ELIAS PAULUS

ELIAS  PAULUS
ELIAS PAULUS THE BIG LOVE الحب الكبير -اضغط على الصورة-

lördag 31 juli 2010

عيد رقاد العذراء

( صوم السيدة )
صوم السيدة العذراء هو من الاصوام المهمة والمحبوبة لدى فئة كبيرة من المسيحيين الممارسين مسيحيتهم ويكاد يقال أن لشعب المؤمن هو الذي وضعه وفرضه على روزنامة الكنيسة لانه حتى القرن الحادي عشر لم يكن ضمن الاصوام المعمول بها بحكم القانون الكنسي ، كما لا نجده في أي قانون من قوانين الصوم وكان هذا الصوم معروفا بالصوم العذراى ويعتبرونه كسند للطهارة والتبتل لهذا اكثر ما يصومه هم المتنسكون والرهبان وهكذا بات الشعب يمارسه على كافة المستويات جاعلا منه مناسبة للتجديد الحياة الروحية وفرصة للتوبة وجعل مريم العذراء من هذا الصوم ليس المثل الحي للطهارة والتبتل بل الشفيع المؤتمن لنوال القوة والنعمة من الله لسلوك هذه الحياة 0
إذا سر هذا الصوم يكون في شفيعته فالعذراء شفيعة مقتدرة لكل من يلتجئ اليها لجؤ الايمان والرجاء والمحبة وهذا ما يبرز في كنيستي صورة من أروع الصور الروحية على إمكانية التزام الشعب بهذا الصوم دون التزام أو توجيه يكاد يوحي لنا أن هذا الصوم دخل إلى قلب الشعب من مدخل صحيح وعن حب واقتناع 0
للعذراء في كنيستي مكانة رفيعة ومميزة في الليتورجيا ولذا لها خمسة أعياد تتعلق بها مباشرة : عيد ميلادها ( 8 أيلول ) عيد دخولها ( 21 ت2 ) عيد دخول السيد إلى الهيكل ( 2 شباط )عيد بشارتها 0 25 آذار ) عيد رقادها ( 15 آب ) الرئيسية عدد آخر من الأعياد المرتبطة بمريم العذراء


تاريخية العيد :
لم يذكر الكتاب المقدس شيئا عن انتقال العذراء بالجسد والنفس ولا عن تقديم العبادة الدينية إلى مريم العذراء ، نعم أنها دعيت من الملاك ممتلئة نعمة الرب ومباركة في النساء وهي نفسها إذ حل عليها روح الله ولكن لا ينتج من هذه العبارات أن تكون موضوع العبادة لكن من حيث هي والدة ربنا يسوع المسيح وقد وجدت نعمة الرب تستحق منا كل الإكرام والتمجيد لان التكريم ليس هو العبادة ، العبادة هي لله الرب يسوع المسيح 0
إلا أن الآباء في ميامرهم ( عظاتهم ) كثيرا من آيات الكتاب المقدس تدل على انتقال العذراء مثلا كقول داود : " قم يارب إلى راحتك أنت وتابوت قدسك " ( المزامير 131 8 ) أن تفسير الآباء يذهب إلى أن المسيح قد ادخل إلى السماء الجسم الذي منه ولد ولادة زمنية ، أيضا " قامت الملكة من عن يمينك بألبسة مزخرفة منسوجة بخيوط مذهبة " ( المزامير 44 10 ) نرى في هذه الآية مريم موشاة بحلة ملوكية قائمة على يمين السيد وأيضا هناك آية من رؤية يوحنا : " وظهرت علامة في السماء امرأة ملتحفة بالشمس وتحت قدميها القمر وعلى رأسها إكليل من اثني كوكبا " ( 10 1 )
أن تلك الآيات لا تنطبق على انتقال مريم العذراء إلى السماء إلا بالمعنى الرمزي أما المصدر الذي استقى منه الآباء خبر صعود مريم العذراء إلى السماء فهو الكتاب الذي كان متداولا لدى جماعة الغنوصيين في القرن الثالث الذي يورد خبر رقادها وصعودها وهو من جملة كتب الابوكريفا التي تحمل سيرة مريم العذراء والتي أخذت عنها الكنيسة فهكذا بدأت الكنيسة تتداول هذه الرواية في السنين الأولى بتحفظ شديد ما بين القبول والرفض حتى القرن السادس [read]ولكن بسبب ظهور البدعة النسطورية تقبلت الكنيسة كل ما يختص بتمجيد العذراء وكرامتها من التراث التقليدي المتوارث ،[/read] لذا قام كثيرا من الآباء بتثبيت هذه الرواية في كتاباتهم وعظاتهم ومن أبرزهم القديس مودستيوس الاورشليمي واندراوس الكريتي وفي أواخر القرن السادس كتب القديس غريغوريوس الكبير كتابه في اللاسرار نقرأ فيع عن رقاد مريم وصعودها وفي أواخر القرن السادس أيضا كتب القديس غريغوريوس أسقف تور كتاب بعنوان بمجد الشهداء وقال فيه : " 00 أن الرب رفع جسد البتول ونقلها بين السحب إلى السماء " وأيضا هناك عظات شهيرة تشهد لهذا العيد ألقاها القديس جرمانوس بطريرك القسطنطينية والقديس يوحنا الدمشقي كما تكلم عنه يوحنا التسالونيكي في نصف الأول من القرن السابع والقديس انسلم تكلم أيضا عنه 0
هكذا تكون بداية القرن السابع ونهاية القرن السادس ا1 وضحت فكرة انتقال العذراء إلى السماء 0 أما في القرون الأربعة الأولى فليس من شهادة تتكلم على انتقال العذراء سوى فقرة من كتاب الأسماء الإلهية المنسوب إلى ديونيسيوس الاريوباجي وقد وجدت أيضا في تاريخ يوسابيوس القيصري آية تقول : " انه في السنة 48 من الميلاد أخذت مريم شخصيا إلى السماء بحسب ما وجد مدونا عن أشخاص شهدوا أن ذلك أعلن لهم شخصيا ى" وهناك عظة منسوبة إلى المغبوط اوغسطين لكن البعض يقول أنها تعود إلى القديس جيروم 0

[read]أما السبب قلة المعلومات والاهتمام بانتقال مريم إلى السماء وظهوره ( عيد الرقاد ) إلا في القرن السادس وليس قبله يعود إلى أن الكنيسة كانت تخشى من أن التفريط بتكريم العذراء يؤدي بالمؤمنين إلى التفريط في عبادة الأصنام شأن الوثنيين الذين عبدوا كثيرا من والدات الآلهة الكاذبة لذا لم تكثر الكنيسة من التكريم حتى لا يعبدوها المسيحيون لان العبادة لا تجب إلا لله وحده فقط وهناك سبب أخر يعود إلى الاضطهادات التي عانت منها الكنيسة إذ لم تمارس كل طقوسها وعبادتها إلا بعد انتهاء الاضطهادات العشر الكبرى 0[/read]
إذا الاعتقاد بانتقال مريم العذراء إلى السماء قديم جدا يعود إلى أيام الرسل لولا ذلك لما كانت الكنيسة جمعاء تحتفل به 0 اول من حدد هذا العيد في 15 آب وأمر أن يحتفل به في كل المشرق بمزيد الحفاوة والتكريم الإمبراطور موريتيوس سنة ( 600 ) وفي السنة نفسها اصدر البابا غريغوريوس الكبير أمرا بالاحتفال بالعيد وكان يحتفل به في الغرب قبل هذا التاريخ في ( 18 كانون الثاني ) أيضا البابا ثاوذورس الأول أدخله إلى روزنامة الكنيسة في روما وفي القرن السابع أضاف البابا سرجيوس زياحا ليزيد من العيد رونقا وبهاء 0 وفي القرن التاسع جعله البابا لاون الرابع من الأعياد التي يحتفل بها ثمانية أيام ويكون هناك أيضا ووداع للعيد ثم أضاف ( سهرانية رهبانية ) وصياما مدته أربعة عشر يوما ( 1 15 ) كرس الإمبراطور اندونيكوس كل شهر آب لتمجيد والدة الإله وإكرامها وكان ذلك في السنة ( 1297 ) [read][read]لذلك تدعو كنيستي هذا الشهر ( آب ) شهر مريم العذراء والدة [/read]الإله الكلية القداسة ، عيد الرقاد ، ذكرا لها وهذا هو الدافع الرئيسي الذي جعل لشهر آب طابعا مريميا 0 الأيام الأولى ( 14 يوما ) ما هي إلا تقدمة للعيد والأيام التالية حتى للوداع ما هي إلا امتداد لهذا العيد العظيم 0[/read]

لاهوت العيد :
يشير عيد رقاد ( اختيرت كلمة " رقاد " إشارة إلى وفاة مريم العجيبة المجيدة لان وفاة أم ابن الله لا يمكن أن تكون وفاة عادية مثل وفاة سائر الناس ) إلى حدثين يصعب فصلهما في إيمان الكنيسة : موت العذراء وثانيهما قيامتها وصعودها إلى السماء غير أن إعلان مريم والدة الاله في مجمع افسس (431 ) مهد الطريق لتفهم وفاتها مع العلم أن كنيسة أورشليم أقامت عيد ذكرى السيدة مريم نحو (425 ) قبل بت المجمع افسس فمن الأكيد إذا أنه كانت ترى مريم في المجد السماوي 0
لذا فهمت الكنيسة منذ مجمع افسس أن بين الأم والابن وحدة مطلقة بينهم مع أن مريم هي في الأرض وفي الزمان في حبين أن المسيح هو في السماء وفي الأبدية إذا تؤمن الكنيسة بأنه لا بد لابن الله الذي اتخذ طبيعته البشرية في حشا البتول أن يدخل خادمة التجسد أمه في مجده 0 لقد تجسد ابن الله من والدة الإله واصبح ابنا للإنسان قابلا للموت 0 أما مريم فصارت أما لابن الله.
وحصلت على المجد وعلى هذا الأساس لم تنل مريم العذراء فساد القبر والموت وهكذا لم يستطع أي شيء أن يفصل بين الأم والابن حتى في الجسد 0
انتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها هو نتيجة لعمل الروح القدس فيها فهو الذي حل عليها وأحيا جسدها لتصير أما لابن الله هو نفسه يكمل عمله فيها فهو الذي حل عليها وأحيا جسدها لتصير أما لابن الله هو نفسه يكمل عمله فيها ويحي جسدها المائت وينقله إلى المجد 0
الروح القدس هو قدرة الله المحيية التي لا يوقفها أي شدة بهذه القدرة كان يسوع يشفي المرضى ويخرج الشياطين ويقيم الموتى وبهذه القدرة أيضا قام هو نفسه من الموت وبهذه القدرة سيقيم الأموات ولان مريم العذراء كانت بكلية مستسلمة استسلاما كاملة لعمل الروح القدس 0
آمن المسيحيون الأوائل أنها حصلت حالا بعد موتها على قيامة الجسد التي هي مصير كل المؤمنين في نهاية الزمن 0
[read]
أن صعود مريم العذراء إلى السماء هو تكريم مباشرة للبشرية كلها التي صار لها مثل هذا الاستحقاق بان يكون جسدها وهو مثيل لأجسادنا ، هذه الكرامة والمجد المسبق عربون وبرهان لقيامة عتيدة أن تجوزها أجسادنا جميعا حينما ننال تغييرا مماثلا برحمة الله ونعمته لنكون على صورة جسد تواضع الرب القائم من الأموات 0



[/read]
كل مؤمن سيخلص بالجسد وسيضمه الرب إليه ويرفعه من وهدة الهلاك والفساد ، هكذا يعوضنا الرب يوم الافتقاد عوض أنين ودموع وعوض مرارة التوبة وأحزانها أن يرفعنا إليه بروح نعمته وبقوة قيامته أن نشترك في ملكوته 0  
بقلم الاب باسيليوس محفوض

السراج الارثوذكسي

عيد رقاد العذراء.. صوم السيدة

في ميلادك حفظت البتولية وصنتها وفي رقادك ما أهملت العالم وتركته يا والدة الاله فإنك انتقلت الى الحياة يا أم الحياة الدائمة فبشفاعاتك أنقذي من الموت نفوسنا
أيتها الفئق قدسها يا والدة الإله خلصينا

fredag 30 juli 2010

لتنمية قدراته الذهنية .. اختاري ألوان غرفة طفلك بعناية

عالم طفلك مليء بالأسرار ، لذا عليكِ التعمق فيه أكثر ، فهل تعرفين عزيزتي الأم أن اختيار لون غرفة النوم الخاصة بطفلك يؤثر على قدراته الذهنية ؟

إنها حقيقة تقرها خبيرة الديكور اليونانية اجيليكي كوكونيس ، المتخصصة في غرف الأطفال، مؤكدة بحسب مجلة " حريتي" أن غرفة الطفل المريحة والملائمة تساعد الطفل علي النوم الهادئ المتواصل وهو المطلوب لإتمام عملية النمو بشكل صحي وسليم، مما يؤدي بدوره لتنمية قدراته الذهنية والعقلية والبدنية بشكل أسرع من أطفال آخرين.

موضحة أن الأطفال الذين لم تتوافر لهم عوامل النوم المتواصل العميق ولا يحصلون علي ساعات نوم كافية ومتواصلة، يعانون عادة من أمراض كثيرة وربما يؤثر ذلك علي قدراتهم الذهنية والابداعية.

تنصحك أيضاً خبيرة الديكور بمراعاة الآتي عند اختيار غرفة نوم طفلك:

* اختيار ألوان هادئة لدهان الحوائظ لأنها تساعد الطفل علي النوم السريع والعميق.

ضرورة أن تحتوي الغرفة علي نافذة تدخل الضوء الطبيعي والشمس للحجرة مع الحرص علي وجود ستائر للحماية من ضوئها المباشر.

* علي الأم التأكد من أن أثاث غرفة الطفل مصنوع من مواد طبيعية صديقة للبيئة، حتي لا تؤثر بالسلب علي صحته.

* يجب مراعاة بساطة التصميم وتناسب حجم الاثاث مع مساحة الغرفة. لأن ذلك بعكس بشكل مباشر علي راحة الطفل النفسية وهو ما يدخله في مرحلة نوم عميق بدون أرق.

* الحرص علي أن تكون درجة حرارة الغرفة مناسبة حسب الفصول حتي لا يستغرق الطفل وقتا للدخول في عملية النوم.

* إضافة ألعاب ورسومات تحمل معاني وقيما للطفل وعلي الأم اختيار ألعاب من مواد غير ضارة أو قابلة للكسر حتي لا تصيب الطفل بأذي أو جروح.

نقلا عن محيط

torsdag 22 juli 2010

لاهوت الزواج الزواج عند الذهبي الفم

لاهوت الزواج
الزواج عند الذهبي الفم


1. غاية الزواج.
2. علاقة الرجل بالمرأة.
3. رجل وامرأة تفوق طبع أم طباع.
اتضح سابقاً أن الفريد والمميز في فكر أبينا فم الذهب هو نظرته للنسك بمنظار اسختولوجي، عندها يغدو النسك فناً ليس رهبانياً بالحصر وإنما فضيلة اجتماعية.
لهذا فأية دراسة حول الزواج في كتابات أبينا القديس ستقدّم الكثير والمفيد لمجتمعنا المعاصر وإذا كانت النظرة إلى النسك كفنّ اجتماعي تبدو "غريبة" في مجتمعنا، فهذا يعود بالتحديد إلى أنَّ هذا المجتمع متأثر غالباً باللاهوت الغربي ومعتقداته. بعد دراسة الزواج عند الأب القديس سوف نتابع عرض الأبعاد الاسختولوجيّة لمفهومه للعائلة، أي في التربية أيضاً وفي العمل وفي الدولة وعلاقة المؤمن بها وسائر الأطر الاجتماعيّة الأخرى.
في نصوص وكتابات الآباء الشرقيين الأرثوذكسيين، وفي العمق الاسختولوجي ينتقل مركز الأهميّة من "العزوبية" إلى "النسك" في حالات البتوليّة، أي إلى الطريق الضيق المؤدّي إلى الحياة. هذا ما نراه مثلاً عند قديسين كـ أثناسيوس الكبير وغريغوريوس النيصصي ويوحنا الذهبي الفم. هكذا وبفضل هذه النظرة الاسختولوجيّة تصبح النهاية الواحدة للطريق الضيق وغايتها المشتركة بتعدد الأساليب فيها. في هذا تمايزت المسيحيّة منذ فجر نشأتها عن الغنوسية. وانطلاقاً من هذا الأساس السليم نجد أنه عبر تاريخ أدبنا المسيحي شدّد آباؤنا على مزايا الرهبنة وفضائلها كما شدّدوا على مزايا الزواج. فالزواج والبتولية هما وجهان لطريق واحد، الطريق الضيّقة المؤدية إلى الحياة. وكلاهما يحققان عفة الروح. لدينا مثال هو طرفا ثابور في تجلي المسيح. لقد كان موسى الذي تزوج وإيليا الذي تبتّل، حول المسيح في المجد ذاته. فلم يمنع الزواج ما حققته البتولية. في كنيستنا الشرقية سُمِحَ دائماً للاكليروس بالزواج، على عكس الكنيسة الغربية، وهذا دليل على أن هذه الطريقة ليست أدنى بل هي الوجه الآخر. في المجتمع المسكوني الأول طُرحتْ مسألة الاكليروس المتزوج، والذي دافع عن ذلك كان الراهب المتشدد "παφνουτιος". إن مباركة المسيح، كما يقول طقس الزواج في الكنيسة الأرثوذكسية، للزواج في عرس قانا الجليل هو بركة دائمة. على عكس الآباء والكتّاب الغربيون مثل كبريانوس وأمبروسيوس وايرونيموس وأفغوسطينوس حيث ظهر الميل الشديد إلى البتولية مع الانتقاص من قيمة الزواج بشكل ملاحظ وشديد. من هذه المصادر المتطرّفة الأخيرة، وللأسف، تنهل أغلب الدراسات الغربية الانثروبولوجية اليوم، وكنتيجة حتميّة، لذلك يلغى فيها التوازن الأخلاقي الموجود بين الزواج والبتولية، الذي نراه عند آبائنا الشرقيين، وهكذا يتحورّ المفهوم المسيحي الحقيقي وتفسد روح الكتاب عينه كما يخان الفهم الآبائي الصحيح.

هدف الزواج:
1. الكمال الروحي: من الواضح بأن الزواج لا يشكل حجة للكسل والتهاون في سبيل الهدف المشترك لكل المسيحيين أو هروباً من الجهاد المطلوب من الجميع، رغم ذلك بسبب التمييز "الدنيوي الفاسد" و "العالمي" يقطع الزواج عن هدفه الاسختولوجي فينقل هدفه، للأسف، من ملكوت الله إلى "المجتمع"، لهذا السبب، وفي مثل هذه الحالة، يتحوّل الزواج إلى "عائق" في طريق الكمال الروحي الواحد لكلّ المسيحيين. القاعدة الأساسية في فكر أبينا القديس هي أنّ "الحكمة" في الزواج هي بالذات "الفلسفة المسيحية" التي في الرهبنة. إن كان الزواج شكلاً جاء بعد السقوط، فأن تفوّق الرهبنة لا يعود إلى نسبها الفردوسي الذي قبل السقوط، وإنمّا في كون الرهبنة طريقاً أسهل وأسرع للعودة بالأحرى، للصعود إلى ملكوت الله. التمييز يجب ألا يتوضع بين الزواج والبتولية، ولكن في درجة الحياة الروحية أينما كانت في الشكلين. ما يميّز إنساناً عن آخر هو الخلق وليس الزواج أو عدمه.
على الرغم من كل ذلك، فإن هذه النظرة الاسختولوجية غابت عن إدراك العديد من الباحثين، الذين اتهموا أبانا باطلاً وأعادوا إليه مسؤولية مفاهيم خاطئة. زعم هؤلاء أن أبانا القديس ينظر إلى الزواج كما إلى شيء "أدنى" خلقياً من الرهبنة. وأضافوا على ذلك ظنونهم أن هذه النظرة الدنيا للزواج تعود لتأثير الغنوسية على فكر القديس فم الذهب من جهة، وإلى ترمّل أمّه المبّكر والطويل من جهة أخرى، أضف لذلك مثلاّ تجارب صديقه ثيودورس، وأيضاً ميله الشخصي للرهبنة، وبالنهاية وختاماً طبعه القاسي المتشائم.
إن إعادة أصول الزواج إلى حياة الفردوس قبل السقوط يدّل على أنه كان من أجل غاية تلك الحياة أي الكمال الروحي. الكتاب يوضح أن الله بعد أن خلق الإنسان نظر إلى آدم وقال: "لا يحسن أن يكون الإنسان لوحده، فأصنع له عوناً بإزائه" (تك2: 18)، وهناك أمر الله آدم وحواء: "أكثرا وأنميا وأملأا الأرض"
أيّ أسلوب مُدخَل بعد السقوط، هو الزواج، بلا شكّ حسن وخير وهو من حكمة الله وتدبيره، وله بالنهاية هدف تربوي روحي وغايته شفاء الإنسان الساقط ومداواته، ذلك لأن كل هذه التدابير هي من "العناية الإلهية المحبة للبشر"، وتقصد بالنهاية اسختولوجيا إلى تحقيق "التدبير" الإلهي للإنسان، أي تألهه وخلاصه.
في العهد القديم كان الزواج دائماً غاية دينية، فلم يكن اختيار المرأة يتم بحسب الرغبات، بل حسب مصلحة الجماعة. المصلحة الدينية فوق المصلحة الفردية. لأن الزواج ينخرط في مسألة الخلاص عموماً وليس مسألة فردية. قصص الزواج التي يوردها طقس السرّ، توضح بعض الأمثلة. مرات عديدة تُختار الزوجة دون أن يعرفها مسبقاً الرجل. يكفي له أن يعرف أنه يحيا معه ما تريده له جماعته. يعقوب تزوج كما أمرته أمه من قبيلتها وبني دينها ودفع ثمن ذلك الكثير. غاية الزواج إذن هي أبعد من حدود اجتماعية، إنه مسألة خلاصية في سبيل الكمال الروحي.

2. الشهوة- الجنس: بعد السقوط غدا الزواج "أمراً مفيداً جداً وضرورياً" بعد أن كان غير ضروري في البداية، كما يشرح فم الذهب، وقبل السقوط، كانت المحبة للآخر والتعايش المتوافق مع القريب هما الجوّ العام السائد، أمّا بعد السقوط، عندما دخلت الخطيئة، فقد هوى الإنسان من علاقاته الشخصية المحبّة للآخر إلى مستوى الفرديّة والأنانية، وانطوى من الشخص إلى الفرد، هكذا كأناني انطوى على حبّ ذاته بدل حبّ الآخر. فتمزّقت روابط الوحدة وتضعضعت أواصر المحبة. عندها أسرع الرّب المحب للبشر وأدخل الشهوة ليحافظ على التلاحم والوحدة بين البشر، وهكذا أعاد روابط الوحدة بين الذين سبق وتفرّقوا. فالجدّان الأولان، قبل السقوط، كانت أواصر المحبة بينهما قوّية لدرجة أنهما كانا كـ"واحد"، هكذا ظهر الله في الفردوس بحسب النص الكتابي"يكلمّ الاثنين كأنه يكلمّ واحداً"، عناية الله المُحبة أوجدت تلك الحياة المشتركة الأولى ذات أواصر محبة قوية جداً، حتى أنه لم يكن لدى المرأة حبّ أعظم من حبها لشريكها، ولم يكن للرجل حبّ أعظم من حبّه لشريكته. ولكن عندما غلب حبّ الذات وسيطرت الأنانية، صارت الشهوة عاملاً إيجابياً، بالذات لأنه ينظر إليها كواسطة تُعيد إصلاح تلك الوحدة القديمة. هذه الوحدة يحققها الزواج بالفعل عندما يُلغى منه كلّ ما هو خاص وذاتي وأناني ولا يعد ما "لي" وما "لك". بالتالي ضمن النظرة الاسختولوجيّة، الشهوة هي حسنة كدواء هادف وشاف يؤول إلى رباط للمحبة وبالتالي يساعد ويقود في درب الكمال الروحي. فمن ناحية أخرى مفهوم "المثال" كلّه يتلخّص في المحبة. إن المحبة في الزواج تأتي من الطهارة. كما أن الزنى هو دليل نقص المحبة. إن المحبة الزوجية ستقود حتماً إلى العفة في الزواج وإلى بلوغ ما تحققه البتولية.
وبعد السقوط أصبح الزواج بلسماً يداوي "ضعف الجسد" ويصير بالتالي واسطة "للعفة" والجهل. بالتالي من الواضح أن "الزواج كريم". التركيز على المقصد الاسختولوجي في كل نظرة مسيحية من جهة. ومفهوم الحياة الروحية الأخلاقية للمسيحي "كتداوي"، يعطيان لفم الذهب ولكنيستنا الشرقية المستقيمة الرأي والحياة عامة، الإمكانية أن يحثا على الرهبنة وفي الحين ذاته أن يباركا الزواج، الذهبي الفم يسمح "تنازلا" بالزواج الثاني أيضاً، وذلك ضمن نفس النظرة السابقة "كتداوي" كسماح يداوي الانحرافات والزنى وليس كوصيّة. الزيجات التي يسمح بولس الرسول، وأيضاً بعده أباء منهم فم الذهب، هي "تنازلات" مقبولة دون أن تعني أنها مُثل "ممدوحة"، لا دينونة فيها من ناحية "لكن ليست جديرة بالمدح والثناء" من ناحية أخرى.
"والتنازل إلى هذا المقدار ليس إلا دلالة على وجود ضعف شديد يفرضه". على كلّ قديسنا يفسّر "التقديس"، الذي بدونه لا يستطيع أحد أن يرى الرّب، "بالنسك والجهاد الروحي". لهذا نراه ينصح أن كان أحد غير متزوج فليحاول أن يبقى بتولاً أو أن يتزوج. وإن كان متزوجاً فليحاول ألاّ يزني البتة. فالقداسة بالنسبة لفم الذهب ليست حصراً في الحياة الزوجية ولا في الحياة الرهبانية، إنما هي ثمرة الجهاد الروحي الممكن عند المتزوجين والرهبان على السواء. إن كانت القداسة تفسّر بالجهاد الروحي والنسك فإن المقارنة بين المتبتلين والمتزوجين يجب ألاَّ تنحصر في العذرية والعفة فقط وإنما أن تشمل مجمل الفضائل الأخرى كلها. النظرة الاسختولوجية والحقيقية لا تقدّر الإنسان ولا تكرّمه حصراً بسبب الحياة التي يختارها، أتزوّجا كانت أم ترهبّا، وإنما مقياسها الذي لا يخطئ هو "مستوى الحياة الروحية"، أي الحياة بحسب الفضائل المسيحيّة، القداسة الحاصلة بالنسك.
براهين: لهذا السبب الزواج ليس على الإطلاق مانعاً للفضائل المسيحية. وليبرهن على صحة رأيه هذا يلجأ إلى رجال الكتاب المقدس أمثال "أنوخ" ،"أكيلا" و "برسكيللا" الذين لمعوا في الفضائل المسيحية وهم متزوجون.

الحفاظ على الجنس البشري:
بالطبع، بعد السقوط، وإدخال الموت، الزواج يخدم استمرار النسل البشري. اقليمس الاسكندري وآباء كثيرون آخرون يربطون هدف الزواج بواقع الموت والإنجاب. الولادة، عند بعض الآباء مثل اقليمس السابق ذكره، هي "خلق"، أي بالتالي هي من صورة الله التي بالإنسان. آباء مدافعون مثل ايوستينوس وأثيناغوراس يحدّدون الهدف الأول للزواج والشهوة الجسدية بالإنجاب، الذي يرونه كمحلّ لمشكلة الموت. الإيمان بأن هدف الزواج هو إنجاب الأولاد نجده ونصادفه عند أغلب آباء اللاتين (الذين كتبوا بالغة اللاتينية وليس اليونانية) مثل أمبرسيوس وأفغوسطينوس. لكن أبانا فم الذهب له في هذا الموضوع موقف مميّز ومتمايز فضلاً عن نظرته العميقة الاسختولوجيّة لكل الحياة المسيحية. كنه الزواج وهدفه الأساسي مرتبط بموضوع السقوط ليس من حيث الإنجاب والحفاظ على النسل بقدر ما هو بالحقيقة واسطة كمال خلقي ونمو روحي للبشر. فهو دواء ليس للموت وإنما للسقوط الروحي. الأب القديس يقول أن الإنجاب يعود لقوة الله ومشيئته بالذات ولكلمته "أكثروا وانموا". رأيه هذا يسنده إلى الكتاب المقدس عينه الذي يذكر متزوجين لم ينجبوا ولم يصيروا آباء، بينما ولادات كثيرة، كما هي ولادة اسحق، تمت فقط بقوة الكلمة الإلهية وليس بقدرة الجسد. لو لم يخطئ الإنسان في الفردوس ما كان سيصعب على الله أن يكثر البشر بأسلوب ما، وهذا ما تؤكده ولادة آدم وحواء. فلا البتولية تهدّد استمرار الجنس البشري ولا الزواج يضمنه. فلو أنَ الخطيئة لم تدخل "ما كان سيصعب على الله أن يجد الطريقة، التي كان سيتكاثر بها الجنس البشري".

تعدد الزوجات:
في العهد القديم كان هناك تعدد زوجات بسبب الحاجة إلى عائلة قوية، ولأن الخصوبة كانت الغاية. (قضاة 8، 30؛ ملوك 10: 1). وهناك زواج مع إماء. ولكن هناك دائماً تعلّق بامرأة واحدة (اسحق، يوسف...). وكتاب نشيد الأنشاد وإن كان يتكلم عن النفس البشرية والله إلا أنه يوضح التعابير التي كانت مستخدمة في ذلك الزمان ومفاهيم الزواج فيه، حتى صار مفهوم الزوجة الواحدة هو السائد في العهد الجديد.
الزواج والشهوة أُدخلا بعد السقوط حصراً لأسباب روحيّة ونسكيّة، أي للحياة بالمسيح وللكمال الروحي للبشر. إيمانه هذا يبرهنه ليس فقط من الحياة الإنسانيّة الأولى الفردوسيّة، وإنما من قيامة المسيح، التي هي وحي للحالة الاسختولوجيّة المرجوّة. و يرى قديسنا أنه قبل قيامة المسيح ساد الخوف من الموت وتسلط هذا الأخير على حياة البشر، عندها كان الإنجاب أشهى ما لدى البشر لأنّه كان استمرار حياتهم "وعزاءهم ضد الموت" والجميع بنو رجاءهم على ذلك، بأن يتركوا "ورثة" و"ذكرى" و "باقي" لهم. بالإنجاب تستمر حياتهم. وانطلاقاً من هذا الاعتقاد توصّلوا إلى السماح بتعدّد الزوجات. لأن الناس لم يكونوا قد آمنوا فعلاً بحياة القيامة، ولم تكن لديهم بعد فكرة أكيدة وواضحة عنها، وهذا ما تؤكده حوادث جرت مع أناس لمعوا بالفضائل، كأيوب مثلاً. أمّا الآن فبعد أن لمعت شمس القيامة، صار هذا الرّجاء "غير ضروري". قديسنا يضيف أيضاً أنّه بعد أن امتلأت الأرض اليوم بالبشر، أصبحت الحاجة الآن أن نشتهي "الولادة الروحية" أكثر من "الإنجاب الطبيعي"، وبالنهاية يقول أنَ "علة الزواج واحدة وهي أن نتجنب الزنى". أي الزواج هو دواء بالأساس لشهوة الجسد. في نصوص أخرى نراه يقول أنَ الزواج أُدخل لكي "نتعقل ونتعفف" ولكي نصير آباء، لكنه يختم بقوله "أمّا العلة الأولى والسبب الأساسي بين السابقين هو أن نتعقل ونتعفف".
هكذا إن كان من الحياة البشريّة الأولى أو من قيامة المسيح يعَالج الزواج كموضوع روحي، كتداوي وواسطة للكمال الروحي. بالطبع هذا الموقف لا يشكّل إنقاصاً من أهمية العائلة والأولاد، بالطبع إذا كان فكر القديس بحسب العهد الجديد لا يشدد على الإنجاب كغاية في الزواج، وإنما كثمرة، ذلك لا يعني أن الإنجاب غير مطلوب. لأن الكمال الروحي سيتم عبر(Ατόκων- εκκια) البيت- الكنيسة الصغيرة. الزواج هو "سر المحبة" كما يسميه فم الذهب. والمحبة في العائلة تكتمل أكثر عند محبة الزوجين.
لكن من الواضح أنّه عندما لا يساهم إنجاب الأولاد في تشديد أواصر المحبة والوحدة ولا تكون خلقاً روحياً وليس فقط إنجاباً طبيعياً، عندها تستحق الرثاء لا المدح. ومن جهة أخرى، عندما شدّد قديسنا على أنّ الإنجاب ليس هدفاً أوّلاً للزواج، أراد بذلك أن يخلص البتوليّة من عيب العقر.
أوّل ما نستخلصه إذن من تعاليم القديس الذهبي الفم أن الزواج هو علاج للشفاء الروحي وواسطة للكمال والقداسة وهدفه المحبة أوّلاً والتعقل والتعفف. وإن كان يتكلم بالأكثر عن فائدة الزواج كواسطة للتعقل وتجنب للزنى فهذا لا يعود إلى أنّ ذلك هو الهدف الأوّل والغاية الأساسية، وإنما نزولاً إلى حاجات سامعيه. القديس فم الذهب يبقى أبداً أميناً على وصية بولس الرسول (1كور 7: 5)، حيث يتضح أن هدف العفة هو المحبة. الاستنتاج الثاني هو أنّ الإنجاب ليس الهدف الأساسي في الزواج وإنما هو واسطة للكمال الروحي. القديس يطلب الإنجاب لكن دون أن يحتل المكانة الأولى في أهداف الزواج. هذه النظرة العميقة تعود إلى حجر الأساس في تعليم قدّيسنا، وهو أنّه لا ينطلق في نظرته للإنسان من فلسفة فيزيولوجية وإنما من الإيمان بأن الإنسان هو كائن سيسكن السماء، وعندها يغدو الزواج "سراً". هذه النظرة السامية للزواج هي ردّ مباشر على الغنوسية من جهة، وعلى المفكرين واللاهوتيين الغربيين من جهة أخرى. فالزواج هو عناية إلهية من ضمن التدبير الإلهي المحب للبشر. إنَّ كلِّ مواقف الأب السلمية والفريدة بوضوحها وجمالها هي السبب الذي جعل نصوصه الحجر الأساس الأوّل لأغلب الدراسات والمواضيع المختصة بالزواج، الجميع لا ينهلون منه عظاته وحسب، وإنمّا يعتمدون بالأساس على كلماته. هذا ما قام به مثلاً "مايندورف".

الزواج والبتولية:هناك مفارقة في البتولية المسيحية، فبينما العهد القديم يرى أنه ليس حسناً أن يبقى الإنسان وحده نرى يسوع يتكلم عمن سيخصون أنفسهم من أجل ملكوت الله (متى19، 11-12) وبولس يشجع على الاقتداء به (1كو 7: 8؛ 25: 28).
دعوة العهد الجديد للبتولية ليست احتقاراً للزواج، بل لجعل الحياة من الآن في ملء سر العرس السماوي. وبولس بالذات منذ شعوره أن صور، هذا الدهر تنطوي وتسير نحو نهايتها (1كور7، 31)، يتمنى على الذين لهم نساء أن يحيوا كالذين لا نساء لهم (1كور7: 29).

الرجل والمرأة:
ترتيب، محبة مخلِّصة وطاعة مخلِّصة:موضوع العلاقات بين كلّ من الزوجين له أهمية في موضوع هدف الزواج وغايته. المثال الأول للحياة الزوجية وطبيعتها ليس إلا ذلك المعطى من بولس الرسول، أي علاقة المسيح بالكنيسة. بالطبع من البديهي أن تكون هذه العلاقة ذات مفهوم اسختولوجي، أي أنها علاقة خلاصية، أي علاقة المحبة المخلّصة بالطاعة المخلّصة. حيث كلّ من المحبة والطاعة تصيران الواحدة هديّة وثمنا للأخرى، ولكليهما الهدف نفسه والغاية المنشودة عينها. إنها بكلام آخر علاقة الجسم بالرأس. فإن كان يتوجب على المرأة الطاعة فهذا لا يعني أن حقوق الرجل أولاً هي الرئاسة والسيادة، وإنما، بالجوهر، واجبه هو المحبة. فالطاعة إذن لا تتماشى ولا تترافق مع الرئاسة وإنما مع المحبة. الرئاسة في النهاية هي مكافأة المحبة، فمن يُحمّل بالأحمال الأثقل، أي بالمحبة تُهدى له الرئاسة. إن نظرة الذهبي الفم الاسختولوجية تعكس العثرة الاجتماعية العامة، عثرة رسالة العرس، أي أفسس (5، 22-23)، فالقديس هنا يشدّد على أن الثقل الملقى في هذا المقطع، ثقل الواجبات، ليس هو طاعة المرأة وإنما المحبة التي يصفها بولس ويحمّلها على عاتق الرجل. هكذا يقول أبونا القديس، يطلب بولس من الرجل محبة كمحبة المسيح لكنيسته، أي أن يعتني ، أن يحبّ، أن يهتم وأن يضحي بنفسه من أجل امرأته. هذه المحبة يمكن أن نفهمها كتصوّر في الفضيلة.
بكلام آخر، إن طاعة المرأة تزيد من محبة رجلها لها وتجعل تضحيته، هذه التي يصفها بولس، ممكنة. أو بشكل عكسي إن محبة الرجل، هذه السابق وصفها، تجعل طاعة المرأة خفيفة وجميلة. فالطاعة هي الدواء اللازم لمنع الرّياء الذي يمكن أن يهدّد محبة الرجل هذه. أمّا المحبة فهي المضاد الذي يمنع التسلط الذي يمكن أن يهدّد الطاعة. فأبونا القديس، كما يعبّر عن أخلاقياتنا المسيحية اسخاتولوجياً، يفترض طاعة المرأة لرجلها وطاعة الرجل لله ومحبة الرجل لامرأته، فإن وحدة الزوجين تتم بوساطة المحبة في الطاعة وبالطاعة في المحبة.
واعترافاً برئاسة الرجل بأنها العناية، وبالمحبة المخلصة، يقبل قديسنا مع بولس الرسول أن تنعكس الرئاسة إذا انعكست أسبابها وامتيازاتها. بما أن الطاعة دخلت بعد السقوط وبعد اضطراب العلاقة بين الزوجين وبعد تزعزع أواصر المحبة ودخول الخطيئة ولم تكن منذ البداية، إذن له هدف اسختولوجي. هكذا بما أن المرأة هي أوّل من عصى وضلّ، لهذا منذ ذلك الوقت هي من يخضع ويسمع.
أضف إلى ذلك أنه بعد السقوط، وبعد غياب المحبة الكافية، صار التساوي سبباً للاختلاف والتعارك، لهذا أُدخلت الطاعة اسختولوجياً. وجوهرياً، أن الرئاسة لا ترتبط بالجنس المحدّد أي بالرجل، ولكن بذلك الذي لا يضل ويطيع الله ويحفظ الإيمان، بينما العبودية كدواء جاءت بعد السقوط، فإنه من الممكن أن تخلّص المرأة الرجل كما يذكر بولس ذاته (1كو7، 16): وما أدرَاكِ أيتّها المرأة "لربّما تخلّصين الرجل"، أي يتبادل هنا الجنسان الرئاسة.
لهذا إن زنى الرجل المتزوج يدان أكثر من زنى غير المتزوج وندعوه فجوراً لأن هذا الأمر لا يشكل فقط تدنيساً للجسد، وإنما استغلالاً لجسد لا نملكه وإنما هو ملك للآخر أي بشكل آخر سرقة واقتناص واختلاس. هذا الفجور هو أبشع من الزنى العادي لأنه لا يلغي فقط العفة وإنما أيضاً يقتل المحبة. إذ أن شرط وجود المحبة هو تقديم الطاعة والعكس بالعكس، شرط تقديم الطاعة تواجد المحبة. هذا لا يعني أنه في حال غياب أحد الشرطين أن تتزعزع العلاقة وتنفك الروابط، لأن كلا المحبة والطاعة يربطهما القديس اسختولوجياً، ليس فقط بالعلاقة المتبادلة بين الزوجين وغير الأكيدة بشكل عام، إنما بالعلاقة اسختولوجيا مع الله والأكيدة دائماً. هكذا في حال اضطراب هذه العلاقة المتبادلة ينصح الأب بأن تُقَّدم المحبة أو الطاعة من الطرفين لله. هكذا نظرة الأب العميقة اسختولوجية، وهي لا تشرح لنا فقط معنى الرئاسة والطاعة، وإنما أيضاً تربط كليهما برابط أقوى من الروابط الاجتماعية ضمن الأطر الحياتية الحقوقية والواجبية، برابط هو بالرّب.
يرفض كل فكر عالمي يقدّم كرامة للرجل وبنفس الوقت يحقر المرأة. هذه الأفكار التي لا تنبع من الكتاب ومن فكرته الاسختولوجية وهذا هو الموجود في مجتمعاتنا حتى المتطورة منها، التمييز والفصل، أما التعليم الكتابي فهو أسلوب وحده. إن الفكر الكتابي هو حلّ عملي وفعلي للمشاكل العصرية حول حقوق وواجبات كل من الزوجين وكل المشاكل الراهنة الاجتماعية بما يختص بحقوق المرأة وعلاقة الجنسين. الذهبي الفم يشير إلى أن النساء يحملن بعض النواقص لكنه يصنفها في صنفين: فالنوعية الأولى تحتوي النواقص الاخلاقية، فمثلاً الزينة الزائدة، الخوف، وغير ذلك. ولكن هذه النواقص ليست في طبيعة المرأة، وإنما تدخل إليها من التربية.
ودليل ذلك أن هذه النواقص تتبدل من امرأة إلى أخرى، وأحياناً من المرأة إلى الرجل. فبرهان ذلك أنه يوجد رجال يخافون أو يحملون تلك النواقص السابق ذكرها.
بينما نرى نساء يتمتعن بالرجولة والوعي والبساطة، في هذه النواقص يلعب دوراً كبيراً إعجاب الرجال بها. والعكس ليس حالة نادرة حين نرى نساء سبقن الرجال في البساطة وشدّة الإيمان وشجاعة التقوى والمحبة الخالصة نحو المسيح.
لا يفتأ الذهبي الفم عن التشديد والتكرار لشروحاته، بأيّ نساء كنّ متصبرات في الجهاد الروحي والفضائل الكتابية والمسيحية. ويردّد الكثيرات منهن: سارة ورفقة وراحيل وسيفورة وحنة اللواتي صرن بإيمانهن وفضائلهن معلمات فعلاً للرجال. على كلٍّ، ينّوه الذهبي الفم أن بولس الرسول ذاته يعرف هذه الحالات ويعترف بها، وذلك عندما يذكر بريسكلاّ قبل رجلها أكيلا، وذلك لتقدّمها عليه بالتقوى والفضيلة.
إذن النساء متساويات فعلاً، ويمتلكن نفس القوى من الناحية الأخلاقية، ويستطعن على وجه السواء أن يسابقن الرجال في التضحية والتكريس للجهادات الروحية وأن ينجحن بذلك.
وفي الصف الثاني، أي النوعية الثانية، يصف كل النواقص الطبيعية كما هي، مثلاً الضعف الجسدي بمقارنة المرأة بالرجل. لكن نواقص كهذا هي امتيازات طبيعية جسدية لا قيمة للفرق بها اسخاتولوجياً أو أخلاقياً. وهذه الامتيازات التي يعطيها العالمَ المعلمن أهمية، هي بالواقع لا أهمية لها. فالقوة الجسدية حين توجد أو حين تغيب لا تزيد الإنسان كرامة ولا تنقصه منها. فعندما يجري الكلام عند آبائنا القديسين يجري الكلام بالأخص على طباع نسائية وعلى رجولة. وهذه الطباع ذات المعنى الأخلاقي تأتي من التربية وليس من الطبيعة. لهذا يشدّد فم الذهب أن بولس استطاع أن يقول: لا عبد ولا حرّ، لا رجل أيضاً ولا امرأة. لهذا يتابع أبونا ويقول: فلا الطبيعة ولا الضعف الجسدي يمنعان التقوى أو التقدّم بسرعة في طريق الكمال. فالمطلوب إذن أن نطرح عنا الطباع النسائية لتشتعل فينا الرغبة والهمّة، اليقظة والرجولة.
فعندما نفسّر القوة بالرجولة عندها تسقط التميزيات العالمية التي بحسبها تصير المرأة أدنى من الرجل. لكن الواقع أن هذا الطبع النسائي سمّي هكذا لأن الناس يربونه بالعموم في بناتهم. ونلاحظ أن هذه الاهتمامات المعاكسة للرجولة بشكل عام عند النساء. لكن هذا كما ذكرنا لا يعود إلى طبيعتهنّ ودليل ذلك أن مثل هذه التمييزات تلغى في الكنيسة لأن التربية هنا تختلف عن التربية العالمية. هذا الطبع هو طبع يختص بالنفس وليس بالجسد.

طقس الزواج:
قديماً لا توجد نصوص واضحة تشير إلى ذلك. لكن الإسرائيلي كان يعرف أن الله يقودهُ في اختياره زوجته (تكوين 24، 42-52)، وأن الله في العهد حدد شرعيَّة وناموس وقوانين هذا الزواج.
كتاب طوبيا، بعد السبي، يعطي روحانية أسمى عن الأسرة المهيَّئة بيد الله (3: 16)، بولس الرسول يعطي للزواج درجة سامية جداً حين يربطه مع علاقة المسيح بالكنيسة. والزواج في الكنيسة لا يعني أبداً مباركة ما هو طبيعي، لكن يعني إطلاق هذه الوحدة الجدّيدة في درب الملكوت.
إن سر الزواج كغيره من الأسرار لا يعمل في الإنسان بشكل عفوي، وإنما يشترط قبوله المعبَّر عنه بمساهمته في طلب نعمة السر.
سرّ الزواج يشدد على وجه الشهادة. الدورة حول المائدة وترانيمها "أيها الشهداء القديسون..." كلها موازية لما يتم بسرّ الكهنوت. والرابط بين السرّين هو سرّ المحبة كشهادة. المحب دائماً شهيد. المحبة دائماً تربح. إن وضع الإكليل يؤكد عن نظرة الكنيسة للعروسين كشهيّدين تكللهما. إن ذكر الشهداء الأربعين.. يؤكد أيضاً على درب المحبة والشهادة فيها. 

مطرنية حلب اللروم الارثوذكس

دير القدّيس يعقوب الفارسيّ المقطّع الارثوذكسي

دير القدّيس يعقوب الفارسيّ المقطّع


حول تاريخ الدير والرهبنة

    هو أحد الأديرة التابعة لأبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما في لبنان. يحتلّ الطرف الشماليّ من قرية ددّه في منطقة الكورة. وهو موقع استراتيجيّ على هضبة ارتفاعها مائتان وثلاثون متراً تشرف على بلدة القلمون الساحليّة. يقع على بعد سبعة كيلومترات من مدينة طرابلس، واثنين وثمانين كيلومتراً من بيروت. يقدَّر عمر الدير بأكثر من ثمانمائة سنة. تؤكّد التحقيقات التاريخيّة أنّ البناء لم يُشَد كلّه في عهد واحد، وهذا ما تشهد به حيطان البناء، القناطر المعقودة، السقف المعقود، سماكة الجدران...

    لا يوجد في الدير مستندات أو وثائق أو مخطوطات يمكن من خلالها تأريخ زمن نشوء الدير بشكل دقيق بسبب تعرّض الدير مرّات عديدة للحرائق ممّا أتلف الكثير من الإيقونات والكتب والمخطوطات التي كان من الممكن أن تؤرّخ زمن تأسيسه. وممّا زاد من غموض هذا التأريخ هو احتراق دار المطرانيّة كلّيّاً في طرابلس أثناء الحرب الأهليّة اللبنانيّة. ووفق ما جاء حوالي العام 1600 لدى الرحّالة الروسيّ بارسكي كانت مباني الدير تتحلّق حول الكنيسة وتضمّ اثنتي عشرة صومعة وقاعة طعام ومضافة للمسافرين وغيرها من الأبنية. 
مدخل الدير الخارجي - الطريق داخل حرم الدير

    في العام 1620 كان يعيش في الدير رئيسه زكريّا القبرصيّ الذي عيّنه البطريرك إغناطيوس الثالث (1619 – 1634) ومعه خمسة رهبان أو ستّة. كما أورد مؤرّخ الكرسيّ الإنطاكيّ الدكتور أسد رستم في كتابه "كنيسة مدينة الله إنطاكية العظمى" (الجزء الثالث. صفحة 50)، أنّه خلال جولة البطريرك مكاريوس الزعيم صيف 1648 جرى ما يلي: "وفي العشرين من الشهر نفسه قام إلى دير القدّيس يعقوب المقطّع، وقدّس في عيد دخول السيّدة إلى الهيكل"
    وقد وجدت رسالة رفعها مطران طرابلس صفرونيوس إلى بطريرك أنطاكية في29 نيسان من العام 1864 تفيد بأنّ الدير كان يسكنه رهبان في تلك الآونة أيضاً، وأنّ العسكر قد طلع إلى الدير وهجم على الرهبان بغية الحصول على ما هو قيّم، ولمّا رفض الرئيس تسليم ما قد ائتمنه عليه الله جرى ضربه ضرباً مبرّحاً كان من نتيجته أن فقد بصره وإحدى يديه.
الدير حاليًّا

    وممّا يؤكّد هذا القول أنّه عندما أتت الراهبات إلى الدير في العام 1956 أخبرهنّ أحد الأشخاص الذين عملوا في مزرعة الدير قصّة الدير التي تلقّاها عن والده والتي تفيد بأنّ رهباناً كانوا يقيمون فيه وأن رئيسهم كان أعمى.
    يوجد في الدير كتاب المواعظ الشريفة لأبينا الجليل في القدّيسين أثناسيوس بطريرك أورشليم المطبوع في حلب. على هامش الكتاب يوجد النصّ التالي الذي يرجع  في تاريخه إلى أوّل شهر آب 1712م
    " المجد لله دائماً، كيرلس برحمة الله تعالى البطريرك الأنطاكي وسائر المشرق هذه المواعظ الشريفة مواعظ القديس أثاناسيوس الكبير فهي (وقفاً مؤبداً وحبساً مخلّداً) على دير القديس
المعظم مار يعقوب المقطّع خارج مدينة طرابلس". ممّا يدل على أنّ الدير كان عامراً في تلك الآونة. للقدّيس يعقوب إكرام مميّز في الشرق إذ تكثر الكنائس على اسمه هنا وثمّة في لبنان والعراق وسوريا .... منها الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة والمارونيّة.

    كنيسة القدّيس يعقوب     ليس لها تاريخ محدّد. إيقونتي السيّد والسيّدة هما من رسم ميخائيل مهنا القدسي العام 1884. إيقونة مار ميخائيل من رسم ميلاد الشايب عام 1939، أمّا إيقونة مار يعقوب فرسم ميخائيل بوليخرونيوس اليونانيّ الأصل والذي بقي في طرابلس بين العامين1816-1825 وقد رسم إيقونات كنيسة القدّيس نيقولاوس فيها. في الكنيسة إيقونات صغيرة الحجم (23×30 تقريباً) وهي تغطي سائر أيّام السنة الطقسيّة. راسمها مجهول الاسم، ويرجّح أن يكون يونانيّ الأصل. يحكى أنّ شخصاً ما مبتلى بمرض السرطان ومولوداً في ميناء طرابلس قد زار الدير
عندما شعر بدنو أجله. وقد طلب من القدّيس يعقوب أن يمنّ عليه بالشفاء ناذراً تقديم 365 إيقونة تمثّل الأعياد السيديّة وأعياد القدّيسين في حال تمّ مرامه. وهكذا كان، لكن بسبب الحروب التي توالت على الدير والتي عرّضته للنهب والسرقة تناقص عددها حتى أصبحت 94 إيقونة منتثرة على جدران الكنيسة. في الكنيسة أيضاً إيقونات جديدة من رسم الراهبات.

    بقايا القديس يعقوب
    في العام 1966،  وتحديداً صباح عيد القدّيس يعقوب استقبل الدير ذخائر شفيعه في موكب مهيب يحملها قدس الأرشمندريت جورج شلهوب. كانت الراهبات قد حجّت إلى أورشليم سنة 
1964 حيث سجدن لبقايا مار يعقوب الموجودة هناك. فطلبن من المثلّث الرحمات البطريرك الأنطاكيّ ثيودوسيوس أبو رجيلي أن يستميح بعضاً منها من نظيره الأوروشليميّ بنيدكتوس. وقد تمّ لهنّ ما أردن.

 
رفات القديس يعقوب الفارسي المقطّع


    كلّ من يدخل الكنيسة يستطيع أن يتبارك من الذخائر الموجودة أمام الإيقونسطاس قرب إيقونة القدّيس.

fredag 16 juli 2010

من هو إيليا النبي

ايليا يمثل شخصية عظيمة في التاريخ النبوي لبني اسرائيل ولنا كمسحيين. ولم يذكر لنا الكتاب شيئا عن تاريخة. وقد اخفاه الله ليعلمنا انه قادر ان يستخدم اي انية او قلب او وسيلة لمجد اسمه طالما القلب قد قدم له .وقد استخدمة الله منذ شبابه
كان من مستوطني جلعاد (شرق الأردن) ودعاه الرب للخدمة في وقت صعب أيام ملك آخاب وإيزابل زوجته "و لم يكن كآخاب الذي باع نفسه لعمل الشر في عيني الرب"(1مل 21 )
لماذا سُمي بالنبي النارى ؟؟؟



+ سُمي بالنبي الناري : لحرارة خدمته وقوتها :طلب فنزلت نار من السماء وأكلت الذبيحة ,مرة أخرى لتأكل اعداؤه ,فرأى ناراً عجيبة في وسط الجبال ,وإختطفه الرب للسماء في مركبة نارية, كانت قوة إيليا في كونه رجل صلاة ,لم يكن له جيش أو أتعاب في الشعب بل قال لآخاب " حيٌ هو الرب الذي أنا واقفٌ امامه " 
دعوة الرب له لإنذار آخاب وتحقق وعود الرب لأتقياؤه :




+ دعاه الرب فأنذر آخاب " حيٌ هو الرب لا يكن مطر إلا عند قولي " وبالفعل إنقطعت الأمطار ثلاث سنوات ونصف وسببت ضيقاً عظيماً للشعب. 
بدلاً من توبة آخاب بدأ يبحث عن رغبته فى قتل إيليا.
كيف حمى الله إيليا من شر آخاب ؟؟؟



لكن الرب يعول إيليا عن طريق الغربان بجوار نهر صغير , وبعد جفاف النهر أرسله لصرفة صيدا بلبنان حيث عالته أرملة اجنبية فقيرة , لكن الواقع ان الرب عال الجميع ببركته في أكواز الدقيق الذي لم يفرغ وكوز الزيت الذي لم ينقص
معجزة أقامها الرب بصلوات إيليا
سمح لها الله بتجربة موت ابنها رغم الخير الذي فعلته مع ايليا وايمانها بالله, وحاول الشيطان كما يفعل معنا بتشكيكها في محبة الله وقدرته , تذكرت خطيتها القديمة واعترفت بها وتابت عنها , اقام الرب الطفل بصلاة ايليا وفرحت الارملة بابنها وايضا بتوبتها , فالتجربة وراءها دائما خير " كل الاشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله "
حدث وعد الرب وتحقق لإيليا بنزول المطر :





+بعد ثلاث سنوات ونصف أمر الرب ايليا أن يترائى لآخاب ليعطي مطراً , لكن يجب اولاً أن تنتهي عبادة البعل من وسط الشعب والتي تسبب فيها آخاب واسرته , يجب أن يرجع الشعب الى الله حتى تاتي بركة المطر " توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم وتاتي أوقات الفرج من عند الرب "

إجتمع أنبياء البعل وكهنتة مع الملك والشعب بينما كان ايليا وحده مع الله قال للشعب " حتى متى تعرجون بين الفرقتين إذا كان الرب هو الله فاتبعوه وان كان البعل فاتبعوه ,الذبيحة التي تنزل نار من السماء وتاكلها تكون هي المقبولة " , تدخل الله ومنع نزول نار كاذبة لذبيحة البعل , وترك ايليا ليتهكم على البعل وكهنتة , حتى الساعة الثالثة ( ميعاد صلب السيد المسيح على الصليب ) فرمم المذبح وقدم ذبيحة وصلى بهدوء لله فارسل نار اكلت الذبيحة والمذبح ولحست الماء فامن الشعب بالله , وصعد ايليا لجبل الكرمل ووضع راسه بين ركبتيه وصلى سبع مرات حتى ارسل الله المطر وحدثت نهضة روحية في الشعب.
ضعف إيليا :







+ إيليا يضعف فأنذرته إيزابل بقطع رأسه في الغد , فبدلاً من اللجوء إلى الله إنهار وهرب وجلس تحت شجرة طالباً الموت لنفسه , ونسى كل قدرة الله معه , لكن الله ارسل لهُ ملاكُه واطعمًه مرتين واعطاه قوة غير عادية ليسير بها اربعين نهاراً وليلة لجبل الله حوريب وهناك كلمه الله بصوت ريح خفيف وأوصاه وصايا وأعلمه ألا يترك نفسه بلا شاهد وهذا ما يوضح لنا أن الإنسان ضعيف مهما بلغت درجة إيمانه وقوته متى إتكل على نفسه ونسى قوة الله.


أذكروا ضعفى فى صلواتكم

torsdag 15 juli 2010

أطفالنا...ومشاركتهم في الليتورجية

الليتورجية سَبْق تذوُّق ملكوت الله:

هذه هي المرحلة الثانية التي تتزامن مع دخولنا إلى الكنيسة، حيث نحيا في الليتورجية كسَبْق تذوُّق ملكوت الله. فمنذ دخول الطفل الكنيسة وهو صغير، يشعر أنه داخل فجأةً إلى مكانٍ خاص حيث كل شيء له طابع الجمال العميق والمقدس، وحيث كل شيء ينقله بعيداً عن عالمه اليومي. فيُلاحِظ عن كثب أن السماء والأرض هنا تتعانقان. وهو يُلاحِظ بنفسه أن الدخول إلى الكنيسة يكون بإشارات طقسية ما يجعله يستوحي منها أهميتها: علامة الصليب، شمعة، تكريم الأيقونات. إن كل حواسه تنشغل بها: رائحة البخور، الألحان. وعلى الجدران مشاهد القديسين المؤثر والهادئ، حيث يَسْبَح في بهاء نور جديد. القبة ترمز إلى السماء مع ملائكتها والنجوم المذهَّبة التي تملأها، وغالباً ما يكون المسيح في الوسط في أيقونة ”البانطوكراطور“.


والطفل يفهم هكذا أن الحدود المكانية والزمنية قد أُلغيَت. فالمشهد الذي نراه في الهيكل أن المسيح يُعطي الإفخارستيا للرسل، نجده يتحقَّق أمامنا عملياً في شركة المؤمنين في الإفخارستيا. ونحن في شركتنا في الإفخارستيا أيضاً نتحد كلنا مع القديسين، حيث تُكتب في ”الذبتيخا“ أي لوحة بأسماء المنتقلين والغائبين الأحياء (ويُستعاض عنها بالورقات التي يُسلِّمها المؤمنون للكاهن بطلباتهم وسؤالاتهم). والطفل يجتمع بهؤلاء في الجماعة الكنسية (وهذه الأسماء تُصاحب التقدمات ”البروسفورا“، وكلها تُقرأ أثناء صلوات الاستعداد وفي مواضع أخرى من خدمة القداس).

الاشتراك في الإفخارستيا:

وهذه هي المرحلة الثالثة من المراحل التي يجب توافرها للطفل ليتفاعل مع ليتورجيا القداس. فإن الغاية القصوى وقمة الليتورجيا هي اشتراك المُعمَّدين، أيّاً كان عمرهم، في سرِّ الإفخارستيا، حتى لو كانوا في أيام طفولتهم الأولى، فاشتراكهم في الليتورجيا يتمركز أساساً حول التناول من الإفخارستيا. هذه الشركة ليست بأي حال شركة من درجة أدنى لأنهم أطفال، ولكنها عن طريق اشتراك الجسد والحواس، تبلغ سرِّياً إلى أن تضاهي في كمالها شركة البالغين في الإفخارستيا.

وهذه الشركة هي أولاً شركة جسدية وحسِّية. ففي ”العشاء السرِّي“ يحدث أن الطفل يقتبل المسيح في جسده. لقد نسينا الأثر الشديد الذي قدَّمته الشركة في الجسد والدم الأقدسين لنا ونحن أطفال رُضَّع. قليلون جداً مَن يجهلون مذاقة السرِّ في سنواتهم الطفولية الأولى. إنه أثر شديد جداً بسبب الطقوس التي تحيط بهذا العشاء السرائري: هذا الإنسان (الكاهن) الذي تدل ملامحه على الجدِّية والجمال الروحاني وهو يرفل في ثيابه البيضاء المنيرة، مُمسكاً كأساً من فضة ويُناول المؤمنين.

هذا اللقاء مع المسيح الذي نحياه - نحن البالغين - سرِّياً في الإفخارستيا، يتلقَّاه الطفل في وعيه الباطن إلى أن يكبر؛ ولكن إذا نحن علَّمناه أن يربط بين الليتورجيا والحياة ويربطهما بتعاليم المسيح، تصير شركته في الليتورجيا بمثابة تحوُّل حياتي إلى المسيح .

أيُّ نصيب يكون للأطفال في الليتورجيا؟!

حتى يكون هذا السلوك ممكناً، يجب على جماعتنا الكنسية أن تترك للأطفال مكاناً ومكانة.
إن ”الشركة“ تعني أن يأخذ الطفل نصيبه في الليتورجيا، وهذا يتضمن أن يرجع للأطفال نصيبهم في الجماعة الكنسية، أي يكون لهم مكان ومكانة كاملتين. فلا يكونون مشاهدين متفرجين أو سلبيين، أو نعتبرهم معكِّرين لصفو هذه الخدمة الكنسية الغريبة عليهم فيُقمعهم آباؤهم وأمهاتهم، وكأن الليتورجيا لا تُقام إلاَّ للبالغين.

هذا يعني أن البالغين يجب أن يقبلوا حضور الأطفال ويتركوا لهم مكاناً، بل ويهتموا بحضورهم خصيصاً. وهذا لا يعني ببساطة أن ذلك واجبٌ أخلاقي، لكنه ضرورة لاهوتية تحكم حضورنا في الكنيسة.

وفي الواقع إن هذا النموذج الذي نحاول أن نخضع له هو على صورة العلاقة بين الأقانيم الثلاثة داخل الثالوث القدوس. فعلى مثال الثلاثة الأقانيم الإلهية، فنحن أيضاً نسعى بنوعٍ ما أن تكون علاقاتنا محتفظة بتنوُّع كل شخص على حِدة، حيث يصوغ هذا التنوُّع مجموعة متوافقة في وحدانية كاملة.

ونحن نتساءل: هل هناك مكان آخر مثل الجماعة الكنسية يمكن أن نشترك فيه بعمق في حَدَث مثل الإفخارستيا، من حيث كوننا أشخاصاً متميِّزين، ولكن دون النظر إلى أوضاعنا الاجتماعية أو الكيانية أو الشخصية.
أيُّ نوع من اشتراك الأطفال، إذن؟

هذه الشركة قد تجمع أحياناً نقيضين: الحضور الغائب. فالطفل قد يكون هناك حاضراً في الكنيسة ولكنه منهمكٌ في اللعب أو الرسم أو الثرثرة. لذلك سيكون نوعاً من التسرُّع أن ندين مثل هذه التصرفات. ”فرانسواز دولتو“(1) قد لاحظت أنه عندما نريد شرح شيء ما مهم للأطفال، فغالباً ما يتخذون ردَّ فعل مُحيِّر: فهم يعطون الانطباع بأنهم يهتمون بأي شيء آخر، ولكنهم يكونون في الواقع مستمعين منصتين. ويُشبَّه الطفل بالأرض التي تسقط عليها البذار، ومَن يدري ما الذي يحدث في أعماق قلبهم؟!

فلكي نساعدهم في المشاركة الواعية في احتفال الليتورجيا، يجب أن نُقدِّم خبرات من الطقوس المختلفة. فالأطفال مدعوون مثلاً أن يُشاركوا - مثلهم مثل البالغين - في اللحظات الحاسمة في الليتورجيا، ونرى أهمية هذا من خلال بعض الممارسات الطقسية. فالأطفال يشتركون في دورة القيامة ليلة عيد القيامة، بل ويسبقون الكهنة ويحوطون بهم ممسكين بالشموع عند قراءة الإنجيل، وهم أول مَن يتناولون. كما يمكننا أن نساعد الأطفال أيضاً بصورة عملية أكثر، لكي نُدعِّم انتباههم ونعدَّهم لليتورجيا في صورة تحفيظهم لحناً أو مردّاً صغيراً من ألحان القداس مثل: تسبحة الشاروبيم التي تفتتح الجزء الثاني من الليتورجيا، أو نداء الشماس في الليتورجيا: ”قفوا بخوفٍ من الله وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس“ التي تعطي إشارة للإنصات لقراءة الإنجيل، أو للذهاب بحثاً عن قربانة الحَمَل الصغيرة المباركة التي تكون مكافأة لذيذة لهم في نهاية الخدمة الليتورجية.

ونستطيع أيضاً أن نعلِّم الأطفال من خلال مشاهدة ما يُسمَّى ”تمثيلية القيامة“ وفتح وغلق الأبواب الملوكية التي تحجب الهيكل ليلة عيد القيامة المجيد، أو الأدوات التي يتغيَّر مكانها في أسبوع الآلام. وهكذا من خلال هذه المناظر والتحرُّكات التي تحدث في الكنيسة، نُعلِّم الأطفال الكثير عن الصلوات الليتورجية، ما يجعلهم يتابعون ويندمجون في الطقس الليتورجي.

اللقاء يتجدَّد ثانية بلا توقُّف
مع المسيح القائم:


لكي نتجنَّب الملل الناتج عن تكرار نفس الليتورجيا كل يوم أحد، فمن المهم أن نعرض للأطفال نظام السنة الليتورجية، فنُجهِّز القراءات لهم، ونتحدث معهم عن عيد أو تذكار قديسي اليوم لنجعل الأطفال أكثر انتباهاً للتغييرات التي تحدث: مثل لون الملابس الكهنوتية، أيقونة العيد الموضوعة في وسط الكنيسة أو على جانبي الهيكل، أو المردات التي يتغيَّر فيها ذِكر المناسبة الكنسية... إلخ. وهكذا يأتي بُعدٌ آخر يقترن ببُعد الاحتفال الإفخارستي، فيتكون كمٌّ من المعاني التي يكتشفها الطفل وهو ينمو: فيتطابق الزمن اليومي والشهري والسنوي، مع زمن الليتورجيا، ثم مع زمن المجيء (أي فترة صوم الميلاد وما بعد الميلاد).

أخيراً، إن شركة الطفل في الليتورجيا ستتقدَّم بالتوازي مع تقدُّم نموِّه. فالصوم الإفخارستي الأول الذي صامه الطفل قبل التناول، وأول اعتراف قام به أمام الكاهن، هي مراحل مهمة لنمو الطفل في الجماعة الكنسية، والتي يمكن أن يُصاحبها رغبة في شركة أعمق وأكثر مساندة وأكثر وعياً في الليتورجيا في هذه المناسبات. فنستطيع أن نعرض عليه أن يصل مبكِّراً جداً إلى الكنيسة، وأن نطلب منه الانتباه بصفة خاصة ليُتابع المراحل المُبكِّرة من الليتورجيا، مثل: صلوات رفع بخور باكر؛ على أن نقبل ما يصدر منه في فترات الفتور أو الاسترخاء

ففي بعض أقسام الليتورجيا، نستطيع تحديد أوقات متتالية قوية ومهمة، ولحظات أخرى أقل عمقاً، وهي محسوسة حتى من البالغين، فمثلاً: بعد وقت قراءة الإنجيل، وقبل صلاة الصلح التي تُفتتح بها ليتورجية المؤمنين استعداداً للانتقال إلى تقديس الأسرار.

في الختام، يجب علينا أن نجعل أطفالنا يشتركون - كأي شخص - في الليتورجيا. فهذا يجعلهم يستشعرون بالتدريج مدى غِنَى هذا السر الذي لا ينضب. ولأجل هذا العمل، فالتردُّد على الكنيسة في حدِّ ذاته لا يكفي. فالإشارات والعادات والصلوات يجب أن تكون واضحة ومُصاحِبة للطفل وهو في المنزل من خلال الوالدين والمُعلِّمين. وهكذا يصبح وجود الأطفال أكثر فاعلية ووعياً، لأن الشركة الإفخارستية هي لأجلنا أجمعين، وهي بمثابة لقاء دائم متجدِّد مع المسيح القائم.

كاتب هذا المقال
مينا الانبا ابرام