تعتبر السويد مقارنة مع معظم دول العالم بأنها دولة غير دينية وعلمانية وتضم عددا كبيرا من
الملحدين، ولكن ما زال الدين يلعب دورا تقليديا وثقافيا فيها، ومع تزايد الهجرة أصبح المشهد الديني أكثر تنوعا وتعقيدا. الكنيسة السويدية Svenska kyrkan هي كنيسة انجيلية لوثرية ومقر أمانتها في أوبسالا، المدينة التي كانت مركزا للكنيسة السويدية منذ العصور الوسطى. واللوثرية مذهب البروتستانتية يرجع تأسيسه إلى مارتن لوثر الذي كان راهبا أوغسطينيا حاول في القرن السادس عشر القيام بحركة إصلاحية في الكنيسة الكاثوليكية فأدى ذلك لاصطدامه مع القيادات الكاثوليكية فانفصل عنها وأسس كنائس مستقلة ذات تنظيم وإدارة جديدة عرفت بالكنائس الإنجيلية أو البروتستانتية، كانت ألمانيا والبلدان الإسكندنافية أبرز مواطن انتشارها. تم فصل الكنيسة السويدية عن الدولة عام ٢٠٠٠ وهي تضم ٦٦% من سكان السويد كأعضاء ولكن هذا لا يعني أنهم ملتزمون، فيزعم ٢٩% فقط منهم التدين. فمنذ ذلك الحين لم يعد السويديين ينضمون تلقائيا كأعضاء في الكنيسة عند الولادة، كما وسجل تراجع في عدد أعضاء الكنيسة بسبب الناس الذين قرروا مغادرتها في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع استمرار انخفاض العضوية. وتشير الاستطلاعات أيضا بأن ٨% فقط من السويديين يحضرون الخدمات الدينية بانتظام. فالدين بالنسبة لكثير من السويديين هو طقوس تقليدية تختصر بالاحتفالات كالزواج ومراسم الدفن والأعياد التي أصبحت شعائرها تقليدية أكثر من المعنى الديني مثل عيد الميلاد والقديسة لوسيا وعيد الفصح.
حافظت الكنيسة على الطقوس وأهمية دورها الثقافي في السويد، ولكن هذا لم يمنع الدولة من أن تصبح واحدة من أكثر المجتمعات تحررا في العالم. على سبيل المثال حق المرأة في الإجهاض وحق الأفراد بالمساكنة والعيش مع الشريك وإنجاب الأطفال دون زواج وهذا ما يعرف بالسامبو، وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن أكثر من ٤٠% من الأهل ينجبون الأطفال قبل الزواج. ولكن هم ملتزمون جدا بعلاقتهم ويحترمون الشريك ولا مكان للخيانة في علاقتهم، أما تعدد الشريك شيء غير مقبول فالعلاقة مقدسة لدى السويديين. كما أدى التحرر والإنفتاح في الكنيسة السويدية إلى إنتخاب أول امرأة
شغل منصب رئيس أساقفة أوبسالا في عام ٢٠١٤ وهي انتجي جاكلين Antje Jackelén .
ساهمت زيادة الهجرة في السويد إلى تنوع المشهد الديني حيث أصبح الإسلام ثاني أكبر ديانة في السويدشير الإحصاءات أيضا إلى تزايد عدد أعضاء الكنيسة الكاثوليكية في السويد ومصدرها الأساسي المهاجرين. وفي الوقت نفسه توجد العديد من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وأكبرها الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. وفي السويد أيضا جالية يهودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق