القرن السادس [read]ولكن بسبب ظهور البدعة النسطورية تقبلت الكنيسة كل ما يختص بتمجيد العذراء وكرامتها من التراث التقليدي المتوارث ،[/read] لذا قام كثيرا من الآباء بتثبيت هذه الرواية في كتاباتهم وعظاتهم ومن أبرزهم القديس مودستيوس الاورشليمي واندراوس الكريتي وفي أواخر القرن السادس كتب القديس غريغوريوس الكبير كتابه في اللاسرار نقرأ فيع عن رقاد مريم وصعودها وفي أواخر القرن السادس أيضا كتب القديس غريغوريوس أسقف تور كتاب بعنوان بمجد الشهداء وقال فيه : " 00 أن الرب رفع جسد البتول ونقلها بين السحب إلى السماء " وأيضا هناك عظات شهيرة تشهد لهذا العيد ألقاها القديس جرمانوس بطريرك القسطنطينية والقديس يوحنا الدمشقي كما تكلم عنه يوحنا التسالونيكي في نصف الأول من القرن السابع والقديس انسلم تكلم أيضا عنه 0
هكذا تكون بداية القرن السابع ونهاية القرن السادس ا1 وضحت فكرة انتقال العذراء إلى السماء 0 أما في القرون الأربعة الأولى فليس من شهادة تتكلم على انتقال العذراء سوى فقرة من كتاب الأسماء الإلهية المنسوب إلى ديونيسيوس الاريوباجي وقد وجدت أيضا في تاريخ يوسابيوس القيصري آية تقول : " انه في السنة 48 من الميلاد أخذت مريم شخصيا إلى السماء بحسب ما وجد مدونا عن أشخاص شهدوا أن ذلك أعلن لهم شخصيا ى" وهناك عظة منسوبة إلى المغبوط اوغسطين لكن البعض يقول أنها تعود إلى القديس جيروم 0

[read]أما السبب قلة المعلومات والاهتمام بانتقال مريم إلى السماء وظهوره ( عيد الرقاد ) إلا في القرن السادس وليس قبله يعود إلى أن الكنيسة كانت تخشى من أن التفريط بتكريم العذراء يؤدي بالمؤمنين إلى التفريط في عبادة الأصنام شأن الوثنيين الذين عبدوا كثيرا من والدات الآلهة الكاذبة لذا لم تكثر الكنيسة من التكريم حتى لا يعبدوها المسيحيون لان العبادة لا تجب إلا لله وحده فقط وهناك سبب أخر يعود إلى الاضطهادات التي عانت منها الكنيسة إذ لم تمارس كل طقوسها وعبادتها إلا بعد انتهاء الاضطهادات العشر الكبرى 0[/read]
إذا الاعتقاد بانتقال مريم العذراء إلى السماء قديم جدا يعود إلى أيام الرسل لولا ذلك لما كانت الكنيسة جمعاء تحتفل به 0 اول من حدد هذا العيد في 15 آب وأمر أن يحتفل به في كل المشرق بمزيد الحفاوة والتكريم الإمبراطور موريتيوس سنة ( 600 ) وفي السنة نفسها اصدر البابا غريغوريوس الكبير أمرا بالاحتفال بالعيد وكان يحتفل به في الغرب قبل هذا التاريخ في ( 18 كانون الثاني ) أيضا البابا ثاوذورس الأول أدخله إلى روزنامة الكنيسة في روما وفي القرن السابع أضاف البابا سرجيوس زياحا ليزيد من العيد رونقا وبهاء 0 وفي القرن التاسع جعله البابا لاون الرابع من الأعياد التي يحتفل بها ثمانية أيام ويكون هناك أيضا ووداع للعيد ثم أضاف ( سهرانية رهبانية ) وصياما مدته أربعة عشر يوما ( 1 15 ) كرس الإمبراطور اندونيكوس كل شهر آب لتمجيد والدة الإله وإكرامها وكان ذلك في السنة ( 1297 ) [read][read]لذلك تدعو كنيستي هذا الشهر ( آب ) شهر مريم العذراء والدة [/read]الإله الكلية القداسة ، عيد الرقاد ، ذكرا لها وهذا هو الدافع الرئيسي الذي جعل لشهر آب طابعا مريميا 0 الأيام الأولى ( 14 يوما ) ما هي إلا تقدمة للعيد والأيام التالية حتى للوداع ما هي إلا امتداد لهذا العيد العظيم 0[/read]

لاهوت العيد :
يشير عيد رقاد ( اختيرت كلمة " رقاد " إشارة إلى وفاة مريم العجيبة المجيدة لان وفاة أم ابن الله لا يمكن أن تكون وفاة عادية مثل وفاة سائر الناس ) إلى حدثين يصعب فصلهما في إيمان الكنيسة : موت العذراء وثانيهما قيامتها وصعودها إلى السماء غير أن إعلان مريم والدة الاله في مجمع افسس (431 ) مهد الطريق لتفهم وفاتها مع العلم أن كنيسة أورشليم أقامت عيد ذكرى السيدة مريم نحو (425 ) قبل بت المجمع افسس فمن الأكيد إذا أنه كانت ترى مريم في المجد السماوي 0
لذا فهمت الكنيسة منذ مجمع افسس أن بين الأم والابن وحدة مطلقة بينهم مع أن مريم هي في الأرض وفي الزمان في حبين أن المسيح هو في السماء وفي الأبدية إذا تؤمن الكنيسة بأنه لا بد لابن الله الذي اتخذ طبيعته البشرية في حشا البتول أن يدخل خادمة التجسد أمه في مجده 0 لقد تجسد ابن الله من والدة الإله واصبح ابنا للإنسان قابلا للموت 0 أما مريم فصارت أما لابن الله.
وحصلت على المجد وعلى هذا الأساس لم تنل مريم العذراء فساد القبر والموت وهكذا لم يستطع أي شيء أن يفصل بين الأم والابن حتى في الجسد 0
انتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها هو نتيجة لعمل الروح القدس فيها فهو الذي حل عليها وأحيا جسدها لتصير أما لابن الله هو نفسه يكمل عمله فيها فهو الذي حل عليها وأحيا جسدها لتصير أما لابن الله هو نفسه يكمل عمله فيها ويحي جسدها المائت وينقله إلى المجد 0
الروح القدس هو قدرة الله المحيية التي لا يوقفها أي شدة بهذه القدرة كان يسوع يشفي المرضى ويخرج الشياطين ويقيم الموتى وبهذه القدرة أيضا قام هو نفسه من الموت وبهذه القدرة سيقيم الأموات ولان مريم العذراء كانت بكلية مستسلمة استسلاما كاملة لعمل الروح القدس 0
آمن المسيحيون الأوائل أنها حصلت حالا بعد موتها على قيامة الجسد التي هي مصير كل المؤمنين في نهاية الزمن 0
[read]
أن صعود مريم العذراء إلى السماء هو تكريم مباشرة للبشرية كلها التي صار لها مثل هذا الاستحقاق بان يكون جسدها وهو مثيل لأجسادنا ، هذه الكرامة والمجد المسبق عربون وبرهان لقيامة عتيدة أن تجوزها أجسادنا جميعا حينما ننال تغييرا مماثلا برحمة الله ونعمته لنكون على صورة جسد تواضع الرب القائم من الأموات 0



[/read]
كل مؤمن سيخلص بالجسد وسيضمه الرب إليه ويرفعه من وهدة الهلاك والفساد ، هكذا يعوضنا الرب يوم الافتقاد عوض أنين ودموع وعوض مرارة التوبة وأحزانها أن يرفعنا إليه بروح نعمته وبقوة قيامته أن نشترك في ملكوته 0  
بقلم الاب باسيليوس محفوض

السراج الارثوذكسي

عيد رقاد العذراء.. صوم السيدة

في ميلادك حفظت البتولية وصنتها وفي رقادك ما أهملت العالم وتركته يا والدة الاله فإنك انتقلت الى الحياة يا أم الحياة الدائمة فبشفاعاتك أنقذي من الموت نفوسنا
أيتها الفئق قدسها يا والدة الإله خلصينا

الجمعة، 30 يوليو 2010

لتنمية قدراته الذهنية .. اختاري ألوان غرفة طفلك بعناية

عالم طفلك مليء بالأسرار ، لذا عليكِ التعمق فيه أكثر ، فهل تعرفين عزيزتي الأم أن اختيار لون غرفة النوم الخاصة بطفلك يؤثر على قدراته الذهنية ؟

إنها حقيقة تقرها خبيرة الديكور اليونانية اجيليكي كوكونيس ، المتخصصة في غرف الأطفال، مؤكدة بحسب مجلة " حريتي" أن غرفة الطفل المريحة والملائمة تساعد الطفل علي النوم الهادئ المتواصل وهو المطلوب لإتمام عملية النمو بشكل صحي وسليم، مما يؤدي بدوره لتنمية قدراته الذهنية والعقلية والبدنية بشكل أسرع من أطفال آخرين.

موضحة أن الأطفال الذين لم تتوافر لهم عوامل النوم المتواصل العميق ولا يحصلون علي ساعات نوم كافية ومتواصلة، يعانون عادة من أمراض كثيرة وربما يؤثر ذلك علي قدراتهم الذهنية والابداعية.

تنصحك أيضاً خبيرة الديكور بمراعاة الآتي عند اختيار غرفة نوم طفلك:

* اختيار ألوان هادئة لدهان الحوائظ لأنها تساعد الطفل علي النوم السريع والعميق.

ضرورة أن تحتوي الغرفة علي نافذة تدخل الضوء الطبيعي والشمس للحجرة مع الحرص علي وجود ستائر للحماية من ضوئها المباشر.

* علي الأم التأكد من أن أثاث غرفة الطفل مصنوع من مواد طبيعية صديقة للبيئة، حتي لا تؤثر بالسلب علي صحته.

* يجب مراعاة بساطة التصميم وتناسب حجم الاثاث مع مساحة الغرفة. لأن ذلك بعكس بشكل مباشر علي راحة الطفل النفسية وهو ما يدخله في مرحلة نوم عميق بدون أرق.

* الحرص علي أن تكون درجة حرارة الغرفة مناسبة حسب الفصول حتي لا يستغرق الطفل وقتا للدخول في عملية النوم.

* إضافة ألعاب ورسومات تحمل معاني وقيما للطفل وعلي الأم اختيار ألعاب من مواد غير ضارة أو قابلة للكسر حتي لا تصيب الطفل بأذي أو جروح.

نقلا عن محيط

الخميس، 22 يوليو 2010

لاهوت الزواج الزواج عند الذهبي الفم

لاهوت الزواج
الزواج عند الذهبي الفم


1. غاية الزواج.
2. علاقة الرجل بالمرأة.
3. رجل وامرأة تفوق طبع أم طباع.
اتضح سابقاً أن الفريد والمميز في فكر أبينا فم الذهب هو نظرته للنسك بمنظار اسختولوجي، عندها يغدو النسك فناً ليس رهبانياً بالحصر وإنما فضيلة اجتماعية.
لهذا فأية دراسة حول الزواج في كتابات أبينا القديس ستقدّم الكثير والمفيد لمجتمعنا المعاصر وإذا كانت النظرة إلى النسك كفنّ اجتماعي تبدو "غريبة" في مجتمعنا، فهذا يعود بالتحديد إلى أنَّ هذا المجتمع متأثر غالباً باللاهوت الغربي ومعتقداته. بعد دراسة الزواج عند الأب القديس سوف نتابع عرض الأبعاد الاسختولوجيّة لمفهومه للعائلة، أي في التربية أيضاً وفي العمل وفي الدولة وعلاقة المؤمن بها وسائر الأطر الاجتماعيّة الأخرى.
في نصوص وكتابات الآباء الشرقيين الأرثوذكسيين، وفي العمق الاسختولوجي ينتقل مركز الأهميّة من "العزوبية" إلى "النسك" في حالات البتوليّة، أي إلى الطريق الضيق المؤدّي إلى الحياة. هذا ما نراه مثلاً عند قديسين كـ أثناسيوس الكبير وغريغوريوس النيصصي ويوحنا الذهبي الفم. هكذا وبفضل هذه النظرة الاسختولوجيّة تصبح النهاية الواحدة للطريق الضيق وغايتها المشتركة بتعدد الأساليب فيها. في هذا تمايزت المسيحيّة منذ فجر نشأتها عن الغنوسية. وانطلاقاً من هذا الأساس السليم نجد أنه عبر تاريخ أدبنا المسيحي شدّد آباؤنا على مزايا الرهبنة وفضائلها كما شدّدوا على مزايا الزواج. فالزواج والبتولية هما وجهان لطريق واحد، الطريق الضيّقة المؤدية إلى الحياة. وكلاهما يحققان عفة الروح. لدينا مثال هو طرفا ثابور في تجلي المسيح. لقد كان موسى الذي تزوج وإيليا الذي تبتّل، حول المسيح في المجد ذاته. فلم يمنع الزواج ما حققته البتولية. في كنيستنا الشرقية سُمِحَ دائماً للاكليروس بالزواج، على عكس الكنيسة الغربية، وهذا دليل على أن هذه الطريقة ليست أدنى بل هي الوجه الآخر. في المجتمع المسكوني الأول طُرحتْ مسألة الاكليروس المتزوج، والذي دافع عن ذلك كان الراهب المتشدد "παφνουτιος". إن مباركة المسيح، كما يقول طقس الزواج في الكنيسة الأرثوذكسية، للزواج في عرس قانا الجليل هو بركة دائمة. على عكس الآباء والكتّاب الغربيون مثل كبريانوس وأمبروسيوس وايرونيموس وأفغوسطينوس حيث ظهر الميل الشديد إلى البتولية مع الانتقاص من قيمة الزواج بشكل ملاحظ وشديد. من هذه المصادر المتطرّفة الأخيرة، وللأسف، تنهل أغلب الدراسات الغربية الانثروبولوجية اليوم، وكنتيجة حتميّة، لذلك يلغى فيها التوازن الأخلاقي الموجود بين الزواج والبتولية، الذي نراه عند آبائنا الشرقيين، وهكذا يتحورّ المفهوم المسيحي الحقيقي وتفسد روح الكتاب عينه كما يخان الفهم الآبائي الصحيح.

هدف الزواج:
1. الكمال الروحي: من الواضح بأن الزواج لا يشكل حجة للكسل والتهاون في سبيل الهدف المشترك لكل المسيحيين أو هروباً من الجهاد المطلوب من الجميع، رغم ذلك بسبب التمييز "الدنيوي الفاسد" و "العالمي" يقطع الزواج عن هدفه الاسختولوجي فينقل هدفه، للأسف، من ملكوت الله إلى "المجتمع"، لهذا السبب، وفي مثل هذه الحالة، يتحوّل الزواج إلى "عائق" في طريق الكمال الروحي الواحد لكلّ المسيحيين. القاعدة الأساسية في فكر أبينا القديس هي أنّ "الحكمة" في الزواج هي بالذات "الفلسفة المسيحية" التي في الرهبنة. إن كان الزواج شكلاً جاء بعد السقوط، فأن تفوّق الرهبنة لا يعود إلى نسبها الفردوسي الذي قبل السقوط، وإنمّا في كون الرهبنة طريقاً أسهل وأسرع للعودة بالأحرى، للصعود إلى ملكوت الله. التمييز يجب ألا يتوضع بين الزواج والبتولية، ولكن في درجة الحياة الروحية أينما كانت في الشكلين. ما يميّز إنساناً عن آخر هو الخلق وليس الزواج أو عدمه.
على الرغم من كل ذلك، فإن هذه النظرة الاسختولوجية غابت عن إدراك العديد من الباحثين، الذين اتهموا أبانا باطلاً وأعادوا إليه مسؤولية مفاهيم خاطئة. زعم هؤلاء أن أبانا القديس ينظر إلى الزواج كما إلى شيء "أدنى" خلقياً من الرهبنة. وأضافوا على ذلك ظنونهم أن هذه النظرة الدنيا للزواج تعود لتأثير الغنوسية على فكر القديس فم الذهب من جهة، وإلى ترمّل أمّه المبّكر والطويل من جهة أخرى، أضف لذلك مثلاّ تجارب صديقه ثيودورس، وأيضاً ميله الشخصي للرهبنة، وبالنهاية وختاماً طبعه القاسي المتشائم.
إن إعادة أصول الزواج إلى حياة الفردوس قبل السقوط يدّل على أنه كان من أجل غاية تلك الحياة أي الكمال الروحي. الكتاب يوضح أن الله بعد أن خلق الإنسان نظر إلى آدم وقال: "لا يحسن أن يكون الإنسان لوحده، فأصنع له عوناً بإزائه" (تك2: 18)، وهناك أمر الله آدم وحواء: "أكثرا وأنميا وأملأا الأرض"
أيّ أسلوب مُدخَل بعد السقوط، هو الزواج، بلا شكّ حسن وخير وهو من حكمة الله وتدبيره، وله بالنهاية هدف تربوي روحي وغايته شفاء الإنسان الساقط ومداواته، ذلك لأن كل هذه التدابير هي من "العناية الإلهية المحبة للبشر"، وتقصد بالنهاية اسختولوجيا إلى تحقيق "التدبير" الإلهي للإنسان، أي تألهه وخلاصه.
في العهد القديم كان الزواج دائماً غاية دينية، فلم يكن اختيار المرأة يتم بحسب الرغبات، بل حسب مصلحة الجماعة. المصلحة الدينية فوق المصلحة الفردية. لأن الزواج ينخرط في مسألة الخلاص عموماً وليس مسألة فردية. قصص الزواج التي يوردها طقس السرّ، توضح بعض الأمثلة. مرات عديدة تُختار الزوجة دون أن يعرفها مسبقاً الرجل. يكفي له أن يعرف أنه يحيا معه ما تريده له جماعته. يعقوب تزوج كما أمرته أمه من قبيلتها وبني دينها ودفع ثمن ذلك الكثير. غاية الزواج إذن هي أبعد من حدود اجتماعية، إنه مسألة خلاصية في سبيل الكمال الروحي.

2. الشهوة- الجنس: بعد السقوط غدا الزواج "أمراً مفيداً جداً وضرورياً" بعد أن كان غير ضروري في البداية، كما يشرح فم الذهب، وقبل السقوط، كانت المحبة للآخر والتعايش المتوافق مع القريب هما الجوّ العام السائد، أمّا بعد السقوط، عندما دخلت الخطيئة، فقد هوى الإنسان من علاقاته الشخصية المحبّة للآخر إلى مستوى الفرديّة والأنانية، وانطوى من الشخص إلى الفرد، هكذا كأناني انطوى على حبّ ذاته بدل حبّ الآخر. فتمزّقت روابط الوحدة وتضعضعت أواصر المحبة. عندها أسرع الرّب المحب للبشر وأدخل الشهوة ليحافظ على التلاحم والوحدة بين البشر، وهكذا أعاد روابط الوحدة بين الذين سبق وتفرّقوا. فالجدّان الأولان، قبل السقوط، كانت أواصر المحبة بينهما قوّية لدرجة أنهما كانا كـ"واحد"، هكذا ظهر الله في الفردوس بحسب النص الكتابي"يكلمّ الاثنين كأنه يكلمّ واحداً"، عناية الله المُحبة أوجدت تلك الحياة المشتركة الأولى ذات أواصر محبة قوية جداً، حتى أنه لم يكن لدى المرأة حبّ أعظم من حبها لشريكها، ولم يكن للرجل حبّ أعظم من حبّه لشريكته. ولكن عندما غلب حبّ الذات وسيطرت الأنانية، صارت الشهوة عاملاً إيجابياً، بالذات لأنه ينظر إليها كواسطة تُعيد إصلاح تلك الوحدة القديمة. هذه الوحدة يحققها الزواج بالفعل عندما يُلغى منه كلّ ما هو خاص وذاتي وأناني ولا يعد ما "لي" وما "لك". بالتالي ضمن النظرة الاسختولوجيّة، الشهوة هي حسنة كدواء هادف وشاف يؤول إلى رباط للمحبة وبالتالي يساعد ويقود في درب الكمال الروحي. فمن ناحية أخرى مفهوم "المثال" كلّه يتلخّص في المحبة. إن المحبة في الزواج تأتي من الطهارة. كما أن الزنى هو دليل نقص المحبة. إن المحبة الزوجية ستقود حتماً إلى العفة في الزواج وإلى بلوغ ما تحققه البتولية.
وبعد السقوط أصبح الزواج بلسماً يداوي "ضعف الجسد" ويصير بالتالي واسطة "للعفة" والجهل. بالتالي من الواضح أن "الزواج كريم". التركيز على المقصد الاسختولوجي في كل نظرة مسيحية من جهة. ومفهوم الحياة الروحية الأخلاقية للمسيحي "كتداوي"، يعطيان لفم الذهب ولكنيستنا الشرقية المستقيمة الرأي والحياة عامة، الإمكانية أن يحثا على الرهبنة وفي الحين ذاته أن يباركا الزواج، الذهبي الفم يسمح "تنازلا" بالزواج الثاني أيضاً، وذلك ضمن نفس النظرة السابقة "كتداوي" كسماح يداوي الانحرافات والزنى وليس كوصيّة. الزيجات التي يسمح بولس الرسول، وأيضاً بعده أباء منهم فم الذهب، هي "تنازلات" مقبولة دون أن تعني أنها مُثل "ممدوحة"، لا دينونة فيها من ناحية "لكن ليست جديرة بالمدح والثناء" من ناحية أخرى.
"والتنازل إلى هذا المقدار ليس إلا دلالة على وجود ضعف شديد يفرضه". على كلّ قديسنا يفسّر "التقديس"، الذي بدونه لا يستطيع أحد أن يرى الرّب، "بالنسك والجهاد الروحي". لهذا نراه ينصح أن كان أحد غير متزوج فليحاول أن يبقى بتولاً أو أن يتزوج. وإن كان متزوجاً فليحاول ألاّ يزني البتة. فالقداسة بالنسبة لفم الذهب ليست حصراً في الحياة الزوجية ولا في الحياة الرهبانية، إنما هي ثمرة الجهاد الروحي الممكن عند المتزوجين والرهبان على السواء. إن كانت القداسة تفسّر بالجهاد الروحي والنسك فإن المقارنة بين المتبتلين والمتزوجين يجب ألاَّ تنحصر في العذرية والعفة فقط وإنما أن تشمل مجمل الفضائل الأخرى كلها. النظرة الاسختولوجية والحقيقية لا تقدّر الإنسان ولا تكرّمه حصراً بسبب الحياة التي يختارها، أتزوّجا كانت أم ترهبّا، وإنما مقياسها الذي لا يخطئ هو "مستوى الحياة الروحية"، أي الحياة بحسب الفضائل المسيحيّة، القداسة الحاصلة بالنسك.
براهين: لهذا السبب الزواج ليس على الإطلاق مانعاً للفضائل المسيحية. وليبرهن على صحة رأيه هذا يلجأ إلى رجال الكتاب المقدس أمثال "أنوخ" ،"أكيلا" و "برسكيللا" الذين لمعوا في الفضائل المسيحية وهم متزوجون.

الحفاظ على الجنس البشري:
بالطبع، بعد السقوط، وإدخال الموت، الزواج يخدم استمرار النسل البشري. اقليمس الاسكندري وآباء كثيرون آخرون يربطون هدف الزواج بواقع الموت والإنجاب. الولادة، عند بعض الآباء مثل اقليمس السابق ذكره، هي "خلق"، أي بالتالي هي من صورة الله التي بالإنسان. آباء مدافعون مثل ايوستينوس وأثيناغوراس يحدّدون الهدف الأول للزواج والشهوة الجسدية بالإنجاب، الذي يرونه كمحلّ لمشكلة الموت. الإيمان بأن هدف الزواج هو إنجاب الأولاد نجده ونصادفه عند أغلب آباء اللاتين (الذين كتبوا بالغة اللاتينية وليس اليونانية) مثل أمبرسيوس وأفغوسطينوس. لكن أبانا فم الذهب له في هذا الموضوع موقف مميّز ومتمايز فضلاً عن نظرته العميقة الاسختولوجيّة لكل الحياة المسيحية. كنه الزواج وهدفه الأساسي مرتبط بموضوع السقوط ليس من حيث الإنجاب والحفاظ على النسل بقدر ما هو بالحقيقة واسطة كمال خلقي ونمو روحي للبشر. فهو دواء ليس للموت وإنما للسقوط الروحي. الأب القديس يقول أن الإنجاب يعود لقوة الله ومشيئته بالذات ولكلمته "أكثروا وانموا". رأيه هذا يسنده إلى الكتاب المقدس عينه الذي يذكر متزوجين لم ينجبوا ولم يصيروا آباء، بينما ولادات كثيرة، كما هي ولادة اسحق، تمت فقط بقوة الكلمة الإلهية وليس بقدرة الجسد. لو لم يخطئ الإنسان في الفردوس ما كان سيصعب على الله أن يكثر البشر بأسلوب ما، وهذا ما تؤكده ولادة آدم وحواء. فلا البتولية تهدّد استمرار الجنس البشري ولا الزواج يضمنه. فلو أنَ الخطيئة لم تدخل "ما كان سيصعب على الله أن يجد الطريقة، التي كان سيتكاثر بها الجنس البشري".

تعدد الزوجات:
في العهد القديم كان هناك تعدد زوجات بسبب الحاجة إلى عائلة قوية، ولأن الخصوبة كانت الغاية. (قضاة 8، 30؛ ملوك 10: 1). وهناك زواج مع إماء. ولكن هناك دائماً تعلّق بامرأة واحدة (اسحق، يوسف...). وكتاب نشيد الأنشاد وإن كان يتكلم عن النفس البشرية والله إلا أنه يوضح التعابير التي كانت مستخدمة في ذلك الزمان ومفاهيم الزواج فيه، حتى صار مفهوم الزوجة الواحدة هو السائد في العهد الجديد.
الزواج والشهوة أُدخلا بعد السقوط حصراً لأسباب روحيّة ونسكيّة، أي للحياة بالمسيح وللكمال الروحي للبشر. إيمانه هذا يبرهنه ليس فقط من الحياة الإنسانيّة الأولى الفردوسيّة، وإنما من قيامة المسيح، التي هي وحي للحالة الاسختولوجيّة المرجوّة. و يرى قديسنا أنه قبل قيامة المسيح ساد الخوف من الموت وتسلط هذا الأخير على حياة البشر، عندها كان الإنجاب أشهى ما لدى البشر لأنّه كان استمرار حياتهم "وعزاءهم ضد الموت" والجميع بنو رجاءهم على ذلك، بأن يتركوا "ورثة" و"ذكرى" و "باقي" لهم. بالإنجاب تستمر حياتهم. وانطلاقاً من هذا الاعتقاد توصّلوا إلى السماح بتعدّد الزوجات. لأن الناس لم يكونوا قد آمنوا فعلاً بحياة القيامة، ولم تكن لديهم بعد فكرة أكيدة وواضحة عنها، وهذا ما تؤكده حوادث جرت مع أناس لمعوا بالفضائل، كأيوب مثلاً. أمّا الآن فبعد أن لمعت شمس القيامة، صار هذا الرّجاء "غير ضروري". قديسنا يضيف أيضاً أنّه بعد أن امتلأت الأرض اليوم بالبشر، أصبحت الحاجة الآن أن نشتهي "الولادة الروحية" أكثر من "الإنجاب الطبيعي"، وبالنهاية يقول أنَ "علة الزواج واحدة وهي أن نتجنب الزنى". أي الزواج هو دواء بالأساس لشهوة الجسد. في نصوص أخرى نراه يقول أنَ الزواج أُدخل لكي "نتعقل ونتعفف" ولكي نصير آباء، لكنه يختم بقوله "أمّا العلة الأولى والسبب الأساسي بين السابقين هو أن نتعقل ونتعفف".
هكذا إن كان من الحياة البشريّة الأولى أو من قيامة المسيح يعَالج الزواج كموضوع روحي، كتداوي وواسطة للكمال الروحي. بالطبع هذا الموقف لا يشكّل إنقاصاً من أهمية العائلة والأولاد، بالطبع إذا كان فكر القديس بحسب العهد الجديد لا يشدد على الإنجاب كغاية في الزواج، وإنما كثمرة، ذلك لا يعني أن الإنجاب غير مطلوب. لأن الكمال الروحي سيتم عبر(Ατόκων- εκκια) البيت- الكنيسة الصغيرة. الزواج هو "سر المحبة" كما يسميه فم الذهب. والمحبة في العائلة تكتمل أكثر عند محبة الزوجين.
لكن من الواضح أنّه عندما لا يساهم إنجاب الأولاد في تشديد أواصر المحبة والوحدة ولا تكون خلقاً روحياً وليس فقط إنجاباً طبيعياً، عندها تستحق الرثاء لا المدح. ومن جهة أخرى، عندما شدّد قديسنا على أنّ الإنجاب ليس هدفاً أوّلاً للزواج، أراد بذلك أن يخلص البتوليّة من عيب العقر.
أوّل ما نستخلصه إذن من تعاليم القديس الذهبي الفم أن الزواج هو علاج للشفاء الروحي وواسطة للكمال والقداسة وهدفه المحبة أوّلاً والتعقل والتعفف. وإن كان يتكلم بالأكثر عن فائدة الزواج كواسطة للتعقل وتجنب للزنى فهذا لا يعود إلى أنّ ذلك هو الهدف الأوّل والغاية الأساسية، وإنما نزولاً إلى حاجات سامعيه. القديس فم الذهب يبقى أبداً أميناً على وصية بولس الرسول (1كور 7: 5)، حيث يتضح أن هدف العفة هو المحبة. الاستنتاج الثاني هو أنّ الإنجاب ليس الهدف الأساسي في الزواج وإنما هو واسطة للكمال الروحي. القديس يطلب الإنجاب لكن دون أن يحتل المكانة الأولى في أهداف الزواج. هذه النظرة العميقة تعود إلى حجر الأساس في تعليم قدّيسنا، وهو أنّه لا ينطلق في نظرته للإنسان من فلسفة فيزيولوجية وإنما من الإيمان بأن الإنسان هو كائن سيسكن السماء، وعندها يغدو الزواج "سراً". هذه النظرة السامية للزواج هي ردّ مباشر على الغنوسية من جهة، وعلى المفكرين واللاهوتيين الغربيين من جهة أخرى. فالزواج هو عناية إلهية من ضمن التدبير الإلهي المحب للبشر. إنَّ كلِّ مواقف الأب السلمية والفريدة بوضوحها وجمالها هي السبب الذي جعل نصوصه الحجر الأساس الأوّل لأغلب الدراسات والمواضيع المختصة بالزواج، الجميع لا ينهلون منه عظاته وحسب، وإنمّا يعتمدون بالأساس على كلماته. هذا ما قام به مثلاً "مايندورف".

الزواج والبتولية:هناك مفارقة في البتولية المسيحية، فبينما العهد القديم يرى أنه ليس حسناً أن يبقى الإنسان وحده نرى يسوع يتكلم عمن سيخصون أنفسهم من أجل ملكوت الله (متى19، 11-12) وبولس يشجع على الاقتداء به (1كو 7: 8؛ 25: 28).
دعوة العهد الجديد للبتولية ليست احتقاراً للزواج، بل لجعل الحياة من الآن في ملء سر العرس السماوي. وبولس بالذات منذ شعوره أن صور، هذا الدهر تنطوي وتسير نحو نهايتها (1كور7، 31)، يتمنى على الذين لهم نساء أن يحيوا كالذين لا نساء لهم (1كور7: 29).

الرجل والمرأة:
ترتيب، محبة مخلِّصة وطاعة مخلِّصة:موضوع العلاقات بين كلّ من الزوجين له أهمية في موضوع هدف الزواج وغايته. المثال الأول للحياة الزوجية وطبيعتها ليس إلا ذلك المعطى من بولس الرسول، أي علاقة المسيح بالكنيسة. بالطبع من البديهي أن تكون هذه العلاقة ذات مفهوم اسختولوجي، أي أنها علاقة خلاصية، أي علاقة المحبة المخلّصة بالطاعة المخلّصة. حيث كلّ من المحبة والطاعة تصيران الواحدة هديّة وثمنا للأخرى، ولكليهما الهدف نفسه والغاية المنشودة عينها. إنها بكلام آخر علاقة الجسم بالرأس. فإن كان يتوجب على المرأة الطاعة فهذا لا يعني أن حقوق الرجل أولاً هي الرئاسة والسيادة، وإنما، بالجوهر، واجبه هو المحبة. فالطاعة إذن لا تتماشى ولا تترافق مع الرئاسة وإنما مع المحبة. الرئاسة في النهاية هي مكافأة المحبة، فمن يُحمّل بالأحمال الأثقل، أي بالمحبة تُهدى له الرئاسة. إن نظرة الذهبي الفم الاسختولوجية تعكس العثرة الاجتماعية العامة، عثرة رسالة العرس، أي أفسس (5، 22-23)، فالقديس هنا يشدّد على أن الثقل الملقى في هذا المقطع، ثقل الواجبات، ليس هو طاعة المرأة وإنما المحبة التي يصفها بولس ويحمّلها على عاتق الرجل. هكذا يقول أبونا القديس، يطلب بولس من الرجل محبة كمحبة المسيح لكنيسته، أي أن يعتني ، أن يحبّ، أن يهتم وأن يضحي بنفسه من أجل امرأته. هذه المحبة يمكن أن نفهمها كتصوّر في الفضيلة.
بكلام آخر، إن طاعة المرأة تزيد من محبة رجلها لها وتجعل تضحيته، هذه التي يصفها بولس، ممكنة. أو بشكل عكسي إن محبة الرجل، هذه السابق وصفها، تجعل طاعة المرأة خفيفة وجميلة. فالطاعة هي الدواء اللازم لمنع الرّياء الذي يمكن أن يهدّد محبة الرجل هذه. أمّا المحبة فهي المضاد الذي يمنع التسلط الذي يمكن أن يهدّد الطاعة. فأبونا القديس، كما يعبّر عن أخلاقياتنا المسيحية اسخاتولوجياً، يفترض طاعة المرأة لرجلها وطاعة الرجل لله ومحبة الرجل لامرأته، فإن وحدة الزوجين تتم بوساطة المحبة في الطاعة وبالطاعة في المحبة.
واعترافاً برئاسة الرجل بأنها العناية، وبالمحبة المخلصة، يقبل قديسنا مع بولس الرسول أن تنعكس الرئاسة إذا انعكست أسبابها وامتيازاتها. بما أن الطاعة دخلت بعد السقوط وبعد اضطراب العلاقة بين الزوجين وبعد تزعزع أواصر المحبة ودخول الخطيئة ولم تكن منذ البداية، إذن له هدف اسختولوجي. هكذا بما أن المرأة هي أوّل من عصى وضلّ، لهذا منذ ذلك الوقت هي من يخضع ويسمع.
أضف إلى ذلك أنه بعد السقوط، وبعد غياب المحبة الكافية، صار التساوي سبباً للاختلاف والتعارك، لهذا أُدخلت الطاعة اسختولوجياً. وجوهرياً، أن الرئاسة لا ترتبط بالجنس المحدّد أي بالرجل، ولكن بذلك الذي لا يضل ويطيع الله ويحفظ الإيمان، بينما العبودية كدواء جاءت بعد السقوط، فإنه من الممكن أن تخلّص المرأة الرجل كما يذكر بولس ذاته (1كو7، 16): وما أدرَاكِ أيتّها المرأة "لربّما تخلّصين الرجل"، أي يتبادل هنا الجنسان الرئاسة.
لهذا إن زنى الرجل المتزوج يدان أكثر من زنى غير المتزوج وندعوه فجوراً لأن هذا الأمر لا يشكل فقط تدنيساً للجسد، وإنما استغلالاً لجسد لا نملكه وإنما هو ملك للآخر أي بشكل آخر سرقة واقتناص واختلاس. هذا الفجور هو أبشع من الزنى العادي لأنه لا يلغي فقط العفة وإنما أيضاً يقتل المحبة. إذ أن شرط وجود المحبة هو تقديم الطاعة والعكس بالعكس، شرط تقديم الطاعة تواجد المحبة. هذا لا يعني أنه في حال غياب أحد الشرطين أن تتزعزع العلاقة وتنفك الروابط، لأن كلا المحبة والطاعة يربطهما القديس اسختولوجياً، ليس فقط بالعلاقة المتبادلة بين الزوجين وغير الأكيدة بشكل عام، إنما بالعلاقة اسختولوجيا مع الله والأكيدة دائماً. هكذا في حال اضطراب هذه العلاقة المتبادلة ينصح الأب بأن تُقَّدم المحبة أو الطاعة من الطرفين لله. هكذا نظرة الأب العميقة اسختولوجية، وهي لا تشرح لنا فقط معنى الرئاسة والطاعة، وإنما أيضاً تربط كليهما برابط أقوى من الروابط الاجتماعية ضمن الأطر الحياتية الحقوقية والواجبية، برابط هو بالرّب.
يرفض كل فكر عالمي يقدّم كرامة للرجل وبنفس الوقت يحقر المرأة. هذه الأفكار التي لا تنبع من الكتاب ومن فكرته الاسختولوجية وهذا هو الموجود في مجتمعاتنا حتى المتطورة منها، التمييز والفصل، أما التعليم الكتابي فهو أسلوب وحده. إن الفكر الكتابي هو حلّ عملي وفعلي للمشاكل العصرية حول حقوق وواجبات كل من الزوجين وكل المشاكل الراهنة الاجتماعية بما يختص بحقوق المرأة وعلاقة الجنسين. الذهبي الفم يشير إلى أن النساء يحملن بعض النواقص لكنه يصنفها في صنفين: فالنوعية الأولى تحتوي النواقص الاخلاقية، فمثلاً الزينة الزائدة، الخوف، وغير ذلك. ولكن هذه النواقص ليست في طبيعة المرأة، وإنما تدخل إليها من التربية.
ودليل ذلك أن هذه النواقص تتبدل من امرأة إلى أخرى، وأحياناً من المرأة إلى الرجل. فبرهان ذلك أنه يوجد رجال يخافون أو يحملون تلك النواقص السابق ذكرها.
بينما نرى نساء يتمتعن بالرجولة والوعي والبساطة، في هذه النواقص يلعب دوراً كبيراً إعجاب الرجال بها. والعكس ليس حالة نادرة حين نرى نساء سبقن الرجال في البساطة وشدّة الإيمان وشجاعة التقوى والمحبة الخالصة نحو المسيح.
لا يفتأ الذهبي الفم عن التشديد والتكرار لشروحاته، بأيّ نساء كنّ متصبرات في الجهاد الروحي والفضائل الكتابية والمسيحية. ويردّد الكثيرات منهن: سارة ورفقة وراحيل وسيفورة وحنة اللواتي صرن بإيمانهن وفضائلهن معلمات فعلاً للرجال. على كلٍّ، ينّوه الذهبي الفم أن بولس الرسول ذاته يعرف هذه الحالات ويعترف بها، وذلك عندما يذكر بريسكلاّ قبل رجلها أكيلا، وذلك لتقدّمها عليه بالتقوى والفضيلة.
إذن النساء متساويات فعلاً، ويمتلكن نفس القوى من الناحية الأخلاقية، ويستطعن على وجه السواء أن يسابقن الرجال في التضحية والتكريس للجهادات الروحية وأن ينجحن بذلك.
وفي الصف الثاني، أي النوعية الثانية، يصف كل النواقص الطبيعية كما هي، مثلاً الضعف الجسدي بمقارنة المرأة بالرجل. لكن نواقص كهذا هي امتيازات طبيعية جسدية لا قيمة للفرق بها اسخاتولوجياً أو أخلاقياً. وهذه الامتيازات التي يعطيها العالمَ المعلمن أهمية، هي بالواقع لا أهمية لها. فالقوة الجسدية حين توجد أو حين تغيب لا تزيد الإنسان كرامة ولا تنقصه منها. فعندما يجري الكلام عند آبائنا القديسين يجري الكلام بالأخص على طباع نسائية وعلى رجولة. وهذه الطباع ذات المعنى الأخلاقي تأتي من التربية وليس من الطبيعة. لهذا يشدّد فم الذهب أن بولس استطاع أن يقول: لا عبد ولا حرّ، لا رجل أيضاً ولا امرأة. لهذا يتابع أبونا ويقول: فلا الطبيعة ولا الضعف الجسدي يمنعان التقوى أو التقدّم بسرعة في طريق الكمال. فالمطلوب إذن أن نطرح عنا الطباع النسائية لتشتعل فينا الرغبة والهمّة، اليقظة والرجولة.
فعندما نفسّر القوة بالرجولة عندها تسقط التميزيات العالمية التي بحسبها تصير المرأة أدنى من الرجل. لكن الواقع أن هذا الطبع النسائي سمّي هكذا لأن الناس يربونه بالعموم في بناتهم. ونلاحظ أن هذه الاهتمامات المعاكسة للرجولة بشكل عام عند النساء. لكن هذا كما ذكرنا لا يعود إلى طبيعتهنّ ودليل ذلك أن مثل هذه التمييزات تلغى في الكنيسة لأن التربية هنا تختلف عن التربية العالمية. هذا الطبع هو طبع يختص بالنفس وليس بالجسد.

طقس الزواج:
قديماً لا توجد نصوص واضحة تشير إلى ذلك. لكن الإسرائيلي كان يعرف أن الله يقودهُ في اختياره زوجته (تكوين 24، 42-52)، وأن الله في العهد حدد شرعيَّة وناموس وقوانين هذا الزواج.
كتاب طوبيا، بعد السبي، يعطي روحانية أسمى عن الأسرة المهيَّئة بيد الله (3: 16)، بولس الرسول يعطي للزواج درجة سامية جداً حين يربطه مع علاقة المسيح بالكنيسة. والزواج في الكنيسة لا يعني أبداً مباركة ما هو طبيعي، لكن يعني إطلاق هذه الوحدة الجدّيدة في درب الملكوت.
إن سر الزواج كغيره من الأسرار لا يعمل في الإنسان بشكل عفوي، وإنما يشترط قبوله المعبَّر عنه بمساهمته في طلب نعمة السر.
سرّ الزواج يشدد على وجه الشهادة. الدورة حول المائدة وترانيمها "أيها الشهداء القديسون..." كلها موازية لما يتم بسرّ الكهنوت. والرابط بين السرّين هو سرّ المحبة كشهادة. المحب دائماً شهيد. المحبة دائماً تربح. إن وضع الإكليل يؤكد عن نظرة الكنيسة للعروسين كشهيّدين تكللهما. إن ذكر الشهداء الأربعين.. يؤكد أيضاً على درب المحبة والشهادة فيها. 

مطرنية حلب اللروم الارثوذكس