ELIAS PAULUS

ELIAS  PAULUS
ELIAS PAULUS THE BIG LOVE الحب الكبير -اضغط على الصورة-

fredag 3 september 2010

الشرّ الذي فيك القديس باسيليوس الكبير

لا يمكنّا أن نقول، دون أن نخطئ ضد الإيمان، إن الشرّ يأتي من الله. فلا الحياة تلدُ الموت، ولا الليل يخلقُ النور، ولا المرضُ يمنح الصحة، ولا الله الكلي الصلاح يمكن أن يخلق ما هو ضدَّه.
فاذا لم يكن الشرُّ أبديّاً ولا آتياً من الله، فمن أين اتخذ طبيعته؟ فالشر موجود، ونحن نراه كل يوم.
فما الجواب؟ إن الشر ليس حقيقةً حيةً ولكنه ارتياح في روحنا يخالف الفضيلة، وهو نتيجة رفضنا للخير، تساهلاً وتهاوناً منا. فلا نبحثْ عن أصل الشر، خارجاً عنا، متصوِّرين فينا طبيعةً أولى فاسدة؛ فعلى كلٍّ منا أن يقرّ أنه أصل الرداءَة التي فينا. ثم إنَّ بين ما يحدث لنا من الأمور ما هو طبيعي كالشيخوخة والأمراض؛ وما قد يحدث صدفةً كالأحداث غير المنتظرة، فبعضها يحزننا، وبعضها يُفرحنا (كاكتشاف كنزٍ أو عضَّةِ كلب)؛ وثم أمور أخرى تتعلق بنا كالتسلُّط على أهوائنا، وقمْع دواعي اللذة فينا، وكبح الغضب، وتهديد من شَتمَنا، وقول الصدق أو الكذب، وحسنِ الخلق وهدوئه، أو الكِبَر والإعجاب بالنفس. فعلى قدْر ما تكون متسلِّطاً على نفسك، لا تبحث عن سبب الشرّ خارجاً عنك، بل اعلمْ أن أصلَ الخباثة الحقيقي هو استسلامُك لضعفك بحريَّتِك. ولو لم يكن الأمر كذلك، لما أمكن سنُّ شرائع، ولا جاز إقامة محاكم، ومعاقبة مجرمين.
ولا حاجة إلى أن نقول أكثر من هذا عن الشرِّ نفسه. أما المرض، والفقر، وضعةُ المقام، وكل ما يمكن أن يحلَّ بنا من المزعجات، فليس من الصواب أن نَعُدَّهُ شرّاً جوهريّاً، لأن الخير الكامل لا يقوم في ضده. ثم أن بعض المحن متعلِّقٌ بمزاج طبعِنا العارض، والبعض الآخر فيه مصلحة حقيقية لنا.

Inga kommentarer:

Skicka en kommentar