ELIAS PAULUS

ELIAS  PAULUS
ELIAS PAULUS THE BIG LOVE الحب الكبير -اضغط على الصورة-

tisdag 30 november 2010

مأساة و ابتسامه

كان يعلم ان جميع الناس من حوله فى مترو الأنفاق ينظرون اليه تلك النظرات التى اعتاد على ان يراها فى أعين الناس نظرات بعضها اشمئزاز وبعضها اندهاش وبعضها نفور وبعضها اندهاش وسؤال يريد أن يُسأل ما هذا؟ وهو كعادته يخفض عينيه الى الأرض أو ينظر الى خارج باب العربه التى يركبها حتى لا يرى تلك النظرات التى طالما مل منها وأصبحت تشكل عبئاً نفسياً على عاتقه ولكنه قرر فجأه أن يرفع عينيه لينظر الى هؤلاء الناس فوجد كما توقع أن الكل يحملق فى رأسه بشده فالكل يريد أن يعرف ما أسباب هذه التشوهات التى برأسه وهو يتلفت مذعورا وسط هذه النظرات ومضت فى ذهنه تلك الذكريات الأليمه تلك الحادثه اللعينه التى غيرت مجرى حياته ليصير انسانا شاذا عن بقية البشر من وجهة نظرهم فتذكر كيف وهو ابن الخامسه من عمره كيف سقطت رأسه -تلك التى أصبحت كبرى مشكلات حياته- فى مقلاة مليئه بالزيت المغلى ليبدأ فى حياته عصر من العذاب الجسدى والنفسى الذى لا ينتهى وكيف كان عليه أن يُطيل تلك الشعيرات من وسط رأسه حتى تغطى ذلك الجزء المحروق من رأسه وكادت عيناه أن تدمعا وكأن هذا الموقف الذى مضى عليه أكثر من خمسة عشر عاماً لكأنه حدث بالأمس وفجأه ثارت ثائرته وانفجر غاضبا كبركان كان على أهبة الاستعداد للانفجار فأخذ يصرخ فى كل من حوله ( أيها الجبناء الذين تنظرون الى باحتقار كلٌ منكم أعطاه الله شكلاً حسنا ولكن من منكم لايكذب من منكم لا يرتشى من منكم لا ينافق من منكم لا يسرق من منكم لا يغتاب من منكم لا ينم من منكم يجرؤ أن يواجهنى بأنه انسان شريف وكامل ايها الساده اذا كان شكلى دميما بالنسبة لكم فشكلكم بالنسبة لى مسخ دميم ) لم يرد عليه أحد بل سكت الكل لم يكن يُسمع الا صوت سريان المترو فوق قضبانه وكأن القدر قد ساق اليه انه عندما انتهى من كلامه توقف المترو وفُتح بابه فاندفع كالسيل يخرج ليترك هؤلاء الناس وخرج من المحطه لا يدرى أين هو ولا اين يذهب كانت عيناه شاردتان وذرفتا دمعة خفيفه خرجت وتمنى لو أنه يستطيع أن يصرخ ولكنه رأى ما جعل صرخته تُكتم فاذا به يرى سيارة قادمه مندفعه بسرعة عاليه وفتاة لم تدركها قدماها للتحرك من امام السيارة فتوقفت عن الحركه وكأنها استسلمت لمصيرها فبدون وعى منه بما يفعل اندفع اندفاعا شديدا وكان رياحا عاصفه تدفعه وفى لمح البصر أمسك ذراعى الفتاه وتحرك بها وكانها ريشة يحملها فى يده وبمجرد تحركه مرت السارة وكادت أن تصدمه هو كانت الفتاه مذهوله من الموقف الذى حدث ومن شدة ذهولها مما فعله معها هذا الشاب لم تستطع ان تنبس بكلمة واحده
فى هذه اللحظه كان هو فى عالم اخر لقد نظر الى عينيها وكأنهما الحضن الدافئ الذى يحتاج اليه فى هذا الوقت بالتحديد أحس أنه يعرفها منذ سنوات عده فعيناها تحمل من الأمل والحب والحنان ما يكفى لأن يغرق فيهم بقية عمره وبعد لحظات معدوده بدأت هى تفيق من الصدمه فأحست بنظراته تلك التى تحمل الكثير من المعانى التى لم تسمع عنها فيما كتبه أعظم الشعراء فاحمر وجهها خجلا من نظراته ونظرت الى الجانب الأخر لكنه دون أن يدرى لامس وجهها بيده ليعيد عينيها أمام عينيه مرة اخرى ففزعت واعتقدت انه يريد بها سوءا ولكنها احست انه طفل يريد ان يرتمى فى احضان امه فأشفقت عليه
وأخيرا بعد صمت دام لعدة دقائق سألته : ما الذى يجعلك تنظر الى بهذه الطريقه ؟
واخيرا استطاع ان يحرك لسانه الذى اوشك ليصمت بقية حياته : هل تسمحين لى بأن أتحدث معك قليلا ؟
فأجابته : اننى احس برغبة شديده فى ذلك خاصة وانا أقرأ فى عينيك ان هناك شيئا ما يجعل عيناك حزينتين
وبدون أن يدرى ماذا يقول اخذ يقص عليها تلك المأساه التى يعيشها وكان صوته مخنوقا وكأنما يُذبح واذا به فى نهاية كلامه يبكى بشده ووصل الأمر الى ان دمعت عيناها هى ايضا
فباغتها بسؤال : الم تفعلى مثل كل الناس وتنظرى الى رأسى هذه ؟
فردت وصوتها يندفع بمشاعر فياضه من الحنان والحزن: اقسم لك بالله اننى لم انظر اليها واننى لولا ما سمعته منك ما ادركتها ولكن انس كل هذا وابدأ حياتك من جديد واثبت لكل هؤلاء بالدليل القاطع انك بالتأكيد أفضل منهم جميعا فأنا أرى فى عينيك اصرارا لم اره فى عينى احد من قبل فلتكن مأساتك تلك هى الدافع لك لتصبح يوما ما انسانا حقيقيا يثبت للعالم كله ان الانسان بجوهره لا بمنظره
فمد يده اليها ليصافحها وارتسمت على شفتيه ابتسامة طفل وجد امه بعد ان كان ضائعا منها فمدت يدها لتصافحه ودون ان ينطق اى منهما بكلمه انطلق كل منهما فى طريقه وعلى وجهه ابتسامه لن يمحوها التاريخ ابدا .

måndag 29 november 2010

ليو تولستوي .الحرب و السلم

Leo Tolstoy
1828-1910
وكان نيكولا الصغير، وله من العمر الآن خمسة عشر عاماً، وهو فتى ذكي، ناحل، ممروض كستنائي الشعر المجعد، كثير جمال العينين، مغتبطاً لأن العم بيير، كما كان يناديه، هو عنده موضوع إعجاب وحب جموحين. ولم يجرب أي إنسان أن يوحي إليه بحب مخصوص لبيير الذي ما كان يراه إلا في النادر من الأحايين. وكانت الكونتيس ماري، التي أخذت أمر تربيته على عاتقها، قد جهدت بكل ما أوتيت من قوى كما تحمل نيكولا الصغير على حب زوجها بقدر ما كانت تحبه هي نفسها، وكان الصغير يحب عمه في الحقيقة، لكن بشيء غير محسوس من الازدراء، بينما هو يعبد بيير عبادة حقيقة. وما كانت به رغبة في الصيرورة فارساً، أو الحصول على صليب القديس جورج مثل عمه نيكولا.
كان يريد أن يكون عالماً، ذكياً، طيباً مثل بيير، وكان محياه يتألق سعاة على الدوام في حضرة بيير، لكنه يحمر خجلاً ويضيق نفسه عندما يخاطبه عمه، وما كان ينطق كلمة واحدة تسقط من شفتي بيير، ومن ثم يتذكر ذلك وحده أو مع ديسال، ويحاول أن يخمن معنى كل ما سمعت أذناه، وكانت حياة بيير الماضية، وأحزانه حتى عام 1812 (كان قد شكل عنها صورة غامضة شعرية بناء على الأحاديث التي سمعها) ومغامراته في موسكو، ووقوعه في الأسر وأفلاطون كاراتاييف (الذي حدثه بيير عنه) وحبه لناتاشا (التي كان الصبي يحبها أيضا بعاطفة خاصة)، وبصورة خاصة صداقته لأبيه الذي ما كان يستطيع أن يتذكره، هذا كله كان يجعل من بيير، في عينيه، بطلاً وقديساً".

رائعة تولستوي تحدث عن نفسها في هذا المقطع الذي اختزل فيه الروائي المبدع شطراً كبيراً من أحداث الحرب والسلم، تجاوز تولستوي جدار الوصفيات ليتغلغل في عمق شخصياته المرسومة بدقة، يستشف المشاعر والدوافع، معرباً مكامن الحب الكراهية، القوة والضعف في النفس.الإنسانية. يُدخل تولستوي القارئ في عالمه الذي نسجه من خيوط الواقع التاريخي حيناً، الحياتي أحياناً الخيالي أطواراً، يقف معه على عتبات القصور ليشهد الحفلات التي تعكس نمط حياة طبقة الأمراء والنبلاء الفرنسيين والروس، واقفاً على نمطية تفكيرهم مسترسلاً في الأجواء التاريخية التي استدعى تولوستوي من خلالها أحداث الحرب الذي برع في وصف ساحاتها وجنودها وقوادها وعتادها وعدّتها حتى يخيل للقارئ سماعه قرع السيوف وصهيل الخيول وصوت أزيز العربات. يعيش معه حتى صخب النصر ومرارة الانكسار ويفرق أكثر في مشاعر الإنسان المنقاد إلى مصير مجهول في حرب فرضت عليه، بريشة فنان يرسم ويلون لوحات الحرب السلام، وبمعاني وخيال الروائي يسترسل في سرد حكاية يمتزج فيها الواقع بالخيال، وبمهارة المؤرخ يؤرخ لأحداث ولمعارك دارت رحاها في فترة من فترات التاريخ وبدقة المحلل النفسي الاجتماعي يشخص حالات ومكامن الضعف والقوة في شخصياته، وإبداع الإنسان يجسد الإنسان في حربه وفي سلمه

måndag 22 november 2010

معجزات يسوع المسيح



يصرح الكتاب المقدس ان هنالك معجزات كثيرة جدا صنعها الرب يسوع, لم تذكر في الكتاب لسبب عددها الهائل, لكن هذه كتبت كي نؤمن انه هو في الله والله فيه.

يوحنا 20: 30-31 "وايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا آمنتم حيوة باسمه"

يوحنا 21: 24-25 "هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا. وتعلم ان شهادته حق. واشياء اخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة امين."

قائمة بمعجزات الرب يسوع المسيح ومكان ذكرها في البشائر الاربعةُ.

سلطان على قوى الطبيعةمتىمرقسلوقايوحنا
تحويل الماء الى خمر


2: 1-11
اكثار السمك في الشباك

5: 1-11
تهدئة العاصفة 8: 23-27 4: 35-41 8: 22-25  
اشباع خمسة آلاف رجل بالاضافة الى النساء والاولاد 14: 13-21 6: 30-44 9: 10-17 6: 1-15
السير على المياه 14: 25-33 6: 48-50
6: 19-21
اشباع اربعة آلاف رجل بالاضافة الى النساء والاولاد 15: 32-39 8: 1-10    
الجزية في فم السمكة 17: 24-27


لعن شجرة التين 21: 18-22 11: 12-14

اكثار السمك للمرة الثانية


21: 1-11
معجزات شفاء امراضمتىمرقسلوقايوحنا
تطهير وشفاء الابرص 8: 1-4 1: 40-45 5: 12-16
شفاء خادم قائد المئة 8: 5-13
7: 1-17
شفاء حماة بطرس 8: 14-15 1: 30-31 4: 38-39
شفاء المرضى والمجانين 8: 16-17 1: 32-34 4: 40-41
شفاء المشلول 9: 2-8 2: 3-12 5: 18-26
شفاء نازفة الدم 9: 20-22 5: 25-34 8: 43-48
شفاء اعميين 9: 27-31


شفاء انسان يده يابسة 12: 9-13 3: 1-6 6: 6-11
شفاء ابنة المرأة الكنعانية 15: 21-28 7: 24-30

شفاء الكثيرين في الجليل 15: 29-31


شفاء عميان 20: 29-34 10: 46-52 18: 35-43
شفاء اصم واخرس
7: 31-37

شفاء اعمى في بيت صيدا
8: 22-26

شفاء امراة منحنية

13: 10-13
شفاء مصاب بالاستسقاء

14: 1-4
شفاء عشرة برص

17: 11-19
ابراء اذن عبد رئيس الكهنة

22: 49-51
شفاء ابن خادم الملك


4: 46-53
شفاء مشلول بيت حسدا


5: 1-9
شفاء اعمى منذ الولادة


9: 1-38
معجزات احياء موتىمتىمرقسلوقايوحنا
احياء ابنة يايرس 9: 18-26 5: 21-43 8: 40-56
احياء ابن ارملة نايين

7: 11-15
احياء لعازر


11: 1-44
معجزات اخراج شياطينمتىمرقسلوقايوحنا
اخراج شياطين في كورة الجرجسيين 8: 28-32 5: 1-20 8: 26-39
اخراج شياطين من اخرس مجنون 9: 32-33


اخراج شيطان من غلام 17: 14-18 9: 17-24 9: 38-43
طرد الروح النجس
1: 23-28 4: 33-37
اخراج شيطان من اخرس واعمى 12: 22-23
11: 14

يقول الكتاب المقدس

(1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».) متى 2: 1-2 (9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا) متى 2: 9-11

من هم المجوس؟

كلمة مأخوذة عن كلمة "ماجو" الفارسية، والتي تعني كاهناً أو عالماً بالفلك.
 ا ) في العهد القديم:
ترد كلمة "مجوس" في العهد القديم في نبوتي إرميا ودانيال. فمن رؤساء بابل الذين دخلوا أورشليم بعد أن فتحها نبوخذ نصر ملك بابل، وجلسوا في الباب الأوسط "نرجل شراصر رئيس المجوس" (إر 39: 3و 13). ويري البعض أن الكلمة الكادية المستخدمة هنا وهي "رب موجي" معناها "أمير عظيم". وكان الفرس والماديون والبابليون يستخدمون كلمة "مجوس" للدلالة علي الكهنة والحكماء. وكان المفروض أنهم رجال حكماء ماهرون في معرفة الأسرار، تلك المعرفة التي نشأت منذ عصور قديمة في مصر الفرعونية، وانتقلت إلي كلديا وبابل. وكان المجوس ينقسمون إلي خمس فئات: "الهارتوميم" (Hartummim) أي مفسرو الكتابات المقدسة وقارئو العلاقات. والأشافيم" (Ashaphim) وهم قارئو الأفكار أو مستحضرو الأرواح. و"الميكاشفيم" (Mekashephim) وهم طاردوا الأرواح الشريرة والسحرة، و"الجوزريم" (Gozerim) وهم قارئو النجوم وعلماء الفلك، و "الكاديم" وهم الكلدانيون (في أضيق معاني الكلمة).
وكان المجوس يحسبون بين المنجمين، أي الذين يتنبأون عن الأحداث بقراءة النجوم. ونقرأ عن دانيال وأصحابه، إنهم "في كل أمر حكمة فهم الذين سألهم عنه الملك، وجدهم عشرة أضعاف فوق كل المجوس والسحرة الذين في كل مملكته" (دانيال 1: 20). وقد جعل نبوخذ نصر دانيال "كبير المجوس والسحرة والكلدانيين والمنجمين. من حيث إن روحاً فاضلة وتعبير الأحلام، وتبين ألغاز وحل عقد، وجدت في دانيال" (دانيال 5: 11و 12).
( ب ) المجوس عند اليونانيين:
كانت كلمة "مجوس" عند اليونانيين ترتبط بنظام أجنبي للعرافة وبديانة شعب عدو، قد هزموه، وسرعان ما أصبحت نعتاً لأسوأ أنواع الدخل والخداع، فلا عجب أن وجدنا الكلمة تطلق علي رجل يهودي ساحر ونبي كذاب اسمه "بار يشوع" أو "عليم الساحر" الذي يفسد الوالي سرجيوس بولس- والي قبرص- عن الإيمان (أع 13: 4- 8). كما تطلق علي "سيمون الساحر" (أع 8: 9)، فكلمة "ساحر" في الموضعين هي نفس كلمة "ماجوس".
ويذكر هيرودت "المجوس" (magi) علي أنهم فئة كهنوتية من الماديين أو الفرس، وحيث أن ديانة الفرس في ذلك العصر كانت هي "الزرادشتية"، فالأرجح أن المجوس الذين ذكرهم هيرودت كانوا زرادشتييت. ويقول المؤرخون اليونانيون (هيرودت وبلوتارك وسترابو) إن "المجوس" كانوا مسئولين عن تقديم الذبائح والقيام بالطقوس الدينية، كما كانوا يعملون مستشارين للبلاط الملكي في الشرق، فقد كان حكام الشرق يؤمنون بأن أحداث التاريخ تنعكس علي حركة النجوم وبعض الظواهر الفلكية الأخرى. ويقول هيرودت إن الحكام الشرقيين كانوا عادة يستخدمون معرفة المجوس بالتنجيم وتفسير الأحلام، للاسترشاد بها في إدارة شئون البلاد.
(جـ) المجوس في إنجيل متي: يستخدم متي كلمة "مجوس" بمعناها الطيب، حتى إنها تترجم في الإنجليزية إلي "حكماء" (مت 2: 1و 7و 16). ولكن متي لا يمدنا بتفاصيل كثيرة عن أولئك المجوس، إلا أنهم جاءوا من "المشرق" (2: 1و 2)، وهي عبارة غامضة لا تحدد بلداً معيناً، وهكذا تترك المجال واسعاً للتخمين. فقال بعض الآباء إنهم جاءوا من جنوبي الجزيرة العربية، وذلك بناء علي الهدايا التي قدموها "الذهب واللبان والمرّ"، وكانت تشتهر بها هذه البلاد لا تعتبر "مشرقاً" بالنسبة لفلسطين، لذلك قال آخرون إنهم جاءوا من كلديا أو ميديا أو فارس. ومع أنه لا يمكن الجزم برأي، إلاَّ أن الأرجح أنهم جاءوا من فارس، حيث كان هذا الاسم يطلق علي كهنتهم.
ولا يذكر متي كم كان عدد المجوس الذين جاءوا ليروا الطفل يسوع. فالكنيسة الشرقية تعتقد أنهم كانوا 12 سائحاً، ولعل ذلك نتج عن أهمية العدد "12" في الكتاب المقدس (كما في 12 سبطاً، 12 تلميذاً). وتقول الكنيسة الغربية إنهم كانوا ثلاثة رجال حكماء، بافتراض أن كل واحد منهم قدم نوعاً من الهدايا الثلاث المذكورة.
كما لا يذكر متي البشير أسماءهم، فأسماء "جسبار وملكيور (ملكون) وبلتازار" هي أسماء أسطورية، وبالمثل لا أساس للقول بأن "جسبار" كان ملكاً للهند، و "ملكيور" كان ملكاً لفارس، و "بلتازار" كان ملكاً لبلاد العرب.
( د ) أهمية قصة المجوس في إنجيل متي: تلعب زيارة المجوس لبيت لحم دوراً هاماً في إنجيل متي، فمن البداية تعلن حقيقة شخصية الطفل الوليد باعتباره " مسيا إسرائيل" الذي طال انتظارة تحقيقاً للنبوات العديدة. وقد بدا هذا أولاً في ظهور النجم، إذ يبدو أنهم كانوا علي علم بنبوة بلعام: " يبرز كوكب من يعقوب، ويقوم قضيب من إسرائيل" (عد 24: 17- ارجع ايضاً إلي إش 60: 1- 3). كما أن الحوار بين المجوس وهيرودس ورؤساء الكهنة والكتبة، يُعلن أن يسوع كان تحقيقاً لنبوه ميخا عن المسيا: عن بيت لحم يهوذا التي منها سيخرج "الذي يكون متسلطاً علي إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (ميخا 5: 2). كما أن تقديم الهدايا يستحضر للذهن الوعود النبوية الواردة في المزامير (68: 29، 72: 10).
وبالإضافة إلي إثبات أن يسوع هو المسيا الذي طال انتظاره، فإن قصة المجوس- كجزء من مقدمة إنجيل متي- تقدم عدة مواضيع بارزة تعود للظهور في الأصحاحات التالية. فهي تؤكد أولاً أن يسوع المسيح لم يأت لليهود فقط بل للأمم أيضاً (ممثلين في "المجوس من المشرق"). كما كان سجود هؤلاء الأمم صورة مسبقة للإرسالية العظمي للكرازة بالإنجيل لجميع المم (مت 28: 19،
وأيضاً 8: 11و 12، 12: 21).
والموضوع الثاني الذي تعلنه هذه القصة، هو هذا الإيمان المذهل الذي أبداه أولئك المجوس، والذي كان ينقض الشعب الذي جاء منه الرب يسوع، فبينما قدم هؤلاء المجوس الغرباء الإكرام والسجود للمسيا المولود فإن هيرودس- ولعله كان بموافقة رؤساء الكهنة أيضاً- دير مؤامرته لقتل الطفل يسوع (2: 3- 6و 16). وهكذا نجد في فصول أخري من الإنجيل، الأمم يؤمنون، بينما لم يؤمن غالبية الشعب اليهودي (ارجع إلي 8: 5- 13، 15: 21- 28، 27: 19و 54).

lördag 20 november 2010

ما هي دلالة البخور في ايماننا الأرثوذكسي؟

يشير البخور إلى هدايا المجوس في الميلاد " وأتوا الى البيت ورأوا الصبي مع مريم امه.فخروا وسجدوا له.ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرّا." (متى ۲:۱۱) وإلى الطيب الذي قدمه يوسف ونيقوديموس يوم دفن السيد المسيح " وجاء ايضا نيقوديموس الذي أتى اولا الى يسوع ليلا وهو حامل مزيج مرّ وعود نحو مئة منا. فأخذا جسد يسوع ولفاه باكفان مع الاطياب كما لليهود عادة ان يكفنوا." ( يوحنا ۱٩:۳٨-٤۰) وإلى الطيوب التي أخذتها حاملات الطيب إلى القبر ليطيبن المسيح واهب الحياة " فرجعن وأعددن حنوطا واطيابا. وفي السبت استرحن حسب الوصية " ( لوقا ۲۳: ٥٦)

كما أن البخور يشير إلى عمل الروح القدس في تقديس الأمكنة وحلول نعمة الرب في هيكل قدسه، وهو كذلك تنبيه لحلول الرب " وكان لما خرج الكهنة من القدس ان السحاب ملأ بيت الرب. ولم يستطع الكهنة ان يقفوا للخدمة بسبب السحاب لان مجد الرب ملأ بيت الرب. حينئذ تكلم سليمان. قال الرب انه يسكن في الضباب. (۱ ملوك ٨ : ۱۰-۱۲) والتبخير أمام أيقونات القديسين يعبر عن كيف أصبحت صلاتهم مقبولة أمام الرب كرائحة البخور العطر، وكذلك يدل على شركة صلاتنا معهم كاتحاد الكنيسة المجاهدة والكنيسة الظافرة في السماء: " فصعد دخان البخور مع صلوات القديّسين من يد الملاك امام الله. " ( رؤيا ٨:٤ ) وعلامة توسل أن يذكرونا و يرفعوا صلواتنا على العرش في السماء، وتكريم للروح القدس الذي عمل فيهم وقدّسهم.

البخور حول الشعب هو لتقديسهم ولرفع غضب الله عنهم :" فتذمّر كل جماعة بني اسرائيل في الغد على موسى وهرون قائلين انتما قد قتلتما شعب الرب. ولما اجتمعت الجماعة على موسى وهرون انصرفا الى خيمة الاجتماع واذ هي قد غطّتها السحابة وتراءى مجد الرب. فجاء موسى وهرون الى قدام خيمة الاجتماع. فكلّم الرب موسى قائلا. اطلعا من وسط هذه الجماعة فاني افنيهم بلحظة فخرّا على وجهيهما. ثم قال موسى لهرون خذ الجمرة واجعل فيها نارا من على المذبح وضع بخورا واذهب بها مسرعا الى الجماعة وكفّر عنهم لان السخط قد خرج من قبل الرب.قد ابتدأ الوباء. فاخذ هرون كما قال موسى وركض الى وسط الجماعة واذا الوباء قد ابتدأ في الشعب فوضع البخور وكفّر عن الشعب. ووقف بين الموتى والاحياء فامتنع الوباء. ( عدد ۱٦:٤۱-٤٨) وحينما يضع الكاهن يده على رؤوس الشعب بالبخور فإنه يمنحهم بركة الكنيسة ليكفوا عن خطاياهم ويثبتوا في الكنيسة.



حينما نشم رائحة البخور الزكية تجتمع حواسنا وتأخذ النفـْس نشوة روحية بتنسم رائحة الفضيلة والتقوى وحلاوة بيت الله. فنتنهد على خطايانا المرة ونتذكر قول بولس الرسول : " شكراً لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان لأننا رائحة المسيح الزكية لله" (2كورنثوس14:2)

ليف تولستوي.. الكاتب الفليلسوف

ولد  الكونت ليف  تولستوى في عام 1828 في ياسنايا بوليانا، وهي ضيعة صغيرة تمتلكها عائلته الأرستقراطية قرب موسكو.

توفي والداه عندما كان صبياً صغيراً، وتولت خالته تربيته. وقد تلقى تولستوي تعليمه الإبتدائي على يد مدرسين خصوصيين أجانب.

في عام 1844 إلتحق تولستوي بجامعة قازان، إلا أنه سرعان ما ضَجِر من طريقة التدريس، فترك الدراسة عام 1847 قبل أن يتخرج، وعاد إلى مسقط رأسه.

بدأ تولستوي ينهل من مصادر العلم والمعرفة بدون مساعدة أحد.

في عام 1851 سافر الى القوقاز حيث شارك في الحرب القوقازية. و الَّّف هناك روايته الاولى "الطفولة"التي استند فيها على ذكرياته شخصية. وبعد فترة تابع كتابة سيرته الذاتية مؤلفا روايتين وهما: "الفتوّة" و"ايام الشباب".

 أشترك تولستوي في حرب القرم بين الأعوام 1856-1853، متطوعا في الجيش، وأظهر تولستوى شجاعة فائقة، لكنه كره الحرب، وأثرت فيه النتائج المأساوية للحرب. وحقق الشهرة لدى نشر مقالاته عن حرب القرم  تحت عنوان "قصص من سيفاستوبول".يأخذ موضوع الحرب اهتماما كبيرا في مؤلّفاته وخصوصا في اشهر رواياته "الحرب والسلام" التي كتبها في اعوام 1863-1868.  

 وهي ملحمة تاريخية تغطي الحوادث السياسية والعسكرية في أوروبا فيما بين الأعوام 1805 و1820، ويتناول فيها  تولستوي غزو نابليون لروسيا عام 1812.

وأنجز تولستوي في عام1877 رائعته الثانية "أنا كارنينا" التي عالج فيها قضايا اجتماعية وأخلاقية وفلسفية تصور مأساة امرأة وقعت في أسر العواطف الجامحة.ويعري فيها الكاتب الاسس العائلية الزائفة لمجتمعه.

تتربع الروايتان " الحرب والسلام" و "أنا كارنينا" على قمة الأدب الواقعي، فهما يعطيان صورة واقعية للحياة الروسية في تلك الحقبة الزمنية. ويبرز تولستوي فيهما كروائي ومصلح اجتماعي وداعية سلام ومفكر.

في عام 1862تزوج تولستوى من صوفيا اندرييفنا بيرس، واحال نفسه الى التقاعد. 

بعد أن ترك الجيش، قام تولستوى بعدة رحلات إلى غرب أوروبا، عكف فيها على تعلم أساليب التدريس، وطرق التربية. وعند عودته إلى ضيعته، افتتح مدرسة لأولاد الفقراء، كان التعليم فيها معتمداً على الأساليب التربوية التي تعلمها تولستوي خلال رحلاته. كما أنشأ مجلة تربوية بعنوان" ياسنايا بوليانا" طرح فيها أفكاره التربوية ونشرها بين الناس.

تعمق تولستوي في القراءات الدينية، وقاوم الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا، ودعا للسلام وعدم الاستغلال، وعارض القوة والعنف في شتى صورهما. لكن الكنيسة لم تقبل آراء تولستوي التي انتشرت  بسرعة، فكفرته واعلنت حرمانه من رعايتها. وأُعجب بآرائه عدد كبير من الناس وكانوا يزورونه في مقره بعد أن عاش حياة المزارعين البسطاء تاركًا عائلته الثرية المترفة. وهو كفيلسوف أخلاقي اعتنق أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف وتبلور ذلك في كتاب " مملكة الرب بداخلك " وهو العمل الذي أثر على مشاهير القرن العشرين مثل  المهاتما غاندي ومارتن لوثر كينج في جهادهما الذي اتسم بسياسة المقاومة السلمية النابذة للعنف.

وأشهر أعماله التي كتبها في أواخر حياته كانت "البعث" وهي قصة كتبها وتليها في الشهرة قصة "الشيطان"ورواية " الميت الحي" ومسرحية " سلطان الظلام" وروايات "كريتسيروفا سوناتا"، و"الحاج مراد" و" وفاة ايفان ايليتش" وقصة " الاب سيرغي" والتي توضح عمق معرفته بعلم النفس، ومهارته في الكتابة الأدبية. وقد اتصفت كل أعماله بالجدية والعمق وبالطرافة والجمال.

في 20 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1910، توفي تولستوي في قرية استابو حين هرب من بيته وحياة الترف، واصيب  بالإلتهاب الرئوي في الطريق، وكان قد بلغ من العمر 82 عاما . ودفن في حديقة ضيعة ياسنايا بوليانا بعد ان رفض الكهنة دفنه وفق الطقوس الدينية الارثوذكسية.